نشطاء لبنانيون يقفون بوجه خطاب الكراهية الموجه للسوريين

بيروت – ليال خروبي – NPA
نظّمَ مجموعةٌ من النشطاء والصحفيين اللبنانيين أمس الأربعاء، وقفةً تضامنيةً صامتة مع اللاجئين السوريين في بيروت لرفضهم لخطاب الكراهية .
“ضد خطاب الكراهية”
رفع المتظاهرون شعاراً  في الوقفة الاحتجاجية (ضدّ خطاب الكراهية) لرفضهم لحملات الشحن والتحريض المكثفة الاعلامية والسياسية ضد اللاجئين التي تصاعدت خلال الأسابيع الماضية.
وقال الصحفيّة اللبنانية صبحية النجار لـ “نورث برس” إن صوت الكراهية ليس الوحيد في لبنان، فهناك صوت سلمي يرفض العنصرية والتحريض عن حقوق الإنسان، ولا أعتقد أن هناك إنسان في العالم يقبل بحرق خيمٍ للاجئين”.
وشهدت أحد المخيمات في منطقة دير الأحمر التابعة لمحافظة بعلبك في وقت سابق حريقاً تسبب في إضرار كبيرة في المخيم.
وذكرت وسائل إعلامية محلية أن المخيم شهد هجوماً وترويعاً للنازحين من أهالي البلدة، الذين توعدوا بحرق المخيم وهدمه إذا لم يغادره السوريون.
وتشير النجار أن لبنان عانت لسنوات طويلة من تبعات خطابات الكراهية التي خلفت وراءها الكثير من الحروب قائلةً “لم نعد نريدُ الحروب”.
وتضيف “من يجب أن يلقى باللوم عليه هو المجتمع الدولي والحكومة السورية لعدم تحملهم مسؤولية تأمين العودة الآمنة للاجئين”.
وتعتقد النجار أن “الحكومة اللبنانية تستعمل اللاجئين كشماعة لتبرر فشلها في تأمين وظائف للشباب اللبناني، فتلقي باللوم على الفئات الأكثر ضعفاً وفقراً وتهميشاً”.
“السياسيون يحملون أخطائهم على النازحين”
واتهمت النائبة والإعلامية بولا يعقوبيان في حديثها لـنورث برس، السياسيين اللبنانيين باستخدام خطاب التحريض كورقة سياسية للضغط على النازحين واصفةً إياها بـ “الإفلاس السياسي”.
وقالت يعقوبيان إن “السياسيون يحمّلون أخطاءهم للنازحين السوريين، وما خطاب التحريضْ إلا ورقة سياسية تستغل معاناة الناس وآلامهم”.
وتضيف يعقوبيان:” لو كانت الحكومة اللبنانية جديّة في إعادة اللاجئين إلى بلادهم لتواصلت مباشرةً مع الحكومة السورية وفعّلت محركاتها الديبلوماسية في هذا المجال”.
وأشارت يعقوبيان إلى أنّ “فزاعة توطين اللاجئين تستعمل لتغذية التحريض الشعبوي فاللاجؤون الفلسطينيون يعيشون في لبنان منذ العام 1948 ولا يزالون يريدون العودة إلى وطنهم، وحتى لو كان هناك مشروع توطين للاجئين السوريين فالشعب اللبناني سيرفض ذلك”. 
“هجمة ممنهجة” على اللاجئين
اشتدّت الضغوط على اللاجئين السوريين على مستويات عليا خلال الأسابيع الماضية، بدءاً من قرار مجلس الدفاع الأعلى بهدم كلّ المساكن الاسمنتية في مجمل مخيمات لبنان وهو ما كان يفترضُ حدوثه يوم الاثنين الماضي في بلدة عرسال لكنّه تجمّد بانتظارِ تسوية اللاجئين أنفسهم لأوضاع بيوتهم.
 وذكرت مصادر من البلدة لنورث برس، فضلاً عن عمليات إجلاء 800 نازح سوري عن خيمهم في بلدة دير الأحمر بمحافظة بعلبك الأسبوع الماضي وما رافقها من تهديداتٍ وحرقٍ لـ 3 خيم.
وبدأ قطاعُ الشباب في التيار الوطني الحرّ حملةً خلال اليومين الماضيين للحثّ على عدم تشغيل اليد العاملة السورية، داعينهم للرحيل إلى بلدهم. 
وانتشرَ قرابة /500/ شابّ في طرقات منطقة الجديدة ودخلوا المحال التجارية منبهين أصحابها من توظيف عاملين سوريين.
ويعتقد منظمو الحملة إن زيادة عمالة السوريين في لبنان أدت إلى خلق نوع من البطالة المفرطة للشباب اللبناني. 
وأثارت الحملة التي نظمها “التيار الوطني” ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد اللاجئين السوريين.
ويشرح جهاد سلامة مسؤول في “التيار” خلفيات هذه الحملة لنورث برس قائلاً: إن” الحملة جزء من سياسة عامّة للبلاد، ونحن لسنا عنصريين ولكن لا نستطيع ان نغض الطرف عن مصالح المواطن اللبناني”.
وأكد سلامة أنَّ التحرك سيستمر في الأيام المقبلة وسينتقل إلى مجمل الأقضية اللبنانية.