مراكز تعليمية خاصة بأبناء السوريين في مصر

القاهرة- محمد أبوزيد- NPA 
تنتشر في مصر العديد من المراكز التعليمية المتخصصة بتعليم أبناء السوريين بصفة خاصة، ويقوم عليها عددٌ من الأساتذة والمدراء السوريين، بعضها مجاني والبعض الآخر برسوم بسيطة، وبعضها مدعوم من جهات داعمة والبعض الآخر بجهودٍ وتمويلات ذاتية، هدفهم جميعاً توفير التعليم المناسب لأبناء السوريين الملتحقين أساساً بمدارس مصرية.
تكمن المشكلة الرئيسية التي تواجه الكثير من أبناء السوريين في مصر بعدم القدرة على التأقلم على المنهاج المصري وطبيعة المدارس المصرية وطريقة التدريس, وخاصة في ظل التدريس باللهجة المصرية, ما يزيد الأمر صعوبة على أبناء السوريين الذين يشعر بعضهم بالغربة في المدارس النظامية. 
وفرّت تلك النوعية من المراكز, التي يفتح بعضها أبوابه صباحاً والبعض الآخر مساءً, نمطاً تعليمياً لدمج أبناء السوريين وتدريس المناهج لهم باللهجة السورية وبطريقة التدريس السورية، كنوعٍ من الدعم لهم.
معضلة
تغلبت تلك النوعية من المراكز على معضلة أخرى مرتبطة بتكدس التلاميذ داخل المدارس المصرية، ومع هذا التكدس قد لا يستطيع الطفل تحصيل المنهاج أو المعلومات من كل مادة.
لذا وفرت تلك المراكز, ومع قلة عدد التلاميذ في الفصل الواحد, مناخاً أفضل بحيث يتلقى التلميذ دروسه فيها، ويؤدي امتحاناته في مدرسته الرئيسية للحصول على الشهادة الرسمية المعترف بها تحت شعار “التعليم بالمركز، والشهادة من المدرسة”.
تتعدد تلك المراكز على مستوى محافظات الجمهورية في مصر، وتنتشر بصفة خاصة في المناطق التي تشهد انتشاراً مكثفاً للسوريين، مثل حي السادس من أكتوبر والشروق وغيرهما من الأحياء الشهيرة بحضور واسع للسوريين.
“الأمر هنا مختلف كلياً، هناك أنشطة نمارسها داخل المركز, ولا يقتصر الأمر على الدراسة وتحصيل المنهاج العلمي.. هنا توجد مسابقات كرة قدم ورسم وأنشطة متعددة، وهذا ما يميز المراكز”، يقول الطفل عمر قردلو (12 عاماً) لـ”نورث برس”، والمُسجل على أحد المدارس المصرية التابعة لوزارة التربية والتعليم لكنه يتلقى تعليمه في مركز تعليمي خاص بالسوريين ويؤدي امتحاناته بمدرسته لتأمين حصوله على الشهادة وتحصيله العلمي معاً.
ويضيف عمر لـ”نورث برس” قائلاً “أنني أتعلم كرة القدم والكمبيوتر في المركز، وحلمي أن أصبح لاعب كرة قدم، أو مبرمج الكومبيوتر”.
أنشطة
قالت الإدارية بأحد المراكز المختصة في تعليم أبناء السوريين في مصر السيدة نور دروبي لـ”نورث برس”، إن هذه الأنشطة نشأت بعد تلاقي رغبتين رئيسيتين؛ الرغبة في وجود مثل تلك المراكز التي توفر بيئة آمنة للطلاب السوريين وظرف تعليمي مناسب، بالإضافة إلى احتياج الكادر التعليمي إلى فرص عمل”. 
وأشارت دروبي أن الكوادر التعليمية في تلك المدارس بالأساس معلمين سوريين، إضافة إلى آخرين مصريين لـ “الاستفادة من خبراتهم في مجال التدريس في مصر”.
وأكدت على حرصهم على تشجيع الأنشطة الخاصة، بحيث لا تكون المسألة منصبة فقط في العملية التعليمية والمناهج الدراسية المختلفة، ومن هنا يتم تنظيم مسابقات مختلفة من بينها مسابقات فنيّة ومسابقات في القرآن الكريم وغير ذلك.
بدائل
قدّمت تلك المراكز نفسها كواجهة تعليمية بديلة تتغلب على المعوقات أو الصعوبات التي تعاني منها المدارس الحكومية المصرية، لكن يظل التلميذ مرتبطاً بمدرسته “الحكومية التابعة لوزارة التربية والتعليم” من أجل أداء الامتحانات فيها ومن ثمّ الحصول على الشهادة الرسمية المعترف بها.
وهو ما تعبر عنه الطفلة كاميليا (9 أعوام)، لـ”نورث برس” قائلة إن المركز أفضل من المدرسة “لأنني لا استطيع التركيز في المدرسة بسبب كثافة الطلاب، بينما هنا في المركز العدد أقل، واستطيع التركيز بصورة أكبر”.
وتعتبر تلك المراكز واجهة رئيسية للسوريين لتأمين تعليم أبنائهم، وإدماجهم في المجتمع المحلي، والتغلب على المعوقات والعقبات التي تواجههم في العملية التعليمية.
وثمة العديد من المدارس الدولية والخاصة في مصر، يختلف نظامها كلية عن المدارس الحكومية، لاسيما في مسألة عدد الطلاب في الصف الواحد، وتعتبر بيئة مناسبة بصورة أكبر للعملية التعليمية من المدارس الحكومية، لكنّ مصروفات تلك المدارس مرتفعة للغاية، وقليل من السوريين من بوسعه إلحاق أبنائه بها، بينما الغالبية تلجأ للمراكز التعليمية كبديل مناسب وأرخص، بخاصة مع التطور الكبير الذي تشهده تلك المراكز مؤخراً من حيث البنية الأساسية وطرق التدريس والكادر.