دير الزور – جيندار عبد القادر- NPA
يعاني أهالي مدينة هجين التابعة ل
مدينة دير الزور شرقي سوريا، من أزمة وغلاء حاد في المحروقات، وخاصة مادة المازوت التي تعد شريان الحياة للمدينة، بعد نحو /7/ أشهر من تمكن قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي من السيطرة عليها.

وتعتمد المنطقة على مادة المازوت بشكل كبير لتشغيل المولدات الكهربائية (كهرباء الاشتراك)، ولتغطية حاجات السيارات الصغيرة والآليات الكبيرة العاملة في المدينة العائدة إلى الحياة مجدداً.
والتي تستخدم أيضاً لتشغيل آبار المياه التي تغذي المدينة، والمولدات الزراعية والخاصة، وغيرها من الوسائل، لاسيما أن المدينة مترامية الأطراف وتضم نحو تسعين حياً بمساحة مسكونة تقدر بنحو /250/ كم2.
استمرار المعاناة
محطات المحروقات في مدينة (هجين) هي شبه فارغة طيلة الأسبوع، نظراً لعدم توفر المادة التي يتم تخصيصها لهم، والتي يسميها سكان المدينة “بالمازوت المدعوم”، ويبلغ سعر الليتر الواحد منه /55/ ليرة سورية أي (0.10) دولار تقريباً.
وقام مجلس دير الزور المدني، التابع للإدارة الذاتية في شمالي سوريا خلال الفترة الماضية – بعد حالة الاحتقان والمظاهرات التي خرجت في العديد من مدن وبلدات دير الزور- بتخصيص /40/ ألف ليتر من المازوت للمحطة الواحدة في مدينة هجين كل /19/ يوماً تقريباً، للسيارات فقط.
لكن الكمية لا تكفِ حاجة الأهالي في المدينة، بحسب ما صرحوا لموفد “نورث برس” إلى المدينة.
يقول خالد هفل المحمد 34)عاماً) أحد سكان هجين لــ”نورث برس” بأن
الكمية المخصصة من المازوت المدعوم “تكفي حاجة الأهالي مدة يومين أو ثلاثة، بعد ذلك نضطر لتعبئته بمبلغ أغلى تصل لـ/170/ ليرة سورية”.

مبيناً أن الكمية التي توزع في المحطات هي مخصصة للسيارات فقط، فيردف قائلاً “أملك /4/ محركات لاستخراج المياه، وأحتاج كل يوم لكمية تقدر بنحو مئة لتر، فاضطر لشرائها بأسعار مضاعفة”.
كما طالب المحمد الجهات المسؤولة بضرورة زيادة كميات المازوت وتقديم كافة أشكال الدعم للمدينة، ومساعدة الأهالي في الجوانب الزراعية من خلال تأمين مادة المازوت على أقل تقدير.
في حين عبّر محمد خلف الدخيل (59 عاماً)، من سكان حي طويجان بهجين، عن حالة السخط نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات قائلاً “أعاني كثيراً ولا أستطيع تعبئة الجرار الزراعي بمادة المازوت بــ/150/ ليرة لفلاحة قطعة الأرض الزراعية التي أملكها، كما لدي مولدة لاستجرار المياه وسيارة بالإضافة للجرار الزراعي”.
ولفت الدخيل إلى أنّ الأراضي جافة حالياً وبحاجة للمياه، و”نحاول بشتى الوسائل تأمين لقمة العيش؛ فنحصل على /20/ ليتراً فقط، إنها المرة الأولى التي أقف هنا لتعبئة المازوت من المحطة”.
قلة الكمية وكثرة الآليات
وأعرب الأهالي عن امتعاضهم من الكميات التي خصصتها لجان المحروقات في مجلس دير الزور المدني لمحطات الوقود في المدينة نظراً لقلتها.
يقول عبد الرحمن محمد المحمود صاحب محطة محروقات بهجين لـ”نورث برس”، “كل /18/ يوم نحصل على كمية /40/ ألف ليتر، ما يقارب/180/ برميلاً من مادة المازوت، نقوم بتوزيعها على مدى /5 -4/ أيام، وبعدها نتوقف عن العمل مع انتهائها؛ فننتظر لمدة أسبوعين لاستلام الدفعة الجديدة”.

أمّا فيما يخص الكميات المخصصة للسيارات وآلية التوزيع أشار المحمود إلى أنّ “الجرارات والسيارات الصغيرة تحصل على/20/ ليتراً يومياً، أما الشاحنات والآليات الكبيرة فحصتها /40/ ليتراً.
موضحاً بأن التوزيع يتم من خلال تسجيل لوحات السيارات؛ فلا يسمح لها بالتعبئة أكثر من مرة في اليوم الواحد.
وأضاف المحمود بأنهم يغلقون المحطة لمدة /15/ يوم تقريباً لحين وصول الدفعة الجديدة، وخلال هذه المدة يضطر الأهالي لتعبئة المازوت بـ/160/ ليرة من المحلات والباعة.
كما أوضح بأنهم لا يمنحون مادة المازوت للأهالي من خلال قوارير أو عبوات بلاستيكية، وإنما فقط للسيارات والشاحنات.
في حين أظهرت المشاهد التي التقطها مراسلنا، قيام عمال المحطة بتعبئة العبوات البلاستيكية، كما وثقت وجود العشرات من تلك العبوات في طابور مخصص لها.
سوء تنسيق
مجلس هجين المدني ليس لديه لجنة خاصة لمتابعة أمور المحروقات وآلية توزيعها على الأهالي للتخفيف من معاناة الأهالي.
وأوضح صلاح اسماعيل السلمان الرئيس المشارك لمجلس الشعب في هجين لـ”نورث برس” آلية العمل فيما يتعلق بالمحروقات وتوزيع مادة المازوت خاصة، بأنه يتم توزيع مادة المازوت المدعوم (التي توزع من قبل مجلس دير الزور المدني) كل /15/ يوم أو كل شهر، وتستهلك هذه المادة بشكل كامل في ثلاثة أيام.

وأشار السلمان إلى أنهم لم يشكلوا بعد لجان خاصة بالمحروقات ومتابعة آلية توزيعها حتى اللحظة، مبرراً ذلك بـسوء التنسيق بينهم وبين مجلس دير الزور المدني.
كما بين بأنّه خلال الفترة الماضية تم توزيع مادة المازوت المدعوم في المدينة دون أن يكون هناك أي علم لمجلس الشعب في المدينة.
مسجلاً العديد من إشارات الاستفهام حول عمل المجلس والإدارة في هجين، وآلية ارتباطها وتنسيقها مع مجلس دير الزور المدني ومختلف المجالس الموجودة في المنطقة.
تحرير هجين
يذكر أن أهالي مدينة هجين عادوا إلى منازلهم بداية عام 2019، بعدما تمكنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، من استعادة المدينة، بعد إخراج تنظيم “الدولة الإسلامية” منها منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام المنصرم، وذلك بعد إطلاقها حملة لاستعادتها وريفها في الـ 11 من أيلول/سبتمبر الفائت.
وكانت هجين مركز الثقل للتنظيم في آخر جيوبه في الريف الشرقي لدير الزور بعد تمكن “قسد” من طرده من الرقة “عاصمته المزعومة”.
إضافة إلى استعادتها عشرات البلدات والقرى على الضفة اليسرى للفرات، وتجاوز عدد سكانها مئة ألف نسمة، أثناء تحصن عناصره في الجيوب الأخيرة لهم شرق الفرات.