حكومة دمشق و”مسد” يتمسكان بالسيادة السورية ضد التهديدات التركية
القامشلي – نورث برس
تقاربت التصريحات الرسمية بين كل من مجلس سوريا الديمقراطية “مسد” والحكومة السّورية حول وحدة وسيادة الأراضي السّوريّة، وذلك مع ازدياد وتيرة الهجمات والتهديدات التركية لمدن شمال شرقي سوريا خلال الأسبوعين الماضيين.
وهذا الشهر، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن نية بلاده شن عملية عسكرية جديدة “للرد على الهجمات التي تهدد أمن تركيا القومي”.
الإعلان التركيّ قوبل بأشد عبارات الرّفض، وتناوبت كل من الحكومة السورية ومجلس سوريا الديمقراطية في الرد على تلك التهديدات متمسكين بالسيادة السورية وحماية الأراضي من أي “احتلال ومحتل”.
وأمس، رفضت خارجية الحكومة السورية، عبر بيان “الاعتداءات” التركية التي طالت شمال شرقي سوريا خلال الأيام الماضية.
وقالت الخارجيّة في بيانٍ نشرتهُ عبر صفحتها الرّسميّة في فيس بوك، “ترفض الجمهورية العربية السورية الأعمال العدائية العسكرية التي تشنُّها القوات التركية المحتلة منذ عدة أيام على مناطق وقرى في الشمال الشرقي من سوريا”.
وأشارت إلى أن “ما يقوم به النظام التركي لإنشاء ما يسمى منطقة آمنة على الأراضي السورية هو عملٌ مشينٌ من أعمال العدوان، وجزءٌ من سياسة التطهير العرقي والجغرافي التي تمارسها حكومة أردوغان في الأراضي السورية المحتلة، وهي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يرفضها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.
وفي السادس والعشرين من هذا الشهر، اعتبر مجلس سوريا الدّيمقراطية “مسد” عبر بيان، أنّ “إطلاق عملية عسكرية تركية في شمال شرقي سوريا، تستهدف السّيادة السّوريّة والنّسيج المُجتمعي، وتعرض الأراضي السّورية للاحتلال”.
وأضاف “مسد” في البيان، أنّ الرئيس التركي، يتذرع بحماية “الأمن القومي التّركي” وإعادة اللاجئين السّوريين في تركيا، وبالمقابل هذا الأمر يُهدد بأن يتحول الشّريط الشّمالي من سوريا، لحاضنة، تستقطب الحالمين بعودة “الخلافة الإسلامية”.
وشكلت التّهديدات التّركية “خطراً حقيقياً على مستقبل المنطقة وعلى السّلم والأمن الإقليمي والدّولي، وتعد إجهاضاً لكل الجّهود والتّضحيات التي تمت في سبيل محاربة الإرهاب”.
كما تعيق الحل السّياسي في سوريا، “عبر تقوية موقع المُتطرفين والإرهابيين جيوسياسياً، تحت مسمى المعارضة” وفق بيان “مسد”.
وفي العشرين من هذا الشهر، شنت وزارة الخارجية والمغتربين في الحكومة السورية، هجوماً عنيفاً على التصريحات التي أطلقها الرئيس التركي بشأن المنطقة الآمنة على حدود البلدين.
ووصفت الخارجية السورية تصريحات أردوغان بـالـ”رخيصة”، مضيفة أنها “تكشف الألاعيب العدوانية التي يرسمها النظام التركي حيال سوريا ووحدة أراضيها”، حسب ما نقلت وكالة “سانا”.
وأعقب بيان الخارجية، تصريح رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية والمغتربين في مجلس الشعب في الحكومة السورية بطرس مرجانة، في الرابع والعشرين من الشهر الجاري.
وقال “مرجانة” لصحيفة “الوطن” شبه الرسمية، “أي حديث عن إنشاء منطقة آمنة هو حتماً لا شرعي، كما هو الاحتلال التركي لا شرعي وأنَّ رئيس النظام التركي يسعى لاستغلال الوضع العسكري والسياسي القائم في العالم وفقاً لمخططاته”.
وأوّل أمس الأحد، دعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إلى ضرورة وجود قوات “حفظ سلام” على الحدود الفاصلة بينها وبين مناطق خاضعة للسيطرة التركية.
وأصدرت الإدارة الذاتية، بياناً، نددت فيه باستمرار التهديدات التركية بعملية عسكرية ضد مناطق شمال شرقي سوريا واعتبرت أن وجود قوات دولية لحفظ السلام ومنع خرق اتفاقيات وقف إطلاق النار الموقعة بين تركيا والدول الضامنة سيكون رادعاً للتهديدات التركية”.