“التضمين”.. خيار مزارعين في منبج لتلافي جزء من الخسائر

منبج _ نورث برس

ينتظر حجي العبيد (47 عاماً) وهو مزارع من قرية المنكوبة، شمالي مدينة منبج، شمالي سوريا، طلب أحد مربي المواشي لضمان أرضه المزروعة بالشعير، ليخفف بذلك من عبء الخسائر المادية على نفسه، حيث لم يتمكن من حصاد سوى نصف هكتار منها.

ويعرف “الضمان” أنه اتفاق يحصل بين المزارع ومربي المواشي باستئجار الأرض منه لتغذية المواشي على المحصول المتواجد في الأرض.

وزرع “العبيد” ثلاثة هكتارات من الشعير البعلي، لكن قلة الهطولات المطرية أدت لضعف نموه وبالتالي عدم تمكنه من حصادها.

ويلجأ مزارعو الشعير البعلي في منبج وريفها لتضمين أراضيهم، لضعف نمو المحصول الذي لم يتجاوز طوله الخمسة سنتميترات.

ولكن تضمين الأرض لن ينجي مزارعين من الخسائر المادية، وخاصة أن تكلفة الهكتار الواحد من بذار وسماد وحراثة وصلت لنحو مليون ليرة سورية، بينما تباع لمربي المواشي ما بين 75 إلى 180 ألف ليرة سورية.

وأودى شح الأمطار الكبير خلال العامين الماضيين، لتراجع مستوى إنتاج المحاصيل الزراعية وخاصة البعلية منها، وخاصة في الجزيرة السورية التي تعرف بأنها “السلة الغذائية” لسوريا، وكبد مزارعين خسائر يصفونها بـ”الكبيرة”.

كما تسببت الأمطار القوية خلال الشهر الماضي، والعواصف التي ضربت المنطقة بتكسير وإتلاف كثير من السنابل الممتلئة، والتي أثرت بشكل كبير على محصولي القمح والشعير المرويان.

ووفقاً لتقديرات مزارعين في منبج، فإن نسبة الذين ضمّنوا أراضيهم المزروعة بالشعير البعلي هذا العام وصلت لنحو 70 بالمئة.

وفي قرية عين النخيل شمالي منبج، ضمن جدعان السمعو (57 عاماً) نحو خمسة هكتارات من أرضه المزروعة بالشعير، فيما خصص خمسة هكتارات لأغنامه، باعتبار أن “العلف غالي”.

وقال “السمعو” متحسراً على ما آلت إليه حال أرضه، إن مسألة الضمان كانت قليلة نوعاً ما في المواسم السابقة، حيث كانت الأرض تنتج كميات جيدة من المحاصيل، “لكن مع بدء تراجع الإنتاج بات الضمان الخيار الوحيد أمامنا”.

وأمام هذا الحال، ينتقد مزارعو الشعير البعلي لجنة الزراعة في منبج لعدم ترخيصها الأراضي البعلية وتقديمها مستلزمات الزراعة من بذار وأسمدة ومحروقات للحراثة، الأمر الذي كان من شأنه أن يقلل من حجم خسارتهم، وخاصة أنهم اضطروا لشراء المواد من الأسواق بضعف السعر الذي توزعه اللجنة.

وبلغت مساحة الأراضي المزروعة بالقمح في منبج نحو 5336 هكتاراً، ولا توجد إحصائية لمحصول الشعير البعلي لدى لجنة الزراعة لعدم ترخيصها، فيما تعد نسبة الأراضي المزروعة بالشعير المروي قليلة جداً، بحسب اللجنة.

وتصل خسارة المزارع من الهكتار الواحد من القمح والشعير إلى أكثر من 500 ألف ليرة سورية ويزيد الرقم وينخفض، وذلك بحسب ما إذا كان المحصول قابلاً للحصاد أم لا، وفقاً لتقديرات “السمعو”.

وأشار “السمعو” إلى أن قلة الدعم الزراعي وتراجع إنتاج الأرض، يدفعه للتفكير بتجنب المغامرة وزراعة أرضه بموسم آخر لعدم استطاعته تحمل خسائر مادية أخرى ما يزال يعاني منها.

إعداد: صدام الحسن – تحرير: عمار حيدر