سكان وناشطون بإدلب: العملية العسكرية التركية لا تصب في مصلحة السوريين
إدلب – نورث برس
نفى سكان وناشطون في إدلب شمال غربي سوريا، أن يصب الهدف من العملية العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا، في مصلحة الشعب السوري، وإنما هدف تركيا حماية “أمنها القومي” من خلال بناء جدار بشري على حدودها مع سوريا.
والخميس، قال مجلس الأمن القومي التركي، في بيان، إن “العمليات العسكرية الجارية وتلك التي ستُنفذ على حدودنا الجنوبية (الحدود مع سوريا والعراق) ضرورة لأمننا القومي ولا تستهدف دول الجوار”.
ويأتي هذا بعد أيام من تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية عن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تفيد بنية تركيا شن عملية عسكرية جديدة في الشمال السوري.
ويرى محمد الإبراهيم، وهو اسم مستعار لناشط إعلامي في إدلب، أنه “يجب التفريق بين المصالح التركية ومصالح الثورة”.

“جدار بشري”
وأضاف “الإبراهيم” لنورث برس، أن “المنطقة التي تقول عنها تركيا آمنة، هي ليست كذلك إذ أنها معرضة دائماً للاستهداف كما يحصل اليوم في أعزاز والباب وإدلب”.
ولكنها في الوقت نفسه “آمنة بالنسبة لتركيا التي تمكنت من إبعاد الخطر عن حدودها وجعلت السوريين الذين وضعتهم في تلك المنطقة، درعاً وجداراً بشرياً لها”، بحسب “الإبراهيم”.
وأشار “الإبراهيم” إلى أنه يجب العمل على إعادة السكان الأصليين إلى مناطقهم في سوريا “لا توطينهم في كتل إسمنتية على الحدود مع تركيا في منطقة يطلق عليها اسم الآمنة لكنها في الحقيقة غير آمنة أبداً”.
ويقول خالد رحمون (29 عاماً) وهو طالب جامعي من مهجري مدينة حماة ويقيم في إدلب، لنورث برس، إنه ضد العملية العسكرية التركية على شمال شرقي سوريا.
ويضيف “رحمون” أن تركيا على يقين تام أن سكان المنطقة وخاصة الكرد “لن يقبلوا بوجود القوات التركية في مناطقهم، ولهذا سوف يختار هؤلاء السكان الخروج من منازلهم إلى خارج منطقتها الآمنة”.
وبهذه الخطوة تكون تركيا قد تخلصت من أعباء اللاجئين، ذو الأغلبية العربية، ووطنتهم في منطقة أخرى بديلة لمنطقتهم”، وفق “رحمون”.
ويضيف: “هذه العملية لن تأتي بمصلحة للسوريين كما تروج وتلمع لها تركيا وأقل ما يمكن أن تفعله روسيا الرافضة لها هو أن تقضم مناطق جديدة من إدلب، وتتسبب بنزوح جديد والوجهة المتبقية هي “المنطقة الآمنة” على الحدود السورية التركية، وهو ما تريده أنقرة”.
“لا توجد منطقة آمنة”
“اعتدنا ومنذ سنوات أن تقوم تركيا بعملية عسكرية للسيطرة على مناطق في شمال شرقي سوريا، وبالمقابل يبدأ النظام وروسيا معركة في إدلب”، يقول فؤاد الحسين (39 عاماً) وهو من سكان مدينة حارم شمال إدلب.
ويشير” الحسين”، إلى أن تركيا اليوم تتحدث عن منطقة آمنة على حدودها، “لكن في الحقيقة لا أحد يرى الأمن والأمان في هذه المنطقة من سري كانيه شرقاً وحتى عفرين وإدلب غرباً، إذ لا يمر يوم دون اقتتال بين الفصائل العسكرية ودون انفجار مفخخة في شمال حلب”.
وفي إدلب أيضاً لا يكاد يمر يوم دون أن تتعرض المنطقة للقصف من قبل قوات حكومة دمشق وموسكو، “فعن أي منطقة آمنة يتحدث أردوغان؟”، بحسب “الحسين”.

وطالب “فرج الحامد” (42 عاماً) وهو نازح في إدلب، الفصائل العسكرية التي تجهز لعملية عسكرية في شمال شرقي سوريا، أن “يدركوا ما يقومون به”.
ويقول “الحامد”: “نحن في بداية الثورة خرجنا ضد النظام السوري الذي حكمنا ولا زال يحكمنا بالحديد والنار ومنذ اللحظات الأولى رفعنا شعارات.. واحد واحد الشعب السوري واحد”.
ويضيف: “يجب أن نعود للشيء الذي قمنا من أجله وهو الحرية والكرامة لا أن نكون مرتزقة بيد الأتراك”.