حالات خطف وقتل في الحسكة تثير ذعر السكان

الحسكة – نورث برس

يحرص فراس الحسون (36 عاماً) وهو من سكان حي غويران بمدينة الحسكة، على عدم خروج أطفاله من المنزل بمفردهم، وذلك بعد حادثة اختطاف أحد أطفاله قبل عدة أشهر.

ويعيش الرجل الثلاثيني حالة من الذعر والخوف أثناء غياب أحد أطفاله عن المنزل حتى لو كانت لمدة لا تتجاوز العشرة دقائق.

ويقول: “بتنا نخاف أن نرسل أطفالنا إلى محل بيع المواد الغذائية لوحده رغم أن المحل لا يبعد سوى أمتار عن منزلنا”.

وتشهد مدينة الحسكة وريفها وخاصة منذ الأشهر القليلة الماضية، تزايداً في حالات خطف وقتل ومحاولات خطف من قبل مجهولين لأسباب مختلفة، منها تكون بداعي طلب فدى مالية وبعضها الآخر بدافع الانتقام من العائلة.

في الأول من آذار/ مارس الماضي، أقدم مجهولون على اختطاف الطفل حيدر (4 أعوام). ويقول الأب إن الخاطفين تواصلوا معه على تطبيق “الواتس آب” بعد أربعة أيام من اختطاف طفله وأخبروه أنه موجود في سري كانيه (رأس العين) وطلبوا 110  آلاف دولار أميركي للإفراج عنه.

وهدد الخاطفون ذوي الطفل بنقله إلى تركيا وبيعه لعصابة تجارة أعضاء في حال لم يدفعوا المبلغ، وفقاً لقول الأب.

ولكن إمكانيات عائلة الطفل وأقاربه وأصحابه المادية عاجزة عن تأمين هكذا مبلغ، وبعد مفاوضات مطولة، تم تخفيض الفدية إلى ثلاثة آلاف دولار على أن يتم تحويلها إلى مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق.

غاية مجهولة

بعد أيام، بحسب ما يسرده الأب، تواصلت معه امرأة وعرفت عن نفسها بأنها على قرابة بخاطفي طفله وأخبرته بأنهم سيقومون بإرجاع حيدر خلال ساعات دون مال.

ساعات كانت بالنسبة لعائلة الطفل تعد كسنوات من شدة قلقهم عليه وخوفهم أن يكون قد أصيب بمكروه.

وفي اليوم الثامن على اختطاف الطفل، تواصل الخاطفون مع الأب وأخبروه أن طفله موجود على حاجز الغزل شرق الحسكة، ليذهب مسرعاً ويلتقي به.

ولم تعرف العائلة حتى الآن الغاية من خطف الطفل وخاصة أنه لم يتواصل معهم أحد بعد عودته.

وقبل أيام، عثر ذوي الطّفلة وعد سمير الحسين (8 أعوام) من سكان حي الكلاسة بالحسكة، على جثتها فوق سطح المبنى الذي يسكنونه بعد اختفائها لمدة ساعتين، تبين فيما بعد أنها قُتلت من قبل سيدة من أقاربها.

وفي السابع عشر من الشهر الماضي، أقدم مجهولون يستقلون سيارة من نوع (فان) أبيض اللون، على ملاحقة شخصين وإطلاق الرصاص عليهم ومن ثم خطفهم في حي غويران جنوب الحسكة.

تكرار تلك الحوادث، تسببت بحالة من الذعر والقلق بين السكان الذين باتوا يتجنبون الخروج ليلاً بمفردهم ويمتنعون عن إرسال أطفالهم إلى أماكن بعيدة عن المنزل لوحدهم أو الذهاب إلى المدرسة بمفردهم.

محاولة خطف فاشلة

وفي السابع عشر من الشهر الجاري، تعرضت الطفلة سجى الأحمد (7 أعوام) لمحاولة خطف من قبل امرأة مجهولة في حي الزهور (حوش الباعر) بمدينة الحسكة.

كانت الطفلة في منزل عمتها الذي يقع في نفس الحي برفقة أقارب لها، حينما طرقت امرأة الباب وطلبت كأساً من المياه.

تقول الطفلة بنبرة مليئة بالخوف، “عندما عدت لجلب الماء لها، وضعت يدها على فمي وحاولت خطفي”.

وقبل أن يغمى على الطفلة من الخوف، صرخت فسمعها من كان معها في المنزل وكن بنات عمتها فصرخن طلباً للنجدة من سكان الحي، فتركت الامرأة الطفلة ولاذت بالفرار. 

تتذكر الطفلة جيداً ماذا كانت ترتدي تلك الامرأة وتشير إلى أنها كانت تلبس لباساً أسوداً يغطي كامل جسمها وتضع نقاباً على وجهها وتردي كفوفاً زرقاء في يديها.

وبعد تلك الحادثة، تتخوف الطفلة من الذهاب لوحدها إلى مدرستها أو إلى أماكن أخرى أو حتى اللعب أمام المنزل في غياب أشقائها أو والدها.

وفي هذا الصدد، يقول دحام الأحمد (48 عاماً) وهو والد الطفلة، إنه لم يكن يصدق الأخبار التي يتداولها سكان مدينته عن حوادث خطف أطفال، لحين تعرض طفلته لمحاولة خطف.

ويضيف “الأحمد”: “كنا نظنه من الخيال وقصص ألفها بعض الأشخاص، ولكن بعد تعرض ابنتي لمحاولة خطفها بات الأمر قابلاً للتصديق”.

دفع فدية 65 ألف دولار

وفي الواحد والعشرين من شباط/ فبراير الماضي، اضطرت عائلة أيمن الأحمد لدفع 65 ألف دولار أميركي لمجهولين ملثمين اختطفوا شقيقه من المنزل، مدعين أنهم من القوات الأمنية وأن هناك بعض الأسئلة ينتظرون أجوبتها منه فقط.

ويقول مصدر مقرب من العائلة، إن مجهولين قدموا إلى منزل العائلة وسألوا عن أيمن، لكن الأخير كان لدى أحد أقاربه،  فطلبوا أحد أشقائه.

ويشير المصدر إلى أنهم أخذوا أحمد وهو شقيق أيمن على أن يعيدوه فور إجابته عن موضوع ما، عوضاً عن أيمن.

وبعد عودة أيمن إلى المنزل ومعرفته بما حصل، قام بالاستفسار عن شقيقه لدى الجهات الأمنية في المدينة التي أوضحت بدورها أنها لم تقم باستدعائه أو حتى إرسال مذكرة لاعتقاله أو إحضار أي أحد من أفراد عائلته.

ويذكر المصدر لنورث برس أنه في مساء اليوم الثاني، تلقى أيمن اتصالاً من رقم غير معروف يدعي أنه من عناصر الدولة الإسلامية وطالبه بدفع 60 ألف دولار مقابل الإفراج عن أحمد أو سيقوم بقطع رأسه.

كما أن الخاطفين هددوا العائلة بعدم إخبار القوات الأمنية ومع محاولاتهم تخفيض المبلغ، رفع الخاطفون المبلغ إلى 65 ألف دولار.

وبعد أربعة أيام، طالب الخاطفون بوضع المبلغ في إحدى السيارات على الطريق الواصل بين الشدادي والهول، لتقوم العائلة بتسليم المبلغ وتم الإفراج عن ولدهم في مساء اليوم التالي.

إعداد: جيندار عبدالقادر – تحرير: سوزدار محمد