سكان السويداء يخفضون مؤونة أوراق العنب وأحوال الطقس أثرت على الإنتاج
السويداء- نورث برس
أثناء تجولها في سوق لبيع الخضراوات وسط مدينة السويداء، تبحث سعاد الحلبي (50 عاماً) وهو اسم مستعار لسيدة، عن نوعية جيدة من أوراق العنب لتخزنها لفصل الشتاء، فدالة العنب في منزلها لا تكفي أوراقها حاجة أسرتها.
وتقول السيدة الخمسينية بينما كانت تتفحص أوراق العنب، إنها ستكتفي هذه السنة بتخزين ثلاث كيلوغرامات فقط، حيث يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد ما بين 6 و7 آلاف ليرة.

وتضيف: “رغم أن وجبة ورق العنب نحضرها بدون اللحمة، إلا أنها ما زالت مكلفة، الوضع الاقتصادي لم يعد يسمح أن يأكل الفقير هكذا وجبات”.
ومع بداية أيار/ مايو، يبدأ معظم سكان السويداء بقطاف أوراق العنب وتخزينها لفصل الشتاء لإعدادها كوجبة طعام.
لكن هذه السنة، قلل البعض من الكميات التي اعتادوا على تخزينها في السنوات السابقة، حيث يجدون سعرها يفوق طاقة جيوبهم، فيما يرى البائعون أن السعر “مقبول” في ظل ارتفاع تكاليف الزراعة.
وبينما يتفقد أحمد حديفة (55 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان بلدة الكفر جنوب السويداء، أشجار العنب في حقله، يقول إن مردوده من بيع الورق تراجع هذه السنة قليلاً بسبب وجود أوراق العنب الفرنسي من الساحل السوري، حيث يعد الأخير أقل سعراً.
لكن وبحسب المزارع فإن جودة أوراق العنب في السويداء تفوق النوع الفرنسي، بسبب ارتفاع نسبة الحموضة فيها وذلك لأن أشجار العنب في السويداء تعتمد على الزراعة البعلية على عكس الفرنسي القادم من الساحل حيث يعتمد على الري.
ويبلغ سعر الكيلوغرام من أوراق العنب الفرنسي نحو أربعة آلاف ليرة سورية.
ويشير المزارع إلى تراجع إنتاج أوراق العنب لديه قليلاً خلال العشرة أيام الماضية, بسبب العواصف الهوائية التي ضربت المنطقة وأتلفت جزءاً منها.
وبحكم أن أشجار العنب في السويداء بعلية، لا يستطيع “حديفة” قطف الورق سوى كل 10 إلى 15 يوماً لتتم عملية تجديد الأوراق.
ولا ينكر “حديفة” المرود المادي الجيد من عملية بيع ورق العنب، “إلا أن زراعتها والاهتمام فيها متعبة للغاية”.

وتقدر أرباح المزارع الذي يملك 25 دونماً مزروعة بنحو 1500 شجرة عنب، وسطياً بنحو مليون ونصف ليرة، حتى الآن.
وتشتهر محافظة السويداء بزراعة العنب، حيث تأتي بالمرتبة الثانية بعد محافظة حمص بالمساحات المزروعة التي تصل إلى 9869هكتاراً، بإجمالي عدد أشجار يصل إلى 4 ملايين و663 ألف شجرة بعلية، بحسب مديرية الزراعة في المحافظة.
وعلى خلاف المزارع، يفضل وائل نعيم ( 45عاماً) وهو اسم مستعار لتاجر من مدينة السويداء، أوراق العنب من النوع الفرنسي، “فهي أوفر للتاجر وهي متوفرة دائماً وبكميات كبيرة، بالإضافة إلى حجم الورقة الكبير الذي يجذب الزبوب”.
ويشير التاجر إلى أن إنتاج السويداء من ورق العنب لا يلعب التاجر فيه أي دور وذلك لأن معظم السكان يبيعونها بين بعضهم البعض، فيما النوع الفرنسي يقوم تجار بجلبه من الساحل السوري وبيعه في الأسواق.