نبل والزهراء بريف حلب الشمالي تعودان لواجهة الأحداث الأمنية

حلب – نورث برس

تعود بلدتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي والخاضعتان للنفوذ الإيراني إلى واجهة الأحداث الأمنية من جديد، وذلك بعد حادثة استهداف حافلة عسكرية تقل عناصر تابعين لإيران من البلدتين بريف حلب الغربي، مؤخراً.

وعبر سكان ووجهاء من البلدتين عن مخاوفهم من تكرار سيناريو الحصار والهجمات الدامية التي حصلت في بداية الحرب السورية وخاصة أن موقع نبل والزهراء يجاور مناطق خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة الموالية لتركيا.

وفي الثالث عشر من هذا الشهر، قتل عشرة عناصر من أبناء البلدتين وأصيب آخرون في قصف استهدف حافلتهم في محيط  بلدة عنجارة بريف حلب الغربي، وأعلنت هيئة تحرير الشام فيما بعد مسؤوليتها عن تنفيذ الهجوم.

وتلا ذلك استهداف موكب تشييع هؤلاء العناصر داخل البلدتين، واعتبر البعض ذلك الاستهداف، بمثابة إعلان حرب من قبل فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا وهيئة تحرير الشام.

وتقع عنجارة تحت سيطرة القوات الحكومية، وتسيطر “تحرير الشام” على مناطق تجاورها في المحيط الغربي.

وأواخر تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، استهدفت فصائل معارضة موالية لتركيا، نبل والزهراء واقتصرت  الأضرار حينها على المادية فقط، إذ لحق منازل سكنية دماراً جزئياً جراء القصف، بحسب شهود عيان.

وتشهد جبهات التماس في محيط نبل والزهراء حالياً، استنفاراً غير مسبوق من قبل القوات الإيرانية المتمثلة بعناصر من البلدتين.

وقال أبو زينب (36 عاماً)، وهو قيادي في قوات الدفاع الشعبي في نبل والزهراء، إن حالة الاستنفار وتكثيف التواجد العسكري في جبهات ريف حلب الغربي المتاخمة لمناطق سيطرة “تحرير الشام” وجبهات ريف حلب الشمالي المتاخمة لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة “ستتواصل طالما هناك خطر وتهديد يطال أهالينا في نبل والزهراء”.

واعتبر القيادي أن تواجد القوات التركية والجماعات المرتبطة بها، إضافة إلى هيئة تحرير الشام على تخوم البلدتين الغربية والشمالية  “يشكل أكبر تهديد لبقائنا ووجودنا”.

وبعد حادثة استهداف الحافلة، يزعم أبو زينب، أنهم نفذوا عدة هجمات ضد مواقع لـ”تحرير الشام” في منطقة الشيخ سليمان ومحيط دارة عزة  بالريف الغربي، حيث تم تدمير عدة آليات بصواريخ، إضافة لمقتل أربعة من عناصر الهيئة.

كما قاموا باستهداف مواقع للجماعات المسلحة المرتبطة بتركيا في مناطق متعددة جنوب عفرين تحديداً في ناحية شيراوا، بحسب القيادي.

وتجاور قرى في شيراوا خاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها، البلدتين من الجهة الغربية.

وعبر عبد الجواد زم (48 عاماً) وهو من وجهاء بلدة نبل، عن مخاوفه من عودة بلدته لدائرة الخطر والاستهداف بعد فترة تهدئة نسبية.

وقال إن موقع البلدتين ومجاورتهما لمناطق تخضع لسيطرة المعارضة، يجعلهما هدفاً للقصف.

واعتقد “زم” أن الهجوم الأخير الذي طال الحافلة، إضافة لقصف موكب التشييع “صدر من تركيا”.

واتفق حسين محي الدين (50 عاماً) وهو أحد وجهاء نبل والزهراء، مع سابقيه في أن تركيا، “هي الخطر الأكبر والتهديد الفعلي لوجودنا”.

وأضاف: “كل ما أصابنا من بلاء ومن حصار ومن هجمات واستهدافات تقف وراءها تركيا”.

ورأى “محي الدين” أن تركيا تريد “إجلائنا عن أرضينا واحتلالها لصالح سياسية التغيير الديمغرافي الذي تطبقه في ريف حلب الشمالي وخاصة عفرين”.

إعداد: رامي صباغ- تحرير: سوزدار محمد