محللون عسكريون وسياسيون: لا تغييرات على الأرض تحرك مسار أستانا

إدلب- نورث برس

أجمع محللون عسكريون وسياسيون معارضون، الاثنين، على أنه حتى الآن لا تغييرات على الأرض يمكنها تحريك مسار أستانا.

ومن المقرر أن تجري الدول الضامنة (روسيا، إيران وتركيا) الجولة الثامنة عشر من مسار أستانا، نهاية هذا الشهر.

وفي العشرين والثاني والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عقدت اجتماعات أستانا بنسخته السابع عشر في العاصمة الكازاخية، نور سلطان، بحضور وفدي الحكومة والمعارضة السورية ، وممثلي الدول الضامنة، تركيا وروسيا وإيران.

ووفقاً للبيان الختامي، اتفقت الأطراف حينها، على إجراء الجولة الـ 18 من المؤتمر في النصف الأول من العام 2022، في طهران، دون تحديد تاريخ معيّن.

ويرى أحمد رحال، وهو محلل عسكري معارض، أن الجولات الأخيرة في أستانا أصبحت لإصدار البيانات، وللقول إن “مسار أستانا ما زال موجوداً، إنما على أرض الواقع لم يعد موجوداً”.

“أستانا انتهى”

وقال رحال: “حتى الأميركيين ينون شطب هذا الاجتماع، وروسيا تنتظر عقد هذه الجولة من أستانا لتقول فقط إنها ما زالت موجودة وفاعلة في سوريا وأن حرب أوكرانيا لم تشغلها”.

وهناك من يرى في طلب موسكو عقدها في هذا الظرف أمراً غير اعتيادي، في ظل الحرب التي تخوضها في أوكرانيا والخسائر الكبيرة التي تتكبدها هناك.

وأشار إلى أنه “حتى الإعلام لم يعد يغطي هذا الحدث لأنه “لا جديد فيه. هذه الجولة لن تختلف عن الجولات السابقة عبارة عن وجود حضور يشرعنون النظام، والمعارضة تشرعن أستانا من خلال حضورها”.

ولكن “رحال” يرى أنه على أرض الواقع فإن مسار أستانا “انتهى”.

وقال المحلل العسكري إنه، “على أرض الواقع، لا يوجد أي تغيرات؛ حتى الإعفاءات الاقتصادية ممكن أن تزعج تركيا أما البقية لا تؤثر عليهم”.

وانطلق مسار أستانا في أول اجتماع في الثالث والعشرين والرابع والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2017، عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين قوات الحكومة والمعارضة في العاصمة التركية أنقرة في التاسع والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر 2016.

وأشار المحلل العسكري أحمد رحال إلى أن “مسار أستانا كان له مهمة عام 2017-2018، وحقق مهمته وانتهى موضوعه، والإبقاء عليه هو نوع من المساومة التركية والروسية ونوع من المراقبة الإيرانية”.

“لا تغيير في خرائط السيطرة

من جانبه قال رشيد الحوراني الباحث في المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام المقيم في تركيا، لنورث برس، إن مؤتمرات أستانا تحولت إلى مؤتمرات “روتينية”.

وتؤكد تلك المؤتمرات في ختام أعمالها، من قبل ممثلي الدول التي أطلقت هذا المسار، (روسيا وتركيا وإيران) على “خطوط عريضة لا تختلف مع ما يخص المسألة السورية، من حيث القرارات الدولية كمحاربة الإرهاب، والتأكيد على وحدة الأراضي السورية، ومحاربة الانفصاليين”، بحسب “الحوارني”.

وأضاف المحلل السياسي، أن “انعقاد هذه الجولة يأتي بهدف إبراز دول هذا المحور، ودورهم المؤثر فيه وخاصة روسيا وتركيا، في الوقت الذي خلطت فيه الحرب الروسية على أوكرانيا الأوراق”.

والرسالة التي تريد الدول الضامنة إيصالها في الاجتماع المزمع عقده أواخر الشهر الجاري، أن “المسألة السورية أصبحت أسيرة محور أستانا ومستعدة للتفاوض من خلاله مع الدول الفاعلة والتي تتشابك مصالحها في كل من سوريا وأوكرانيا”.

وأعرب “الحوراني”، عن اعتقاده بأنه لن يكون هناك تغيير في خرائط السيطرة للقوى على الأرض، لكن ستستمر هذه القوى بإضعاف بعضها البعض من خلال استمرار القصف كما تفعل روسيا في هجماتها ضد مناطق شمال غربي سوريا، إضافة لزياد تركيا عملياتها بالطائرات المسيرة شمال شرقي سوريا.

وفيما يخص تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على ملف مباحثات أستانا، أكد “الحوراني” أن القرار التركي الذي تم بموجبه منع تزويد الطيران الروسي بالإمدادات للقوات الروسية بسوريا، “أثر على روسيا، في سوريا وهذا الأمر صرح به مسؤولون روس”.

وأشار المحلل السياسي رشيد الحوراني، إلى أن الطائرات المسيرة التركية لعبت دوراً كبيراً في الحرب الأوكرانية، و”بناء على ذلك قد يكون هناك تفاوض على تنازلات يقدمها كل طرف للآخر في أستانا 18 بما يخدم أهداف الطرفين”.

إعداد: إحسان محمد – تحرير: فنصة تمو