تصاعد التوتر في البلطيق بعد تحركات السويد وفنلندا صوب الناتو

أربيل- نورث برس

قالت فنلندا، السبت، إن روسيا أوقفت صادرات الغاز إليها، وذلك في أحدث تصعيد لنزاع مع الدول الغربية حول طريقة سداد مدفوعات الطاقة. جاء ذلك بالتزامن مع تحركات الدولة الاسكندنافية صوب حلف الشمال الأطلسي.

وقالت شركة غازغريد الفنلندية في بيان إن “واردات الغاز عبر نقطة دخول إيماترا توقفت”، وذلك بقرار من جانب شركة غازبروم الروسية.

وكانت شركة غازوم الفنلندية لبيع الغاز بالجملة المملوكة للدولة، قالت أمس الجمعة، إن غازبروم الروسية نبهت إلى توقف التدفقات اعتباراً من فجر اليوم السبت.

وتطالب شركة غازبروم الروسية، الدول الأوروبية بأن تدفع ثمن الحصول على الغاز الروسي بالروبل بسبب العقوبات المفروضة على روسيا لهجومها على أوكرانيا، لكن فنلندا رفضت ذلك.

ويرى مراقبون أن الإجراء الروسي الأخير يأتي ضمن سلسلة الردود على تقديم فنلندا ورديفتها السويد طلب الانضمام إلى حلف الشمال الأطلسي.

وأمس الجمعة، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن تحركات فنلندا والسويد للانضمام إلى الناتو كانت جزءاً من زيادة التهديدات العسكرية بالقرب من الحدود الغربية لروسيا، وأنها تتخذ “إجراءات مضادة مناسبة”.

وقال إن روسيا سترد بتشكيل 12 وحدة وفرقة في منطقتها العسكرية الغربية، وإنها تعمل على تحسين القوة القتالية لقواتها.

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين الفائت، من أن عضوية السويد وفنلندا في حلف شمال الأطلسي ستواجه رداً إذا عزز الحلف البنية التحتية العسكرية في كلا البلدين.

وتقدمت فنلندا والسويد رسمياً الأسبوع الفائت، بطلب للحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي، وهي خطوة لم يكن من الممكن تصورها قبل هجوم روسيا على أوكرانيا في الرابع والعشرين من شباط/ فبراير.

وتربط فنلندا بروسيا حدود برية بطول 1300 كيلومتر مع روسيا، فيما تكتسب جزيرة غوتلاند السويدية الأهمية الاستراتيجية في بحر البلطيق، وهي على بعد 300 كم فقط من مقاطعة كالينينغراد الروسية العسكرية.

وهزت حملة موسكو العسكرية السويد وفنلندا، بعد عقود من عدم الانحياز العسكري، قررتا السعي للحصول على عضوية الناتو على الرغم من تحذيرات الكرملين.

ويتطلب ضم أي دولة أخرى للناتو موافقة جميع أعضائه، لكنّ أنقرة كرّرت رفضها انضمام السويد وفنلندا، رغم حصول محادثات دبلوماسية خلال الأيام القليلة الفائتة.

وفي آخر موقف لتركيا، قال رئيسها رجب طيب أردوغان، إنه سيتحدث إلى فنلندا اليوم السبت، مع الحفاظ على معارضته لعضوية السويد وفنلندا في الناتو بعد أسبوع من إبداء اعتراضه لأول مرة على هذه الخطوة.

وقال أردوغان في تصريحات صحفية أمس الجمعة، إنه ناقش القضية مع رئيس الوزراء الهولندي، وسيتحدث أيضا مع بريطانيا يوم السبت. ولم يحدد من سيتحدث معه في فنلندا أو بريطانيا.

وقال متحدث باسم داوننغ ستريت، إن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أبلغ  خلال اتصال هاتفي، أردوغان، أن فنلندا والسويد ستكونان إضافتين مهمتين إلى حلف شمال الأطلسي.

وأضاف المتحدث باسم جونسون، أن رئيس الوزراء طلب أيضاً من أردوغان خلال الاتصال، العمل مع نظرائه في السويد وفنلندا وحلف شمال الأطلسي لمعالجة أي مخاوف قبل قمة تعقد في مدريد الشهر المقبل، وقال إن بريطانيا مستعدة لتقديم الدعم.

وتتهم تركيا الدولتين بأنهما تدعمان حزب العمال الكردستاني وتنظيمات كردية فضلاً عن مواقف الدولتين الاسكندنافيتين المعارضة للعمليات التركية شمالي سوريا.

ورحب الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ مراراً بطلب عضوية البلدين.

 لكن طلباتهما يجب أن تتم الموافقة عليها من قبل جميع أعضاء الحلف الثلاثين.

إعداد وتحرير: هوزان زبير