نقص الموظفين في جامعة دمشق مشكلة ليست بجديدة لكنها مستمرة

دمشق-  نورث برس

تنتظر ريم العواد (25 عاماً) وهو اسم مستعار لخريجة كلية إعلام من جامعة دمشق، استلام مصدقة تخرجها التي قدمت عليها منذ أكثر من ستة أشهر، ما تسبب لها بإجهاد جسدي ونفسي نتيجة الارتياد المستمر للمؤسسات الإدارية في جامعتها دونما نتيجة.

تقول الشابة: “نصف عام من الانتظار لاستلام مصدقة تخرج، أمر لا يطاق، في كل مرة أذهب لأتأكد من صدورها، إما الموظفة تكون غير متواجدة أو أن الضغط الطلابي والازدحام البشرية هناك يمنعني حتى من السؤال”.

ويعاني طلاب وخريجو جامعة دمشق، بمختلف فروعها، من تأخر صدور وثائق مصدقات التخرج وكشف العلامات والحياة الجامعية وغيرها من الوثائق، نتيجة نقص في عدد الموظفين الميسرين لمعاملاتهم.

ووفقاً لهؤلاء، فإن مشكلة نقص الموظفين تكاد تكون مشتركة في كل كليات الجامعة والمشكلة ليست بجديدة، إلا أنها مستمرة دون حل.

وتتساءلخريجة كلية الإعلام، “أليس بإمكان أصحاب القرار زيادة عدد الموظفين في الجامعات لوضع حد لهذه الزحمة والمهزلة؟”.

وتشير “العواد” إلى  “سكوت” رؤساء ومديري الكليات عن مشكلة النقص والاكتفاء بالعدد الموجود.

وتضيف بتهكم: “هم مقتنعون إلى حد ما أنه بإمكان الموظف إنجاز كل المهام المناطة به، وهو ضرب من المستحيل أمام هذا الكم الهائل من الطلاب”.

وأمام هذا الحال، يطالب الطلاب والخريجون، الجهات المعنية بضرورة إيلاء اكتمال عدد الموظفين أهمية كبرى لإنهاء معاناة الطلاب الذي يضطرون للانتظار لأشهر للحصول على وثائقهم الجامعية.

مشكلة متفاقمة

وفي السادس عشر من الشهر الجاري، قال أمين مجلس التعليم العالي في الحكومة السورية، ماهر ملندي، إنَّ “نقص الكوادر والموظفين في الجامعات شكل تأخراً واضحاً في إصدار النتائج والوثائق للطلاب والمصدقات الجامعية وترك أثراً واضحاً على الطلبة”.

وفي تصريحٍ لجريدة “الوطن” شبه الرسميّة، قال “ملندي”، إنَّ مشكلة نقص الموظفين والكوادر “تفاقمت بسبب ظروف الأزمة وتعاني منها الوزارة، ونعملُ على تسيير الأمور حسب الإمكانات المتاحة”.

ومن جانبه صرح رئيس جامعة دمشق، محمد أسامة الجبان، بوجود نقص واضح بأعداد الموظفين، مبيناً أنه يتم الاعتماد على طلبة الدراسات العليا في أعمال المراقبة الامتحانية.

وقال “الجبان” إنه تم رفد الجامعة بأكثر من 800 موظف جديد جزء منهم يذهب لدعم فروع الجامعة في درعا والسويداء والقنيطرة، والجزء الآخر لدعم عدد من الكليات في الجامعة الأم.

وبحسب موظفة في إحدى الكليات بجامعة دمشق، فإن السبب الرئيسي في نقص الكادر الوظيفي، يعود إلى هذا نوع من الوظائف غير المرغوبة بها، بسبب حجم الضغط الكبير الذي يتعرضون له مقابل مردود مادي لا تصل قيمته إلى مئة ألف ليرة سورية.

إضافة إلى الإجراءات الروتينية التي تؤزم هذه المشكلة أكثر، حيث ينتظر الموظف الجديد أكثر من ثلاثة أشهر حتى يتمكن من البدء بممارسة عمله، بحسب الموظفة الحكومية.

وأشار طلابٌ إلى أن المشكلة لا تكمن في قلة عدد الموظفين فقط، فالانقطاع الطويل للكهرباء والإنترنت في مراكز الموظفين يزيد من تأخر إصدار النتائج الامتحانية والوثائق الطلابية مما يتسبب بتعقيد المشكلة.

حرمان من الوظائف

ويعاني العديد من الطلاب من تأخر في الحصول على ثبوتياتهم التعليمية، الأمر الذي يحرمهم من التقدم للعديد من المسابقات والوظائف المعلن عنها والتي تحتاج إلى مصدقة أو إشعار أو كشف علامات.

ولا تتمكن زينب خالد (26 عاماً)، وهو اسم مستعار لخريجة في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق، من التقدم لجميع مسابقات التوظيف التي تعلن عنها بعض الجهات الحكومية والخاصة لتعيين المهندسين في مراكزها وشركاتها، بسبب تأخر صدور مصدقة تخرجها.

ورغم  امتلاك “خالد” إشعار تخرج، “إلا أنه غير مقبول للتقدم لأي مسابقة وذلك لأن إشعار التخرج من الممكن التعديل عليه”.

كما أن الصورة المصدقة للمؤهل العلمي يتم اعتمادها فقط بحسب القوانين الناظمة للإعلان عن المسابقات، وفقاً لما تذكره المهندسة لنورث برس.

وبعد مرور أكثر من أربعة أشهر على تخرجها، راجعت “خالد” إدارة الجامعة للاستفسار عن سبب تأخر صدور مصدقة تخرجها، ليتم إخبارها بأن الموظفة الوحيدة والمسؤولة عن الوثائق الطلابية في إجازة مرضية.

وبحسب نظام الجامعات السورية، فإن المدة الوسطية للحصول على مصدقة التخرج هي نحو شهرين، بعد أن تتأكد الكلية من أن هذا الطالب تخرج بالفعل، وتجري له كشف علامات، ثم ترسل أوراقه إلى مجلس الكلية ومجلس القسم ومجلس التعليم العالي وأخيراً إلى إدارة الجامعة.

وتتساءل “خالد” عن، “كيف يمكن لجامعة أن تعتمد على موظف واحدة فقط، أليس بإمكانهم فرز موظفين لصالح الكلية للإسراع بعملية إصدار مصدقات التخرج قبل بدء امتحانات الفصل الثاني؟”.

إعداد: ياسمين علي- تحرير: سوزدار محمد