ناشطون وصحفيون: المستوطنات التركية في إدلب خيانة علنية للسوريين

إدلب- نورث برس

اعتبر ناشطون وصحفيون في إدلب، شمال غربي سوريا، تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة حول خطته لإعادة اللاجئين السوريين، “خيانة علنية”، خاصة وأن العودة ستكون من خلال مخيمات نائية بين الأحراش الجبلية، ناهيك عن كونها تهدف إلى “التغير الديمغرافي” في المنطقة.

ومطلع الشهر الجاري، أعلن أردوغان، عن أنه يتم التحضير لمشروع إعادة نحو مليون لاجئ سوري في تركيا إلى “المناطق الآمنة” في شمالي سوريا.

وبلغ عدد المستوطنات التي بنتها تركيا في إدلب وحدها نحو 50 مستوطنة معظمها بالقرب من منطقة مشهد روحين شمال إدلب، بحسب رصد أجرته نورث برس عبر مراسليها في المنطقة.

في حين بلغ عدد المستوطنات التي تم بناءها في مناطق عفرين وأعزاز وجرابلس شمال وشرق حلب نحو 45، معظمها جرى بناءها خلال النصف الأخير من العام الفائت والنصف الأول من العام الحالي.

مشروع غير مرحب به

ويقول أحمد حسينات (40عاماً) وهو ناشط سياسي من إدلب، أن ما يتم التصريح عنه من خطة لإعادة اللاجئين السوريين “مشكك به، فلا يوجد ما يسمى عودة طوعية للسوريين في ظل استمرار الحرب”.

ويضيف أنه من “غير المقبول” ترحيل السوريين الذين لجأوا إلى تركيا بعد أن فقدوا بلداتهم وقراهم وأرزاقهم.

واتهم الناشط، المعارضة التركية بـ”إثارة الفتن والإشكاليات بين السوريين والأتراك”، عبر استغلال ملف اللاجئين السوريين “كورقة ضغط لتحقيق مآربها الانتخابية”.

ويرى “حسينات”، أن المستوطنات التي تنشئها المنظمات التركية في الداخل السوري “ماهي إلا من باب التغيير الديموغرافي”.

ويضيف أنه “غير مرحب بها إطلاقاً، حيث أن هؤلاء اللاجئين لم يخرجوا من بلداتهم إلا لإعادة سوريا حرة مدنية وديمقراطية، لا أن يتم تغيير التركيبة السكانية”.

وبحسب “الحسينات” فإن هذه المستوطنات التي بنيت في الشمال السوري “غير آمنة”، وخير دليل أن “الطيران الحربي الروسي قصف منذ يومين مناطق تسيطر عليها فصائل معارضة موالية لتركيا في بلدة كفرجنة في مدينة عفرين”.

لا يوجد عودة طوعية

من جهته يقول محمد اليوسف (38عاماً) وهو ناشط صحفي من مدينة إدلب، إن “تصريحات الرئيس التركي حول إعادة اللاجئين السوريين جادة، ولكن ليس لقراهم وبلداتهم كما كان يروج سابقاً، إنما إلى مستوطنات تفتقد لأدنى مقومات الحياة”.

ويضيف أنه “لا يوجد هناك مصطلح عودة طوعية، وإنما هناك عمليات ترحيل قسري، فلو أراد اللاجئون السوريون العودة بشكل طوعي إلى المستوطنات والتي هي أقرب للسجون لما خرجوا أساساً من تحت القصف”.

ويعرب الصحفي عن عدم استغرابه من هذه القرارات، “لأن السياسة التركية بالنسبة للقضية السورية واضحة، وذلك منذ تسليمها مدينة حلب لقوات النظام وروسيا وفرض سياسة الأمر الواقع على فصائل المعارضة وجعلها تدور في فلك النظام”.

ويستشهد على ذلك بالقول: “أردوغان أعاد  85 بالمئة من المساحة التي تسيطر عليها المعارضة إلى النظام السوري رغماً عن أنف الشعب السوري”.

وشبه وعود الرئيس التركي بإعادة اللاجئين السوريين إلى مناطقهم وبلداتهم “بالمطاطة”، حيث حشر ملايين السوريين في سجن يسمى مجازاً “بالشمال المحرر” الذي يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.

ويتساءل الناشط الصحفي: “أي عودة يريدها الرئيس التركي لهؤلاء اللاجئين؟”.

وتعتبر هاديا منصور (46عاماً) وهي صحفية مستقلة تعيش في إدلب، أن أي حديث عن عودة اللاجئين السوريين، يجب أن “يكون متضمناً العودة الآمنة إلى المناطق التي هجروا منها، وما دون ذلك يعتبر خيانة علنية”.

وتضيف “المنصور”: “السكان القاطنين في إدلب يعانون من مشقة وصعوبة الحياة في هذه المناطق”.

وتشير إلى أن المستوطنات التي شيدتها تركيا في الشمال السوري “لا تصلح لعيش البهائم، فكيف ستكون مأوى للعائلات المهجرة”. 

إعداد: سعيد زينو-  تحرير: فنصة تمو