حوادث الخطف بين السويداء ودرعا مستمرة واتهامات للأجهزة الحكومية بخلقها

السويداء- نورث برس

تستمر حوادث الخطف المتبادلة بين محافظتي درعا والسويداء، جنوبي سوريا، إلا أنها ازدادت وتيرتها خلال العامين الماضيين ووصلت بعض حالات الخطف إلى إطلاق النار ووقوع قتلى.

ويتفق سكان وناشطون من كلا المحافظتين على أن الأجهزة الأمنية الحكومية تقف وراء عصابات الخطف وذلك لخلق الفتنة والفوضى بين الجارتين.

 ويعبر عبدالله الزعبي (55 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد وجهاء درعا عن اعتقاده أن عمليات الخطف تكون عن طريق عصابات مرتبطة ببعضها البعض ويتم تبادل المخطوفين من أجل الحصول على مبالغ مالية كبيرة من ذويهم.

ولكن معظم أفراد هذه العصابات، إما عناصر في القوات الحكومية أو متعاونين مع الأجهزة التابعة لها ويحملون بطاقات أمنية، على حد قول “الزعبي”.

امتلاكهم لبطاقات أمنية، يمنحهم سهولة الانتقال بين المناطق، وفقاً لما يفيد به الوجيه لنورث برس، كما لا يتم تفتيش سياراتهم على الحواجز العسكرية الحكومية المنتشرة بكثرة ما بين درعا والسويداء، بحسب قوله.

وقبل يومين، أقدم مسلحون مجهولون، على اختطاف مدنيين اثنين في مدينة السويداء، ينحدران من درعا.

وتأتي حادثة الخطف هذه، بعد أسبوع من اختطاف الشاب مصطفى عزام من سكان مدينة السويداء، من أمام مؤسسة المياه في المدينة، وتم الإبلاغ أنه موجود في درعا.

مصير مجهول

ووفقاً لعضو مكتب توثيق الشهداء بدرعا، محمد الشرع، فإن المكتب وثق خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة اختطاف 57 شخصاً بينهم 8 قاصرين، كانوا جميعهم “ضحية” خطف وخطف مضاد بين المحافظتين.

وأشار “الشرع” إلى أن بعض المخطوفين تم الإفراج عنهم بعد دفع ذويهم “فدى مالية كبيرة”، في حين لا يزال مصير عدد منهم مجهولاً حتى الآن “ولم تتواصل الجهة الخاطفة مع ذويهم”.

وتعليقاً على الموضوع، يرى مهند شهاب الدين، عضو مؤسس التجمع الديمقراطي العلماني وعضو المكتب الإعلامي للمجلس السوري للتغير في السويداء “الغياب المتعمد” للضابطة العدلية عن ضبط هذه المشكلة، وغياب الرادع الاجتماعي أو العشائري أدى لتفاقمها.

وفي السابع من هذا الشهر، قامت مجموعة “راجي فلحوط ” التابعة لفرع الأمن العسكري في بلدة عتيل بالسويداء باختطاف 21 شخصاً من أبناء عشائر البدو وأبناء محافظة درعا وغالبيتهم من كبار السن.

مصادر محلية ذكرت لنورث برس أن ذوي المختطفين ردوا باختطاف خمسة من أبناء السويداء، ليتم بعد ذلك بيوم التوصل لاتفاق وإطلاق سراح المختطفين.

ويقود “فلحوط” مجموعة مسلحة تتبع للمخابرات العسكرية السورية، ومتهم من قبل سكان في قضايا الخطف والسرقة والقتل.

“إفشال إثارة النعرات”

وتجمع السكان في المحافظتين التي تمتد بينهما حدود إدارية طويلة تصل إلى 140 كم، علاقات اجتماعية واقتصادية تأثرت بعد انتشار ظاهرة الخطف والقتل بين الطرفين.

وبحكم التداخل الجغرافي، كانت المحافظتين تتبادلان البضائع والمحاصيل الزراعية والمواشي، لكن عمليات التبادل التجاري بين الجبل والسهل توقفت بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة نتيجة حوادث الخطف والقتل على الطرق التي تربط الجارتين.

ويؤكد وائل العقباني (40عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان بلدة المزرعة في الريف الغربي للسويداء، إنه “رغم  محاولات النظام عبر السنوات العشر الماضية إثارة النعرات الطائفية بيننا وبين أهل حوران إلا أن تاريخنا المشترك وعاداتنا وتقاليدنا المتشابهة منعت وستمنع أي فتنة”.

ويخالفه الصحفي المقيم في فرنسا حسام البرم في الرأي، ويقول إنه “لا وجود لحلول واضحة في الأفق القريب بالنسبة للطرفين نظراً لحساسية الموقع وحساسية العلاقة بين الطرفين”.

بالإضافة إلى أن هناك مجموعات في السويداء تابعة لحزب الله وهناك أشخاص أيضا لصوص في محافظة درعا يقومون بالتنسيق مع محافظة السويداء ومستفيدين مادياً.

ويرى “البرم” أن الحل هو “القضاء على حالة الانتفاع من هذه الظاهرة، بامتناع الجميع عن حالة الدفع والضغط من خلال القوى المدنية الأهلية المحلية على الجانب الأمني في كلا المنطقتين لضبط هذه الظاهرة”.

إعداد: إحسان محمد / رزان زين الدين- تحرير: سوزدار محمد