مزارعون في كوباني يأملون أن يتناسب سعر شراء القمح مع التكاليف

كوباني- نورث برس

مع اقتراب حصاد محصولي القمح والشعير، ينتظر مزارعو كوباني كما باقي مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بقلق صدور قرار تحديد سعر شراء المادتين، وسط مخاوف أن لا يتناسب السعر مع التكاليف المرتفعة للزراعة.

ويرى هؤلاء أن سعر شراء القمح ينبغي أن يتراوح ما بين 2200 و2500 ليرة  للكيلوغرام الواحد، وسط مؤشرات بإنتاج متدنٍّ لا يغطي نفقات المساحات المزروعة وخاصة البعلية بسبب قلة هطول الأمطار خلال الشتاء الفائت.

ولم تحدد الإدارة الذاتية حتى الآن سعر شراء المادتين، في حين سعّرت الكيلو غرام الواحد من القمح بـ 1.150 ليرة سورية، و850 ليرة للكيلوغرام الواحد من الشعير خلال العام الماضي.

ورأى عمر درويش (28 عاماً) وهو مزارع من قرية شاهينك بريف كوباني الشرقي أنه على الإدارة الذاتية تحديد سعر شراء القمح مع الأخذ بالحسبان التكاليف الإضافية على المزارعين.

واضطر “درويش” كغيره من المزارعين، لشراء برميل المازوت من السوق الحرة بسعر 150 ألف ليرة سورية، لأن مديرية الزراعة كانت توزع مخصصاته من المازوت وفق الخطة الزراعية، التي لم يلتزم بها.

وأشار المزارع إلى أنه كان يحصل على مخصصات المازوت لهكتارين ونصف فقط، في حين أنه يملك خمسة هكتارات من القمح المروي، لأن الخطة الزراعية تقضي بزراعة هكتارين ونصف فقط من أرضه بالقمح، بينما هو زرع كامل الأرض بالقمح.

وهناك أيضاً تكاليف أخرى مثل حراثة الأرض وأجرة عمال السقاية، إضافة إلى تصليح المولدة التي غالباً ما تكون كل قطعها بالدولار الأميركي.

وبلغت مساحة الأراضي البعلية (القمح والشعير) في إقليم الفرات هذا العام 163 ألفاً و541 هكتاراً، بحسب هيئة الزراعة في إقليم الفرات (تقسيم إداري يضم مقاطعتي كوباني وتل أبيض).

فيما بلغت مساحة الأراضي المروية بحسب الخطة الزراعية، مئتان وخمسة وخمسون ألفاً وأربعمئة وسبعة وأربعون دونماً زراعياً، بحسب ذات المصدر.

وخصصت هيئة الزراعة في إقليم الفرات 100 إلى 200 ليتر من المازوت لكل هكتار بحسب نوع محرك المولدة وذلك لكل دفعة، حيث يتم حالياً توزيع المازوت للدفعة الخامسة، بحسب الهيئة.

وفي قرية كيكان بريف كوباني الشرقي، اضطر مصطفى أوسه (70 عاماً) لزيادة عدد مرات سقاية القمح بسبب قلة الأمطار.

كما أنه رشها بكميات جيدة من السماد والتي اشتراها بالدولار من أجل زيادة إنتاجية المحصول.

وفي الحادي عشر من كانون الثاني/ يناير، حددت شركة تطوير المجتمع الزراعي في شمال شرقي سوريا سعر طن سماد يوريا والسماد الفوسفاتي بـ 650 دولاراً أميركي.

ووفقاً لمزارعين، فإن كل هكتار من محصول القمح يحتاج إلى 500 كيلو غرام من الأسمدة، لكنهم غالبيتهم قلل من نسبة رش السماد في المحصول بسبب ارتفاع أسعاره.

ونظراً لخروج مساحات من الأراضي البعلية المزروعة بالقمح عن خط الإنتاج بسبب تلفها، فيبقى إنتاج القمح المروي المورد الأساسي والوحيد لمزارعين، “لذا يجب أن يكون السعر جيداً”، بحسب “أوسه”.

ولا يختلف حال محمد حمو (30 عاماً) وهو مزارع من قرية تليجب بريف كوباني الشرقي عن سابقيه، واضطر هذا العام لسقاية أرضه خمس مرات بدل من ثلاث مرات بسبب قلة الأمطار.

ويملك “حمو” تسعة هكتارات من القمح المروي واشترى أربعة أطنان من السماد من أجل تحسين وتقوية المحصول.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: زانا العلي