بسبب احتكار تحرير الشام.. عاملون في بيع الغاز المنزلي بإدلب يعزفون عن المهنة

إدلب – نورث برس

منذ قرابة الشهرين يعيش مصطفى دالاتي (35عاماً) وهو نازح من الغوطة الشرقية ومقيم في مدينة إدلب، دون عمل بعد أن أجبر على ترك مركز بيع الغاز الخاص به،  بعد تعرضه لخسارة وصفها بالكبيرة.

ولم تعد مهنة النازح الثلاثيني تمكنه من الإنفاق على عائلته المؤلفة من ستة أشخاص، وذلك بسبب “غياب مرابح المهنة”، مما دفعه للبحث عن مهنة أخرى.

وتُعتبر شركة “وتد” التي أنشأتها حكومة الإنقاذ، الجناح السياسي لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، قبل نحو عامين، الجهة الوحيدة المسؤولة عن استيراد المحروقات إلى إدلب، ما يخولها “احتكار” المواد.

ويشكو عاملون في مراكز الغاز المنزلي في إدلب من تسلط شركة “وتد”، واحتكار الأرباح لنفسها والتلاعب بوزن أسطوانة الغاز، مما يعرضهم لخسائر متكررة، دفعت النسبة الغالبة منهم للعزوف عن المهنة بشكل نهائي.

ويقول “الدالاتي” لنورث برس، إن الشركة، “تركت مربح ليرة تركية واحدة للباعة في أسطوانة الغاز، لكن تحتاج كل أسطوانة إلى نصف ليرة تركية ثمن نقلها من معمل الغاز إلى المركز، في حين يذهب ما تبقى من المربح أجوراً للمحل”.

والخسائر التي لحقت به “نجمت عن التلاعب، بوزن الغاز، حيث ترفض الشركة إعادتها، علماً أنها لاتزال مختومة بقصاصات النايلون التي تطبعها” بحسب البائع.

ويشير الدالاتي، إلى أن كل كيلو غرام نقص “يعرضه لخسارة 30 ليرة تركية وهو مربح 30 جرة غاز”.

ويقول، إنه أغلق المركز بعد أن “فرضت الشركة عليه مخالفة بقيمة 200 دولار أميركي، وذلك لعدم تقيده بالتسعيرة التي حددتها، مما دفعه للامتناع عن مزاولة المهنة”.

ومطلع نيسان/ أبريل، وصل سعر أسطوانة الغاز المنزلي إلى مستويات عالية في إدلب لتبلغ 13.8 دولار نحو 216 ليرة تركية، أي ما يقارب (60 ألف ليرة سورية) ثمن الأسطوانة الواحدة.

كما خسر النازح سليم حلاق (45عاماً)، مبلغ 50 دولار أميركي الشهر الفائت،  بسبب “غياب المربح وعمليات الاحتيال التي تمارسها الشركة على أصحاب مراكز الغاز في المنطقة”.

ويضيف  الشاب، الذي ينحدر من جبل الزاوية ويقيم في مدينة الدانا شمال إدلب، أنه “وجد نفسه مجبراً على المخاطرة والبيع بأسعار مخالفة لتلك التي حددتها الشركة”.

ولكن خوفه المستمر من التعرض للمخالفة التي قد تصل للسجن، جعل “الحلاق” يقرر العزوف عن العمل في بيع الغاز.

ويختتم ” الحلاق ” حديث، أنه في آخر مرة، ” اكتشف نقص وزن في أربعة أسطوانات غاز، “بمقدار كيلوا غرام من كل أسطوانة حيث خسر مبلغ 120 ليرة تركية (نحو 33 ألف ليرة سورية) وهو مبلغ لا يستطيع تحصيله في بيع أسبوع كامل”.

إعداد: سعيد زينو- تحرير: فنصة تمو