التهاب الكبد الوبائي يتفشى في مدينة درعا وتحذيرات من ازدياد الإصابات

درعا – نورث برس

 تفاجئ سكان في مدينة درعا، جنوبي سوريا، خلال الأيام الماضية، بإصابتهم بمرض التهاب الكبد الوبائي “A”، وذلك بعد إصابة المئات من الأشخاص في المدينة بحالات تسمم مؤخراً.

وأرجعت مديرية الصحة في درعا، السبب إلى اختلاط مصادر مياه الشرب بمياه الصرف الصحي خلال الشهر الماضي.

وبداية الشهر الماضي، تأخرت الفرق التابعة لمؤسسة المياه في درعا بالعمل على الكشف عن عطل في أحد خطوط مياه الشرب في حي السبيل بالمدينة.

وتسبب تلوث المياه بإصابة العشرات من السكان بحالات تسمم حينها.

لكن الأمر لم يتوقف هنا،  إذ أنه وبعد أن تم العمل على إصلاح العطل، انتشر مرض التهاب الكبد الوبائي بين السكان، وسط تحذيرات أطباء من ازدياد أعداد المصابين في ظل عدم تقيد البعض بالإجراءات اللازمة لمنع انتقال المرض.

والأربعاء الماضي، قالت وكالة “سانا” التي تديرها الحكومة السورية  نقلاً عن مديري صحة درعا أشرف برمو إن عدد الإصابات بالتهاب الكبد الوبائي”A” وصل حتى ذلك اليوم إلى 670 إصابة، وتركزت في حيي السبيل والقصور.

ولكن مصدراً طبياً في المشفى الوطني بدرعا أكد لنورث برس أن عدد الإصابات تجاوزت الألف.

وتعرف منظمة الصحة العالمية التهاب الكبد الوبائي A بأنه يصيب الكبد وتنتقل العدوى بالفيروس عندما يتناول شخص غير مصاب بالعدوى، أطعمة أو مياهاً ملوثة ببراز شخص.

وترتبط أسباب الإصابة بالمرض ارتباطاً وثيقاً بعدم مأمونية المياه والطعام وعدم كفاية خدمات الإصحاح وتدني النظافة الشخصية، بحسب المنظمة.

وقال صابر القواسمة (40 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان المدينة الذين أصيبوا بالتهاب الكبد الوبائي، لنورث برس، إنه راجع مشفى درعا الوطني قبل أسبوع، بسبب الآلام الشديدة في منطقة البطن.

وأشار إلى أنه كان يظن أنها حالة تسمم نتيجة تناوله لإحدى الوجبات الغذائية غير الصحية.

ولكن “القواسمة” تفاجأ “بالأعداد الكبيرة” المشابهة لحالته في المشفى، حيث أجريت له بعض التحاليل وأكدوا لهُ الإصابة بالمرض.

وذكر الرجل الأربعيني أنه طُلب منه العودة إلى منزله بسبب عدم توفر أسّرة كافيه في المشفى، إلى جانب عدم توفر سيرومات وأدوية لمعالجة هذا الالتهاب.

لكن طبيباً في مشفى درعا الوطني، رأى أن قرار خروج المرضى من المشفى إلى منازلهم خاطئ، “لأَن معظمهم لا يتقيدون بالإجراءات الصحية الخاصة بالمرض، التي قد تمنع نقل المرض إلى أشخاص آخرين، وهي العزل التام”.

 وفي مثل هذه الحالات، من المفترض تأمين مراكز حجر أشبه بالتي خصصت في ظل انتشار فيروس كورونا، “لأن سرعة انتشار العدوى تعادل جائحة كورونا”، بحسب الطبيب الذي فضل عدم نشر اسمه.

وأشار الطبيب إلى أن جهود مديرية الصحة لا تتماشى مع الوضع الراهن، حيث اقتصرت على نشر فرق جوالة لإجراء تحاليل فورية في الشوارع والكشف عن المصابين وتحويلهم إلى المشافي والمراكز الصحية.

وشدد على ضرورة الإسراع في تأمين مبنى مخصص لحجر المرضى، للحد من انتقال المرض إلى أشخاص آخرين مقربين منهم بعد الاختلاط معهم.

ومنذ يومين، بدأ ابن باسم الأحمد (48 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان درعا، باستعادة عافيته لكنه لا يزال بحاجة للبقاء في المشفى لمتابعة وضعه الصحي من قبل أطباء اختصاصين وعزله عن الآخرين.

وحدد الأطباء وفقاً لما يذكره الأب لنورث برس  20 يوماً، لبقاء ولده في المشفى “ولكن ذلك يكلف ما لا يقل عن 350 ألف ليرة ثمن شراء أدوية وتكاليف المشفى”.

والاثنين الماضي، أسعف الأب ابنه الذي أصيب بالتهاب الكبد الوبائي إلى مشفى بدمشق بسبب تراجع حالته الصحية “وذلك لقلة الإمكانات المتواجدة في مشافي درعا”.

وأشار “الأحمد” إلى أن جسد ولده لم يستطع تقبل المرض، مما أدى إلى عدم قدرته على الكلام لثلاثة أيام، بالإضافة إلى ظهور فطريات على منطقة الوجه، “وهي بحاجة إلى متابعة من قبل أطباء اختصاص جلدية”.

إعداد: مؤيد الأشقر- تحرير: محمد القاضي