ليلةٌ عصيبة قضاها سكان ونازحون في قرية شمالي حلب هرباً من القصف التّركي

ريف حلب الشّمالي – نورث برس

ينظر عمر تركاني (20 عاماً) من سكان قرية حاسين شمالي حلب، إلى عدد من أشجار حقله المقطوعة، جراء سقوط قذيفة مدفعية تركية وسطه.

وما تزال أجواء الخوف تُخيم على قرية حاسين التّابعة لريف حلب الشّمالي، جراء قصف تركيا لها، أمس الأربعاء، الأمر الذي أسفر عن نزوح سكانها بلا وجهة، يبحثون عن مكانٍ آمنٍ يحتمون فيه.

ويقول “تركاني” لنورث برس، أنه كان ذاهباً في الصّباح بعد ليلة عصيبة، ليحرث حقله المزروع بأشجار الفستق الحلبي والزّيتون، ليتفاجأ بحالة بالأمر.

ويضيف أثناء جمع ما تبقى من أشجاره المتضررة، بجملة عامية “الحمد لله الأضرار وقفت عالمادية وما حدا صابوا شي”.

وتقصف الدّولة التّركية قرى بريف حلب الشّمالي، بشكل متواصل ويومي منذ ثلاثة أيام على التّوالي، فمنذ ساعات الصّباح، قصفت المدفعية التّركية قريتي أم القرى وسموقة بعشر قذائف، ولم تقع أي خسائر في الأرواح أو مصابين، حسب مصادر محلية.

ويقول خودة حاج موسى (51 عاماً) من سكان قرية حاسين، لنورث برس، إنّه نزح وعائلته المؤلفة من ثماني أشخاص، بينهم رُضع، “سرنا على الأقدام في الليل إلى حقول أشجار الفستق المجاورة للقرية”.

ويشير “حاج موسى” إلى أنّهم بقوا أربع ساعات متوارين بين الأشجار، “خشينا على الأطفال من القصف”.

ووصل عدد القذائف التّركية التي استهدفت قريتهم إلى 13 قذيفة، أُطلقت من القاعدة العسكرية في ثلثانة غربي مدينة الباب، مما تسبب باحتراق العديد من الأشجار، فضلاً عن زرع الخوف والذّعر في صدور السّكان.

ومن جانبها تضيف سيدة خمسينية، رفضت التّصريح عن اسمها لأسباب أمنية، أنها لم ترسل أطفالها إلى المدرسة صباح اليوم، ولم يتوجهوا للعمل في أراضيهم  الزّراعية، فضلاً عن انقطاع التّيار الكهربائي جراء القصف الذي بدأ من السّاعة السّابعة من مساء ذلك اليوم.

واليوم الخميس، صعدت القوات التّركية قصفها على الرّيف الشّمالي الغربي لمدينة منبج شمالي سوريا، بالتّزامن مع قصف قرى بريف حلب الشّمالي في هذه الأثناء التي تتعرض للقصف منذ الظّهيرة، مع عدم وجود معلومات عن نسبة الأضرار أو في حال كان هناك ضحايا.

ويرى غسان علوش (49 عاماً) النّازح من قرية أغجلة التّابعة لناحية جنديرس في ريف عفرين شمالي حلب، أنه غير قادر على وصف شعورهم بالخوف والرّعب في تلك الليلة الطّويلة.

ويذكر “علوش” أنّ القرى التي نزحوا إليها هي “تل شعير، وفافين وتل قراح وحليصة”، آملاً أن تنظر الجّهات المعنية في وضعهم وتمنع تركيا من الاستمرار بالقصف العشوائي.

إعداد: فايا ميلاد – تحرير: آيلا ريّان