شروط “تعجيزية” تفرضها تحرير الشام على نازحين بمستوطنات شمال إدلب

إدلب- نورث برس

باءت محاولات مصطفى شردوب (45عاماً) وهو اسم مستعار لنازح مقيم في قرية “إسماعيل آغا” شمال إدلب، بالفشل في استرجاع الكتلة الاسمنتية التي كان يسكنها مع عائلته، بعد قيام المجلس المحلي في القرية بطرده دون أي توضيح.

ويقول النازح الذي ينحدر من مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، إنه اضطر للخروج مع عائلته لحضور جنازة والدته في مدينة إدلب، ليتفاجأ بعد عودته بأيام أن قوة أمنية قامت بإخراج أثاث منزله من الكتلة الإسمنتية.

ويضيف “شردوب”، أنه لدى مراجعة مكتب إدارة المهجرين تفاجأ بوضع اسمه بين الأشخاص الذين غادروا القرية طوعياً، “علماً أن المجلس المحلي التابع للقرية هو من أجبره على إخلاء المنزل”.

وتضم قرية إسماعيل آغا التي بنتها تركيا بداية عام 2021 نحو 600 كتلة سكنية يعيش فيها نحو 500 عائلة نازحة، بحسب “شردوب”.

ويشير الرجل الأربعيني إلى أنه ومنذ “طرده” من منزله بداية الشهر الجاري وحتى الآن، يعيش برفقة عائلته المؤلفة من سبعة أشخاص بخيمة قماشية محاذية لمنزله.

وتفرض حكومة الإنقاذ الذراع المدني لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، عبر مجالسها المحلية في مخيمات شمال غربي سوريا شروطاً وأحكاماً يصفها نازحون ب”التعجيزية”.

وبحسب نازحين، أبرز تلك الشروط عدم مغادرة الكتلة السكنية لأكثر من 24 ساعة دون إذن مسبق من المندوب أو المجلس المحلي، بالإضافة لعدم محاولة النازح تغيير التصميم المعتمد بهدف توسعة مكان السكن، فضلاً عن عدم السماح للعائلات الساكنة في المخيم استقبال أقاربهم.

طرد لأسباب” غير منطقية”

ولم يكن معتز السعيد (35عاماً) وهو اسم مستعار لنازح من ريف حماة الشمالي ومقيم في قرية الهلال شمال إدلب، أفضل حالاً من سابقه حين واجه المصير ذاته لأسباب وصفها “بغيرالمنطقية”.

والشهر الفائت أقدمت دورية أمنية تابعة لحكومة الإنقاذ على طرد “السعيد” من منزله، وذلك بسبب قيامه بتعديلات ضمن منزله لتوسعة الغرف التي تعتبر ضيقة مقارنة مع عدد أفراد عائلته المؤلفة من ستة أشخاص.

ويقول “السعيد” إن “الكتل الإسمنتية الموزعة ضيقة ولا تبلغ مساحتها 30 متراً مربعاً، ولا تصلح لعيش عائلة عدد أفرادها يتجاوز ثلاثة أشخاص، وأثناء عمله على توسعة البناء، داهمته قوة أمنية وطردته مع عائلته”.

ويضيف في تذمر، أن المجلس المحلي التابع للقرية يوظف ما يسميهم ” بالمناديب” وهم في الأغلب من سكان القرية، وذلك لمراقبة النازحين في أدنى تحركاتهم وأفعالهم ونقل الأخبار بشكل مباشر لجهات تابعة  للمجلس المحلي.

ويبلغ عدد المنازل السكنية في قرية الهلال التي بنتها تركيا بداية عام 2021، نحو 750 كتلة سكنية موزعة على 700 عائلة، بحسب نازحين من القرية.

وتواصل هيئة تحرير الشام، التضيق على النازحين في مستوطنات بنتها تركيا خلال السنوات الماضية في إدلب، بهدف الضغط عليهم لمقاسمتهم في جميع المساعدات الإنسانية التي يتلقونها، وفقاً لشهادات نازحين.

مبررات مسؤولين

من جهته، يقول زهير عربو(45عاماً) وهو مدير مستوطنة شمال إدلب، إن هذه الأحكام جاءت لتدارك بعض المشاكل والعقبات التي تحصل في المستوطنات.

ويبرر “عربو”، هذه الممارسات بأن المنظمات التركية تمنع تغيير تصميم البناء المعتمد من قبلها، وذلك لعدة اعتبارات تخدم مصالحها الخاصة في تلك المستوطنات.

ويضيف المسؤول، أن المجالس المحلية أجبرت النازحين على أخذ إذن مغادرة قبل الخروج من المستوطنات، بسبب قيام بعض العائلات بمغادرتها وإخلاء المنازل، والسكن في مناطق أخرى، في حين يستغلون هذه المنازل لكسب المساعدات الشهرية المقدمة من المنظمات الإغاثية.

إعداد: سعيد زينو- تحرير: فنصة تمو