سكان وصحفيون سوريون في تركيا يقلقهم هاجس الترحيل القسري

إدلب – نورث برس

رغم حصولها على الجنسية التركية، إلا أن آلاء محمد وهي صحفية لاجئة من العاصمة السورية دمشق منذ سنوات، تتخوف من ترحيلها وعائلتها إلى ما يسمى بـ”المنطقة الآمنة” التي تعمل تركيا على إنشائها في الشمال السوري.

وتقول الصحفية التي تقيم حالياً في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا، إنها “تشعر وعائلتها بأنهم مهددون بأي لحظة بأن يكونوا ضحايا تصرف عنصري”.

وقبل أيام، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن مشروع بناء مستوطنات لإعادة توطين مليون لاجئ سوري في مناطق تسيطر عليها تركيا في شمال غربي وشمال شرقي سوريا.

وتأتي هذه الخطوة بهدف توطين مئات آلاف السوريين الذين تنوي أنقرة ترحيلهم من أراضيها، حيث يراها لاجئون سوريون أنها تأتي في إطار التغيير الديمغرافي “قائمة على اتفاق بين الحكومة السورية وتركيا”، لجعل اللاجئين ينسون منازلهم التي نزحوا منها قبل سنوات، بحسب لاجئين.

أحلاهما مرّ

ولا تتوقف مخاوف آلاء محمد (30 عاماً)، وهي صحفية تعمل في وسائل إعلام سورية معارضة، جراء التفكير بالترحيل والعودة إلى سوريا، رغم أن زوجها يحمل بطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك”.

وتعرب “محمد”، عن عدم شعورها بالاستقرار والأمان، “وخاصة مع التجييش العنصري والتحريض اللاجئين السوريين”، من خلال تصريحات سياسية أو تقارير صحفية أو ما يفعله بعض مشاهير السوشيال ميديا الأتراك.

وتضيف: “نحن نعرف تماماً أن العودة إلى أي منطقة في سوريا بالظروف الحالية ستكون كأنها حكم بالقضاء على مستقبلنا وحياتنا”.

ولم تخفِ “محمد” قلقها كامرأة غير محجبة: “لا أستطيع أن أعود إلى أي منطقة في الشمال السوري، وربما سأجبر على ارتداء الحجاب وستسلب مني حريتي وإرادتي، سوف أفقد عملي الحالي، وسيكون حالنا مأساوياً إذا ما رحلنا”.

“عدم الاستقرار”

ومخاوف الصحفي أنس الحمصي (33 عاماً) وهو مهجر من مدينة حمص ويقيم في مدينة شانلي أورفا جنوبي تركيا، هي ذاتها اليوم مخاوف جميع السوريين المقيمين في تركيا، من أن يجري ترحيلهم إلى سوريا.

ويقول “الحمصي”، إن أسباب تلك المخاوف كثيرة أولها عدم الاستقرار في تلك المناطق فهي تعاني من فلتان أمني دائم وأوضاع اقتصادية سيئة.

كما أن أي شخص أو عائلة سوف يتم ترحيلها من تركيا إلى سوريا سوف تضطر إلى أن تعود وتبدأ من الصفر، بحسب “الحمصي”.

ويضيف الصحفي: “سوف يفقد الأطفال تعليمهم وسوف نفقد نحن كأشخاص عملنا، حيث المنطقة بالكاد قادرة على استيعاب الناس الذين يقيمون فيها منذ السابق”.

ويشارك مصطفى الكاظم (42 عاماً) وهو من أبناء مدينة حماة، في مدينة إسطنبول التركية منذ العام 2014، مع أسرته المكونة من سبعة أفراد، سابقه القلق ذاته، حيث سيخسر مصدر عيشه إذا ما تم ترحيله.

ويقول لنورث برس، إنه وبعد سنوات من عمله في مهنته الأساسية كعامل مياومة قرر مطلع العام 2018 تكوين مشروعه الخاص بالشراكة مع شاب آخر من مهجري مدينة حلب وهو عبارة عن مشغل خياطة.

وبدأ الشاب في مشروعه الذي أثمر في وقت ليس بالطويل، ولكن سماع خبر الترحيل “السيء جداً”، شكل له صدمة قوية وقلقاً من الذهاب لمناطق “من الممكن أن تتعرض للقصف في أي لحظة من قبل النظام السوري وغيره”، ليخسر كل ما بدأ به ويعود لنقطة الصفر.

إعداد: بهاء النبواني – تحرير: فنصة تمو