تركيا تضغط على مناطق الإدارة الذاتية بورقة المياه والكهرباء.. ومصدر تركي: نكاية بقسد

اسطنبول ـ نورث برس

 

حالة من عدم الرضى والقبول هي العنوان الأبرز بين ناشطين وسياسيين مهتمين بالشأن التركي، بسبب السياسيات الخارجية التي تتبعها تركيا، وآخرها التضييق على سكان شمال شرقي سوريا وخاصة في الحسكة، من خلال خفض منسوب مياه نهر الفرات، الأمر الذي ينعكس بشكل سلبي خاصة على سكان تلك المناطق.

 

ولم تقدم تركيا أي تفسير عن سبب تلك الخطوة، في حين رأى مراقبون أنها تهدف للضغط على مناطق الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا، متجاهلة الجانب الإنساني وحاجة المدنيين للمياه.

 

وأضاف مراقبون أن هذا الأمر أدى أيضاً إلى تراجع إنتاج الطاقة الكهربائية، وتوقف عدد كبير من مضخات المياه اللازمة لسقاية الأراضي الزراعية، وسط مخاوف من تبعات هذا الأمر في حال استمر الوضع على ما هو عليه.

 

وحول ذلك، قالت الناشطة التركية المهتمة بالملف السوري "عائشة كايا" في حديث  لـ"نورث برس"، إن "تركيا ربما تقوم بهذه الخطوة نكاية بقوات سوريا الديمقراطية المتواجدة في مناطق الحسكة وما حولها إضافة للرقة وأجزاء من دير الزور، خاصة وأن تركيا تتهم قسد بأنها خففت من كمية الكهرباء عن منطقة (نبع السلام) الخاضعة لسيطرة تركيا، وهذا الأمر أزعج تركيا".

 

وأضافت أنه "يوجد اتفاق ما بين قسد وتركيا برعاية روسية، وهو أن تلتزم قسد بتقديم /15/ ميغا/واط كهرباء للمنطقة التي تسيطر عليها تركيا في شمال شرقي سوريا، على أن يلتزم الجيش الوطني والمجالس المحلية بتشغيل مضخة علوك لتزويد الحسكة بالمياه".

 

وأشارت نقلاً عن مصادر خاصة بها إلى أن "محطة علوك تحت سيطرة تركيا، وهي تغذي كافة محافظة الحسكة بالمياه، ومن هنا ربما يأتي ضغط تركيا على قسد من بوابة خفض منسوب مياه نهر الفرات".

 

وأعربت "كايا" عن توقعاتها بأن "ينعكس الانخفاض الحاد في منسوب الفرات على الكهرباء التي تغذي مناطق الإدارة الذاتية شمال وشرقي سوريا".

 

ونقلت مصادر إعلامية عن الرئيسة المشاركة للهيئة التنفيذية في مجلس سوريا الديمقراطية "إلهام أحمد" توجيه الاتهامات لتركيا "باستخدام كافة الوسائل للتضييق على سكان مناطق الإدارة الذاتية، وأن تركيا قطعت مياه الشرب من محطة علوك عمّا يزيد على نصف مليون إنسان في مدينة الحسكة".

 

وأضافت "أحمد" أن "تركيا قطعت مياه نهر الفرات بعدما بنت السدود عليه، وأنها تعرّض حياة نحو خمسة ملايين نسمة من السوريين للخطر".

 

وتنص اتفاقية أبرمت بين سوريا وتركيا عام 1987 على تعهد الجانب التركي بتوفير تدفق مياه بمعدل /500/ متر مكعب في الثانية إلى الأراضي السورية، إلا أن تركيا تتتبع سياسة الضغط وتجاهل تلك الاتفاقية.

دوافع سياسية

وقال الخبير العراقي المختص بمجال النفط والطاقة، مصطفى بازركان، لـ "نورث برس"، إن "هذه الخطوة ربما يكون دوافعها سياسية للضغط على النظام السوري، أو أداة فتح مباحثات بشأن كمية المياه، والسبب الثالث ربما يكون تقني إذ يجب ألا ننسى أنه قبل عام كان هناك أيضاً مشكلة مع العراق في إطلاق المياه أو تخفيفها نظراً لقيام تركيا بملء الخزانات في شبكة السدود العملاقة التي أقيمت مؤخراً".

 

وكانت وزارة الموارد المائية العراقية اتهمت في وقت سابق من العام 2019، تركيا في أنها السبب وراء مشكلة شح المياه التي يعانيها العراقيون، وذكرت أن واردات نهر دجلة من المياه عند الحدود التركية ستنخفض من /20.93/ مليار متر مكعب سنوياً إلى /9.7/ مليارات متر مكعب بعد افتتاح سد "إليسو" التركي على نهر دجلة.

 

وحسب مصادر تركية فإن "إليسو" هو أول سد يدخل الخدمة ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول المائي المعروف باسم "غاب"، والذي يشمل إقامة /22/ سداً، بينها /14/ سداً على الفرات و/8/ سدود على دجلة، فضلاً عن عشرات من محطات توليد الطاقة، الأمر الذي اشتكت منه العراق كونه شكل لها أزمة مياه خانقة.

 

ويرى مراقبون أن سيناريو العراق يتكرر اليوم في مناطق الإدارة الذاتية، من ناحية الضغط على السكان بورقة المياه والكهرباء، من أجل إخضاعهم وإجبارهم على القبول بشروطها، وسط غياب أي تحرك دولي للضغط على تركيا لوقف تلك الممارسات.