مزارعون في كوباني يقلصون مساحات زراعة الخضراوات بسبب المازوت

كوباني- نورث برس

لا يزال محمد شيخ حمو (40 عاماً) وهو مزارع من قرية قوردينا بريف كوباني الغربي، كجميع مزارعي الخضراوات الصيفية في منطقته، ينتظر الحصول على مخصصاته من المازوت لري محاصيله.

وهذا العام، اضطر مزارعون في ريف كوباني الغربي إلى تقليص مساحة الأراضي المزروعة بالخضراوات، بسبب تأخر الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في توزيع مادة المازوت في الوقت المناسب وارتفاع أسعار الأسمدة.

والعام الماضي، زرع “حمو”، 80 دونماً من أرضه بالخضراوات وخفض المساحة هذا العام إلى 40 دونماً.

ويشير المزارع إلى أنه في كل عام يستلمون دفعتي مازوت في مثل هذا التوقيت، بينما لم يستلموا هذا العام أي كمية حتى الآن، وهو ما دفع البعض لشراء المادة من السوق بسعر مرتفع.

ووفقاً لهيئة الزراعة في إقليم الفرات، فقد بلغت مساحة الأراضي المزروعة بالخضراوات العام الفائت في الإقليم، ١٤٨٧٩ دونماً، فيما لم تنتهِ عملية إحصاء المساحات المزروعة هذا العام حتى الآن.

وتبدأ زراعة الخضراوات الصيفية في كوباني مع بداية نيسان/ أبريل، فيما يبدأ قطف الإنتاج في الأول من حزيران/ يونيو، ويستمر الإنتاج حتى بداية كانون الأول/ ديسمبر، بحسب مزارعين.

وسنوياً، تتراوح المساحة المزروعة بالخضار في ريف كوباني الغربي ما بين 400 و450 هكتاراً، وذلك في القرى المحاذية لنهر الفرات والتي يبلغ عددها نحو 30 قرية.

وتتميز التربة في ريف كوباني الغربي بخصوبة أرضها ووفرة مياهها وتعتبر مناسبة لزراعة الخضراوات، بحسب مزارعين.

كميات قليلة

ويرجع عبد الغني خليل، وهو عضو لجنة الاقتصاد في ناحية القناية بريف كوباني الغربي، سبب تأخر توزيع المازوت لإعطاء الأولوية لمزارعي مادة القمح.

ويشير في حديث لنورث برس، إلى أنه فور الانتهاء من توزيع مخصصات مزارعي القمح من المازوت، سيتم توزيع المادة على مزارعي الخضراوات، دون أن يحدد تاريخاً لذلك، وهو ما يضع مزارعي الخضروات في مأزق، حيث سيعتمدون بشكل كلي على شراء المادة من السوق، ما سيؤدي لارتفاع التكلفة.

إضافة إلى أن كل احتياجات زراعة الخضار من البذار والمبيدات والسماد يشترونها بالدولار، بينما يبيعون إنتاجهم بالليرة السورية في الأسواق المحلية.

وهذا العام، خصصت هيئة الزراعة لكل هكتار من المساحة المزروعة بالخضار ١٠٠ كيلوغرام من السماد، حيث يبلغ سعر طن السماد من نوع سوبر فوسفات ٦٥٠ دولاراً.

ويلفت عضو لجنة الاقتصاد النظر إلى أن بعض المزارعين لا يلتزمون بالخطة الزراعية الموضوعة من قبل هيئة الزراعة في إقليم الفرات والتي تتضمن زراعة 25 بالمئة من المساحة المروية بالخضار، حيث يلجأ البعض لزراعة مساحة أكثر من المحددة.

وفي قرية القناية بريف كوباني الغربي، بدأ زياد شيخو (36 عاماً) بسقاية أرضه للمرة الثانية رغم أنه لم يستلم المازوت حتى الآن.

واضطر “شيخو” لاستدانة مادة المازوت من أصدقائه، على أن يردها لهم حين استلامها من هيئة الزراعة.

ويقول المزارع الثلاثيني إن مشكلة عدم توفر مادة المازوت تؤرقهم كل عام، وخاصة أن الكميات المخصصة لهم تكون “غير كافية بشكل عام”.

وخصصت هيئة الزراعة في إقليم الفرات هذا العام 150 ليتراً من المازوت لكل هكتار مزروع بالخضراوات.

فرص عمل

ويطالب المزارعون بضرورة الإسراع في توزيع المازوت، لما له من فائدة تعود على المنطقة وذلك لأن الإنتاج المحلي من الخضراوات تكون أسعاره أقل من المستورد.

كما أن زراعة الخضراوات في المنطقة  توفر فرص عمل وخاصة للنساء.

وفي قرية دكرمان بريف كوباني الغربي، رغم مرور شهر على زراعة الأرض وسقايتها ثلاث مرات حتى الآن، لم يستلم مراد علو (32 عاماً) هو الآخر المازوت حتى الآن.

وهذا العام، زرع “علو” ثمانية هكتارات بالخضار في قرية الشيوخ بريف كوباني الغربي، وصرف حتى الآن 600 ليتر من المازوت على كل هكتار، حيث يشتري المادة من السوق.

ويباع إنتاج الخضار في كوباني، وبعد تأمين احتياجات المدينة يتم بيعها في أسواق مدينة منبج ومنها تصل إلى مدن الحسكة والقامشلي.

ويشدد المزارعون على ضرورة تقديم الإدارة الذاتية الدعم، حيث سيقومون بدورهم بزيادة المساحات المزروعة وبالتالي زيادة الإنتاج، وتصدير الخضار إلى مناطق سورية أخرى.

وفي أرض “علو” يعمل 40 عاملاً بشكل يومي في موسم الزراعة، إضافة إلى عشرة عمال يومياً في موسم قطاف الإنتاج.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: سوزدار محمد