ديرك – نورث برس
لا يستطيع أحمد خنجر(60 عاماً) وهو من سكان مدينة ديرك أقصى شمال شرقي سوريا، شراء 10 كيلوغرامات من الجبن هذا العام رغم أنّ المنطقة تعتمد باقتصادها على تربية المواشي.
ويقول الرجل الستيني إنه غير قادر على وضع المؤونة الشّتوية من الجبن هذا العام بسبب غلائه، في حين أن عائلته كانت تخزن أكثر من 150 كيلوغرام من الجبن سنوياً.
ويلجأ سكان في ديرك إلى شراء جبنة الأبقار لا الأغنام، نظراً لارتفاع أسعار الأخيرة.
وهذا العام، ارتفع سعر الأجبان إلى الضّعف، إذ وصل الكيلوغرام الواحد من جبن الأبقار إلى 8500 بعد أنّ كان بـ4 آلاف السّنة الماضية.
فيما يتراوح ثمن كيلوغرام جبنة الأغنام ما بين 9500 و10 آلاف ليرة سورية.

ويقول شاهين إبراهيم، وهو أحد باعة الجبن في سوق ديرك، منذ عشرين عاماً، إنه كان يشتري حوالي 800 كيلوغرام من الجّبنة في اليوم ويبيعها، ولكن هذا العام لا تصل الكمية لديه إلى 300 كيلو غرام يومياً.
وقننت العائلة التي كانت تشتري 100 كيلوغرام، الكمية هذا العام إلى 50 كيلوغرام من الجبنة أو أقل، لتخزينها كمؤونة، وفقاً لما يذكره “إبراهيم” لنورث برس.
وتعتمد منطقة ديرك على المُنتجات الحيوانية بالدّرجة الأولى، ويشتري التّجار مُشتقات الحليب كالقريشة والجبنة وغيرها من مُربي الأغنام.
ويشعر التّجار بالحيرة بين المُشتري الذي يجد السّعر مرتفعاً وصاحب الماشية الذي يرى أنّ هذه التّكلفة لا تغطي قيمة عمله، ولا سيما مع شح الأمطار وارتفاع أسعار الماشية، حسب “إبراهيم”.
ويعتبر الأربعيني حمادة الجندي، إنّ ما يحصل عليه من بيع مشتقات أغنامه التي يبلغ عددها 33 رأساً، “لا يغطي ربع تكاليف التّربية طوال العام”.
وتنتج أغنام المربي حوالي 7 أو 8 كيلوغرامات يومياً من الجبن، كما يقول لنورث برس.
ويبلغ عدد الأبقار في ديرك وريفها 4867 بقرة، والأغنام والماعز 170910 رؤوس، بحسب مؤسسة الثّروة الحيوانية بديرك.
وتنتج الأبقار حوالي 48670 كيلوغرام في اليوم من الحليب تقريباً، بينما الأغنام حوالي 85455 كيلوغرام، بحسب المؤسسة.
ويصل سعر الكيلو غرام من الشّعير إلى 1950 ليرة سورية، وكيلوغرام التّبن إلى 1500 ليرة، وكيلوغرام العلف الجّاهز إلى1500 ليرة، حسب المربي.
ولا ينكر “الجندي”، أنّ سعر الجبنة مرتفع على المُستهلكين، في ظل الأوضاع المعيشية الصّعبة التي يمرون بها.
بينما لا يستطيع عبد الحليم علي (40 عاماً) وهو من سكان بلدة تل حميس ويسكن في مدينة ديرك، شراء مؤونة الجبن نهائياً، فهو يعمل في الأعمال الحرة.
ويقول رب الأسرة المكونة من ستة أفراد، إنّ سعر كيلوغرام الجبنة الواحد، يساوي أجرة عمله لمدة يومين.
ونظراً لوجود نسبة كبيرة من العمال في السّوق، المُستعدين للعمل بأجر قليل من أجل تأمين أنفسهم، يعتقد الرّجل أنّ تأمين فرص العمل لهم، هو الحل الأنسب.
ولا يملك العامل الذي يسكن في منزل يبلغ إيجاره 150 ألف ليرة شهرياً، دخلاً ثابتاً، لذا يعتمد على أرضه الزّراعية التي تبلغ مساحتها 3 هكتارات، ولكنه لا يتوقع إنتاجاً بسبب شح الأمطار هذا العام.
وبناء على كل هذا، ترك الرّجل محل بيع الجّبن بعد أنّ سأل عن أسعارها ووجدها تفوق طاقته كثيراً.