نازحو سري كانيه يستنكرون عمليات توطين لاجئين سوريين في مدينتهم

الحسكة – نورث برس

تجلس عالية محمد  (51عاماً) من مهجري سري كانيه بجانب غرفة إسمنتية خصصت لتكون حمامات ومطابخ لعائلاتهم بالقرب من منزلهم (عبارة عن خيمة صغيرة) في مخيم سري كانيه شرق الحسكة الذي يضم نحو 13 ألف من نازحي سري كانيه.

عالية التي تتألف عائلتها من 5 أفراد، وزوجها من ذوي الاحتياجات الخاصة، اضطرت لمغادرة مدينتها بعد الغزو التركي بمساندة فصائل المعارضة السورية الموالية لها في تشرين الأول/أكتوبر 2019، وأسفرت عن تهجير نحو 300 ألف شخص من منطقتي سري كانيه وتل أبيض.

وتصف “محمد” أوضاعهم في الخيم بـ”السيئة”، وتضيف، تركيا هجرتنا من مدينتنا، الطائرات قصفتنا، جئنا نعيش هنا تحت خيمة تحيط بها الحجارة.

وحول قيام تركيا بتوطين المهجرين السوريين في مناطقهم قالت: “أمر غير مقبول، فلتعيدهم (تركيا) لمنازلهم ونعود نحن لمنازلنا، لماذا يستوطن غرباء في منازلنا؟، نحن لن نقبل بتوطين غرباء في منازلنا، يكفي الظلم الذي مارسوه بحقنا”.

وتضيف النازحة “فليقوم بإعادتهم إلى مناطق بشار الأسد أو ليبقيهم لديه، فليتركوا مدينتنا بحالها، نحن على أمل أن نعود لمنازلنا، هنا ليس مكان للعيش الكريم، العيش تحت هذه الخيام لا تطاق”.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد كشف، أول أمس الثلاثاء، عن التحضير لمشروع جديد، يتيح العودة الطوعية لمليون شخص من النازحين السوريين، إلى المناطق شمالي سوريا، على حد تعبيره.

وقال أردوغان في رسالة مصورة شارك بها تدشين مشروع إسكان في إدلب،  إن “نحو 500 ألف سوري عادوا إلى المناطق الآمنة التي وفرتها تركيا منذ إطلاق عملياتها في سوريا عام 2016”.

وتقول إحصاءات رسمية تركية إن نحو /4/ ملايين سوري يعيشون في تركيا.

ووفي الثاني والعشرين من نيسان / أبريل الماضي كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن بلاده تعمل على مشروع إعادة اللاجئين السوريين إلى مناطق شمال سوريا، بالتعاون مع دول أخرى، في إشارة إلى المستوطنات التي تعدها المخابرات التركية بدعم من الأموال القطرية والكويتية في عفرين.

وتأتي هذه التصريحات في إطار إتمام عملية التغيير الديمغرافي التي تجريها تركيا في مناطق الشمال السوري حيث تسيطر فصائل المعارضة الموالية لها، بحسب تقارير حقوقية وصحفية.

وتستمر السلطات التركية عمليات ترحيل اللاجئين السوريين من أراضيها إلى شمال غربي سوريا، تحت ذرائع وحجج تتعلق بعضها بعدم امتلاكهم للوثائق القانونية اللازمة.

ويقول مظلوم بركل (35 عاماً)، إن من يسيطر على مدينة سري كانيه هم من المرتزقة وعناصر تنظيم “داعش”، لهذا لا يستطيعون العودة لمنازلهم.

ويضيف، سيعتقلوننا فور عودتنا، لو كان القرار لنا لعدنا الأن، لكن ليس بإمكاننا العودة، لا حول لنا ولا قوة.

إن “ما قام به أردوغان من تهجير، أمر غير مقبول أخلاقياً ولا إنسانياً، ولا تقبله شريعة الله، والآن يعمل على توطين سكان غرباء في مناطقنا، نحن نريد العودة لمناطقنا، وعلى المستوطنين العودة إلى مناطقهم، نحن أولى بالعودة لمناطقنا ومنازلنا”، يقول بركل.

كما استنكر يوسف رضوان أمين (25 عاماً) من نازحي سري كانيه وتتألف عائلته من أربعة أفراد ويقطن في مخيم سري كانيه، محاولات تركيا توطين نازحين سوريين في مناطقهم.

ويقول أمين، إن “الموجودون حالياً في سري كاينه هم مستوطنون، غرباء من الغوطة وإدلب ودرعا وحمص”، مضيفاً أن “الوضع في المخيمات ومراكز الإيواء “سيء للغاية”، وهذا مال لا يقبل به لا شريعة الله ولا عباده.

وأصدرت لجنة مهجري سري كانيه التي تعنى بشؤون المهجرين، بياناً استنكرت فيه محاولات تركيا توطين لاجئين سوريين في المناطق الخاضعة لسيطرتها شمال سوريا وقالت وفيه “إن السماح للدولة التركية باحتلال وإنشاء المستوطنات في المناطق المحتلة داخل سوريا دليل على عجر وتنصل المجتمع الدولي من القيام بواجباته القانونية والإنسانية”.

وأضاف البيان “نرفض وندين هذه الخطط العدوانية القذرة المخالفة للقوانين والعهود الدولية.. لمكاسب سياسية وشرعنة عمليات الاستيطان في المناطق المحتلة”.

ويرى المحامي جوان عيسو، مسؤول العلاقات العامة في لجنة مهجري سري كانيه، أن خطط الأتراك بتوطين مئات الآلاف من السوريين في المناطق التي الخاضعة لسيطرة تركيا هي “المرحلة الثانية من الاحتلال”.

وقال عيسو إن “المرحلة الأولى كانت بالاحتلال والمرحلة الثانية هي تنفيذ خطط التغيير الديمغرافي وإنشاء المستوطنات وهو مخالف للقوانين والأعراف الدولية”.

وأعتبر أن ما تقوم به تركيا حالياً يغلق الطرق أمام وصول السوريين للحلول لإنهاء الصراع واستتباب الأمن، مشدداً على أن تركيا تعمل من أجل ترسيخ الاستيطان والعمل على إثارة الحروب الأهلية بين السكان الأصليين والمستوطنين في المستقبل.

إعداد: جيندار عبد القادر – تحرير: عدنان حمو