إدلب – NPA
اندلعت نيران متفرقة خلال الأسابيع الأخيرة في مناطق مختلفة من محافظتي إدلب وحماة، نتيجة الأعمال العسكرية وأسباب مرافقة لها.
سكان من ريف حماة أكدوا لـ “نورث برس” أن القوات الحكومية السورية تعمدت بعد سيطرتها على كفرنبودة ومزارعها، “إحضار ورشات عمال لنهب الأراضي الزراعية والمحاصيل وحصاد القمح والحبوب المزروعة في المنطقة”.
فيما تعمدت، في الوقت ذاته، “حرق المحاصيل الممتدة نحو بلدة التمانعة من قمح وشعير وغيرها من أنواع الحبوب، لتلتهم النيران المحاصيل.”
وتعرضت الأراضي الزراعية خلال الشهر الأخير في خان شيخون، الهبيط، الصياد، عابدين، القصابية للاستهداف عدة مرات بقنابل حارقة تسببت بحرق المحاصيل الزراعية وكروم الأشجار.
وتحدث زياد العبود قائد قطاع الدفاع المدني بخان شيخون لـ “نورث برس” عن “تعمد” قوات الحكومة السورية لاستهداف المحاصيل الزراعية وإحراقها.
وقال العبود أن “أكثر من 100 حريق اندلع في مزارع المدنيين والمحاصيل الزراعية جراء الغارات الجوية” مؤكداً أن الدفاع المدني “لا يمتلك القدرة على إخمادها بكافة الأوقات، لكثافة الطيران والقصف المدفعي بأجواء ريف إدلب الجنوبي.”
وأردف أن هنالك العديد من المصاعب تواجههم مؤكداً وجود “مناطق لم يتمكن الدفاع المدني من الوصول إليها لقربها من مناطق سيطرة قوات الحكومة”.
العبود نوه إلى أن فريق الدفاع المدني أخمد حرائق ما يزيد عن 70 أرض زراعية، رغم الصعوبات نتيجة “الغارات وتكرر الرمايات على الأراضي الزراعية أثناء إخمادها.”
فيما تحدث عبد المجيد السرماني – رئيس المجلس المحلي لمدينة خان شيخون لـ”نورث برس” عن “تمكن عدد قليل من المزارعين من الوصول لأراضيهم الزراعية وحصدها”، ولفت أن النسبة الأكبر بقيت “دون حصاد”.
وعزا السرماني السبب إلى “كثافة الغارات الجوية والاستهداف المدفعي عليها متسببة بالتهام النيران لأكثر من 17 ألف دونم من الأراضي الزراعية في منطقة خان شيخون ككل.”
ويتزامن هذا التصعيد في الحرائق مع إعلان وزارة الاقتصاد والتجارة التابعة لحكومة الإنقاذ، عن أسعار القمح والحبوب لهذا العام.
وحددت الوزارة سعر القمح كالتالي: “سعر قمح قاسي (دكما) 130 ل.س لـ 1كغ، وسعر قمح قاسي (مشول) 135 ل.س لـ 1كغ، سعر قمح طري (دكما) 128 ل.س لـ 1كغ، سعر قمع طري (مشول) 133 ل.س لـ 1 كغ”.
وأكدت الوزارة على أن “القيمة الشرائية للحبوب سيتم دفعها من موازنة المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب”.
فيما أضاف سكان لـ “نورث برس” أنه رغم الإجراءات بقي المزارع “الخاسر الأكبر” بسبب “غلاء تكاليف الأيدي العاملة والحصادات، ممن باتوا متحكمين بالأسعار وفق خطورة المكان وقربه من حواجز قوات الحكومة السورية”.
وتحدّث المزارع محمد الأحمد من مزارعي خان شيخون حول ذلك قائلاً: “رغم خسارتنا كميات كبيرة من المحاصيل الصيفية بدأنا نعاني من غلاء تكاليف اليد العاملة مع المخاطر التي يمكن مواجهتها جراء القصف المستمر”.
وأضاف “رفع سائقو الحصادات أجورهم رغم وجود نسبة كبيرة من الأراضي الزراعية بحاجة للحصاد، إلا أن الضعف المادي وضغط النزوح تسبب بزيادة العبء على المزارعين”.
فيما نوه إلى أنه: “تجاوزت قيمة حصاد الدونم الواحد من المحاصيل الزراعية مبلغ 5000 ل.س”.
يشار إلى الحرائق تصاعدت بشكل كبير خلال العام الجاري 2019، نتيجة تصاعد القصف على مناطق خفض التصعيد التي تشمل محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حماة وحلب واللاذقية.