سندٌ تحت التّراب … نساء بلا معيل في الرقة تُخطف منهن فرحة العيد

الرقة – نورث برس

تسند لبنى الحسن (36 عاماً) من سكان مدينة الرّقة، رأسها الذي أثقلته هموم الحياة، على شاهد قبر زوجها في تل البيعة شمال شرقي الرّقة.

وتقول “الحسن” لنورث برس، إنها في كل عيد تأتي مع تؤاميها عبير وعمر (7 سنوات)، لتجلس على طرف قبر والدهما وتروي لهما قصصاً عنه.

وفي أواخر 2017، توفي زوج السّيدة، إثر انفجار لغم من مخلفات داعش في منزلهما، بعد خروج الأخيرة من المدينة.

وباتت زيارة المقابر طقساً من طقوس كل عيد ومناسبة تمتزج بلحظات الحزن في حياة “الحسن”.

وتنظر الحسن إلى طفليها بخيبة وحسرة على حالهما بعد أنّ أصبحا يتيمين،” صعب جداً فقدان الأب، الناس ينظرون إليهما كما لو أنّ اجنحتهما مكسرة، ولن تُجبر ما حييا”.

وتعتبر السّيدة أنّ حياة طفليها ستتغير كثيراً لو كان والدهما موجوداَ، لأنه سيفعل المستحيل كل لا يعيش أبناءه أي نوعٍ من الحرمان، في حياة سمتها القسوة.

وتتضرع “الحسن” لينتهي الصّراع المستمر في بلدها منذ أكثر من 10 سنوات، “معظم من طحنتهم الحرب لم يكن لهم أي ذنب فيها”.

سندٌ تحت التّراب

وبدأت رقية الشّيخ (10 سنوات) من سكان الرّقة، بتجهيز ثياب العيد، منذ مساء الوقفة، لتبقى مُتلهفة في انتظار انقضاء ساعات الليل، لترتديها في الصّباح، وتذهب بها لتريها لوالدها المدفون في مزار الشّهداء.

ويقع مزار الحكومية على بعد 10 كيلو متر شمال الرّقة، وهو مخصص لدفن “شهداء” قوات سوريا الدّيمقراطية وقوى الأمن الدّاخلي، ويزدحم في أيام العيد بالزّائرين.

وتبقى فرحة الطّفلة غير مكتملة، لأنها فقدت والدها قبل ستة أشهر تقريباً، خلال اشتباكات اندلعت بين قوات سوريا الدّيمقراطية وفصائل المعارضة السّورية على أطراف بلدة عين عيسى شمال الرّقة.

ولرقية أخٌ أصغر منها (5 سنوات)، تهتم بهما والدتهما سلمى الجّاسم (32 عاماً)، التي ترى أنّ كل شيء في حياتهم “اختلف” بعد وفاة زوجها، إذ لم يعد للعيد معنى، لأنها فقدت سندها.

ولأن هذا العيد الأول للطفلين بدون أب، يقفان إلى جانب أمهما التي تتلو آيات قرآنية، وهما يشاركانها البكاء بصمت.

وذلك رغم أنّ السّيدة اشترت لأطفالها ملابس العيد والألعاب، إلا أنها تستذكر كيف كان زوجها يصحبهم ليجتمعوا مع العائلة، لكن حتى هذه الجمعة “أضحت بلا معنى”.

إعداد: عمار عبد اللطيف . تحرير: زانا العلي