نازحات في ديرك يبعن معونات السلل الغذائية لشراء مستلزمات “أكثر ضرورة”

ديرك- نورث برس

على أرصفة شوارع في مدينة ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا، تعرض نساء نازحات محتويات السلل الغذائية التي استلموها كمساعدات من قبل المنظمات العاملة في المنطقة، في سبيل شراء الخضراوات والأدوية وبعض السكاكر والحلويات مع حلول عيد الفطر ومستلزمات أخرى غير المتوفرة في السلل.

يتجنب بعضهن الظهور أمام عدسات الكاميرا، في حين يفضلن أخريات التحدث عن الأسباب التي دفعتهن لذلك ويؤكدن أن الظروف المتردية وحاجتهن لمواد ضرورية أكثر من التي تحتويها السلل يجبرهن على بيع معوناتهن.

وتعيش هؤلاء النازحات في مخيم نوروز شرقي ديرك، وكن قد نزحن من مناطقهن في سري كانيه (رأس العين) وأرياف الحسكة وتل تمر وأبو راسين(زركان) خلال السنوات الماضية.

وتقول عائشة خضر(46 عاماً) وهي والدة أربعة أبناء، أحدهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، “لم نأكل اللحمة طيلة شهر رمضان، أبيع بعض من المواد حتى أشتري بعض الخضار, لأننا لا نأكل سوى الرز والبرغل والعدس والمعكرونة”.

وتضيف،  “نشتهي أن ننوع في الأكل”.

ومنذ عشر أشهر، نزحت السيدة الأربعينية من ريف الحسكة بسبب القصف التركي المتكرر واستقرت في المخيم الآنف الذكر.

وتشير “خضر” كما جميع النازحات اللواتي تبعن المعونات إلى أنهن يبعن المواد بسعر “زهيد جداً”، حتى تتمكن من تأمين ثمن مواد أخرى. 

ومن بين المواد المعروضة على الأرصفة، مواد التنظيف من سائل الجلي والشامبو والكلور وليف وسيف وغيرها، بالإضافة إلى أكياس القمامة والبرغل والعدس والمعكرونة ومحارم وفرشاة ومعجون الأسنان وصابون الغار وفوط نسائية وكفوف وغيرها.

وتشتري زهرة العلي(45 عاماً) وهي نازحة من زركان (أبو راسين) بثمن ما تبيعه، اللبن وطعام لوجبة الفطور لأولادها

وتقول “العلي” وهي والدة خمسة أولاد وتسكن في المخيم منذ أربعة أشهر إنهن لا يجدن مكاناً لبيع تلك المواد غير أرصفة الشوارع بالرغم أن لجان التموين في ديرك تمنع ذلك.

وفي سبيل بيع مواد، فضلت فاطمة الأحمد (38 عاماً) وهي نازحة من سري كانيه الذهاب إلى بلدة كركي لكي، واشترت بثمنها بعض السكاكر وحلويات العيد.

وتقول، “أحتاج إلى المال لذلك قمت ببيع بعض المواد لكي أشتري مستلزمات العيد”.

وفي طريقها للعودة إلى المخيم، تذكر النازحة لنورث برس أنها دفعت خمسة آلاف ليرة للذهاب إلى كركي والعودة منها ولكنها لم توفق في بيع جميع المواد التي جلبتها معها.

 وبينما كانت تحمل على رأسها كيساً أبيضاً، يضم محتويات السلل الغذائية التي لم تبعها، تشير إلى أنها باعت المواد بـ30 ألف ليرة سورية, إلا أن “سعرها في محال السوق يفوق ضعف هذا الرقم”.

وباعت النازحة أكياس القمامة بـ1500 ليرة، فيما الفوط النسائية باعت العلبة الواحدة بـ2500 ليرة، أما معجون أسنان مع فرشاة باعتها بألفي ليرة سورية.

 ولم تشتري “الأحمد” كمعظم النازحين في المخيم ملابس العيد لأطفالها السبعة، “فثمن المواد التي بعتها لا تكفي لشراء بلوزة أو بنطال”.

وهذا هو العيد الثالث الذي تقضيه “الأحمد” في المخيم بعيداً عن منزلها وأقاربها وتتحسر على ما آل إليه حالهم في المخيم وتقول، “لا نستطيع إدخال فرحة العيد لقلوب أطفالنا”.

وتضيف بعد صمت دام لبعض ثوان، “نريد أن نعود إلى بيوتنا ونحتفل فيها بالعيد, لأننا نعيش هنا بغصة وألم على بيوتنا”.

إعداد: دلال علي – تحرير: سوزدار محمد