عيدية “العنايا”.. عادةُ يقتلها تردي الوضع المعيشيّ في درعا

درعا – نورث برس

يقف محمد الزعبي، من سكان ريف درعا الشرقي مكتوف اليدين، أمام منزله يفكر ملياً بكيفية تأمين عيدية لبناته وأخواته في ظل وضعٍ اقتصاديٍ منهار وعجزه عن تأمين أدنى متطلبات العيد بعد أن عصف الغلاء بكل شيءٍ حوله.

و“العيدية”: عادةٌ في المجتمع السوري منذ القدم، وهي عُرف وتقليدٌ جميل يناله الأقرباء من الدرجة الأولى والمُقربيّن من العائلة.

ويضيف “الزعبي” عادة العيديات “للعنايا” كما يسميها سكان المحافظة “لقد ورثتُها عن أبيّ وهو ورثها عن جدي”.

“لكن الوضع الاقتصادي المُتردي اقتصر في هذه العادة على الأخوات القريبات في نفس البلدة خلافاً للسابق، كانت العيديات تصل إلى الأخوات المتزوجات والعمات والخالات ولكن الآن الأمر بدأ بالانحسار”.

وأشار إلى أن، تكلفة العيدية المتواضعة باتت تكلف أكثر من 50 ألف ليرة.

وبحسب التقاليد لا تقتصر “العيدية” على النقود فمن الممكن أن تكون هدية (ألبسة أو مواد غذائية) أو مبلغاً مالياً معيناً يحصل عليه “الأولاد والأحفاد من الآباء والأمهات والأقارب عامة”، وليس له قيمة محددة، فالحالة الاقتصادية العامة والخاصة تلعب دوراً هاماً في تحديد مبلغ “العيدية”.

لكن الوضع المعيشي الصّعب غيّر كثيراً من تلك العادات ومنها عادة عيديات “العنايا” حيث أصبح غالبية السكان يخرجونها مبالغ مالية عوضاً عن الهدايا.

اعتاد خالد البردان، في مدينة طفس بريف درعا الغربي، خلال السنوات الماضية أن يخرج العيديات كمبالغ مالية لبناته وأخواته.

وأضاف، لدي خمس بنات متزوجات واختين اثنتين وأدفع العيدية بالتساوي بينهن حيث أُعطي لكل واحدة منهن 50 ألف ليرة”.

وغالبية السكان يدفعون العيديات قبل حلول العيد بيومين أو ثلاثة وذلك من أجل إتاحة الفرصة لهنَ لشراء ما يردن قبل العيد”، بحسب ما قال “البردان” لنورث برس.

إعداد: إحسان محمد – تحرير: سلمان الحربيّ