السيول تفقد عائلات في ريف كوباني فرحة الاحتفال بعيد الفطر

كوباني- نورث برس

بينما ينشغل السكان اليوم الاثنين، في زيارة أقاربهم وأصدقائهم وتقديم المعايدة بمناسبة عيد الفطر، ينهمك أفراد عائلة أحمد شيخ أحمد (55 عاماً) وهو من سكان قرية طاشلوك فوقاني جنوب شرقي كوباني بتنظيف منزلهم من الوحل والمياه التي تشكلت جراء الأمطار.

وهذا العيد كخلاف الأعياد الماضية، ربما لن يتمكن الرجل من استقبال الزوار وتقديم الحلويات لهم، فالسيول التي تشكلت بارتفاع متر ونصف داخل المنازل غمرت أثاث منزله بالكامل. 

ومساء السبت الماضي، أدى هطول الأمطار الغزيرة، إلى تشكل سيول وفيضانات في ريف كوباني الشرقي والجنوبي الشرقي.

وتسببت السيول بقطع بعض الطرق وجرف منازل وسيارات ونفوق مواشي، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة في منازل سكان قريتي طاشلوك فوقاني وتحتاني وبعض منازل قرية شيران، ناهيك عن أضرار كبيرة في المحاصيل الزراعية وخاصة الخضار الصيفية.

وحينها خرج “شيخ أحمد” وباقي العائلات من منازلهم باتجاه المناطق المرتفعة في القرية وهم يرون كيف تجرف مياه السيول السيارات والدراجات النارية ورؤوس المواشي.

ويذكر الرجل أن 17 رأساً من المواشي لديه نفقت بسبب انهدام الغرفة عليهم أو بسبب جرفها من مياه السيول، كما أن مياه الأمطار جرفت بين 70 إلى 100 رأس غنم في القرية.

وتضررت أكثر من عشرة منازل في طاشلوك فوقاني بشكل كبير جراء المياه، وهناك منازل لا يستطيع أصحابها الوصول إليها حتى الآن، وفقاً لما يذكره “شيخ أحمد” لنورث برس.

وفي قرية شيران شرقي كوباني، يحصي محمد شمسي (45 عاماً)، أضراره بمبلغ لا يقل عن أربعة ملايين ليرة سورية جراء مياه السيول.

ويشير “شمسي” إلى أن قبو منزله الذي كان يخزن فيه الشعير والتبن لمواشيه، إضافة إلى مادة المازوت امتلأ بالمياه.

وفي الساعة الثانية والنصف فجراً، وصلت مياه السيول إلى منازل سكان شيران واضطرت العائلات لصعود أسطح المنازل بعد ارتفاع مستوى المياه.

وجرفت المياه بعض المواشي وتضرر نحو عشرين إلى خمسة وعشرين منزلاً في قرية شيران، بحسب سكان.

ويطالب “شمسي” بحفر أنفاق ووضع بواري وجسور في الطرق لتخفيف أضرار مياه السيول عن المنازل.

وخسر عبدالله محمد رمه (37 عاماً) وهو من سكان قرية طاشلوك فوقاني، 17 رأساً من المواشي لديه، حيث جرفتها المياه، كما هُدم جدران بعض غرف منزله.

ويحصي “رمه” أضراره بأكثر من عشرة ملايين ليرة سورية، حيث لم يبقَ شيء داخل منزله، وكل الأغراض أصبحت تالفة أو جرفتها المياه.

ويذكر الرجل أن سكان القرية أثناء هطول الأمطار باتوا بدون تناول طعام الفطور والسحور ولم يستطيعوا النوم جراء السيول.

ويشير “رمه” لنورث برس إلى أن أحد أقربائه اتصل بالطوارئ في مدينة كوباني وطلب المساعدة لسكان قرية طاشلوك، من أجل إنقاذهم، “ولكن المساعدة لم تصلهم في الوقت المناسب”.

إعداد: فتاح عيسى- تحرير: سوزدار محمد