الغلاء يُغيبُ طقوساً اعتادها السكان خلال العيد في دمشق
دمشق – نورث برس
هذا العيد كما الذي سبقه، لم يحصل مهند الجاويش (16عاماً)، من سكان منطقة القيميرية في دمشق، على عيدية لا من عائلته ولا من أقاربه.
ويقول “الجاويش” إنه اعتاد طيلة السنوات الماضية على أخذ عيدية، وهي مبلغ من المال في أيام الأعياد، مستذكراُ أيّام طفولته حيث كان يتسابق وأصدقائه على تحصيل أكبر قدر من العيديات لصرفها خلال العيد.
ولم تستثنِ الظروف الاقتصادية المتردية جانباً من جوانب الحياة المعيشية في سوريا إلا وأثرت فيه، حتى اقتصرت العادات والتقاليد التي ترافق عيد الفطر على فئة قليلة من بعض ميسوري الحال.
وغيبت الأحداث التي تعيشها سوريا ومنعكساتها وضيق الأحوال المعيشية وارتفاع الأسعار، عادات وطقوساً كان السكان في دمشق يمارسونها خلال أيام العيد، ومنها اصطحاب الأطفال إلى صالات الألعاب والسهرات في المطاعم والمقاهي الشعبية.
وفضل سكان في دمشق على قضاء العيد في منازلهم على أن يرتادوا المطاعم والكافتيريات، فتكلفة الجلوس في أي مطعم أو كافيه مع طلب ثلاثة فناجين من القهوة على سبيل المثال دون أي شيء آخر لا تقل تكلفتها عن 30 ألف ليرة سورية.
وهذا العيد، اختارت عائلة أبو سليمان، وهو اسم مستعار لأحد سكان منطقة دويلعة في دمشق، البقاء في المنزل.
يقول “أبو سليمان” إنه “قبل اشتداد الأزمة الاقتصادية كنا نتبادل الزيارات مع أقربائنا وأصدقائنا لكن حال هذا العيد مختلف بسبب الظروف الاقتصادية وأزمة النقل التي تحد من تنقل العائلات”.
أما مريم الصالح، وهو اسم مستعار لسيدة من سكان ضاحية قدسيا بريف دمشق، فقد حصرت زياراتها على بعض صديقاتها متخليةً بذلك عن المتنزهات والمطاعم نتيجة ارتفاع أسعار المطاعم والكافيهات والتي تزادُ أكثر أثناء أيام العيد.
وسيتعذر على حسن الحامد، من سكان دمشق اصطحاب أولاده إلى الألعاب الخاصة لأن تكلفتها باهظة، ويجد في الألعاب الموجودة ضمن الحدائق العامة منفساً لأبنائه.