استمرار الحصار على حيين شمال حلب يهدد بوقف الصّيدليات عن العمل

ريف حلب الشّمالي – نورث برس

لم تستطع فاطمة بطال (47 عاماً)، من سكان حي الشّيخ مقصود في حلب، شراء دواء الضّغط، بعد أنّ توجهت لثمانية صيدليات، في القسم الغربي من الحي، الأمر الذي دفعها للتوجه لحي السّليمانية لتحصل عليه.

ومنذ أكثر من 23 يوماً، تمنع حواجز الفرقة الرّابعة دخول الطّحين وبعض المواد الأخرى، إلى حيي الشّيخ مقصود والأشرفية، الأمر الذي أدى لتوقف الأفران عن العمل من جهة، ونقص الأدوية بنسب تتراوح بين 20 و30 بالمئة. 

وتوقع صيدلي في حي الشّيخ مقصود شمالي حلب، أنّ 63 صيدلية في الأحياء التي تحاصرها الحكومة السّوريّة، ستشهد خلال الأسابيع القادمة نقصاً حاداً في بعض أصناف الأدوية، جراء الحصار الحكومي.

وقالت “بطال”، لنورث برس، إنّ الكثير من المرضى يقطعون مسافة طويلة، إلى أحياء حلب التي تقع تحت سيطرة القوات الحكومية، للحصول على علبة دواء.

وتفرض الحواجز ضرائب على سيارات الأدوية التي تدخل إلى الحي، تتراوح بين 20 و 50 ألف على كل سيارة نوع سوزوكي أو فان محملة بالأدوية، حسب صيدلي رفض التّصريح عن اسمه لنورث برس.

وأشار الصيدلي، إلى أنّ “عدد المُستودعات التي كانت الأدوية تدخل إليها سابقاً 45 مستودع، ولكنها حالياً لا تتجاوز 20 مستودعاً، وأحياناً لا يتوفر لها كمية الأدوية المطلوبة.

ولم تشهد أسعار الأدوية ارتفاعاً كبيراً حتى الآن، إذ أنّ 99% من الصّيدليات تعتمد على السّعر المحدد من الصّحة التابعة لحكومة دمشق، حسب الصّيدلي.

ولكن في حال استمر الوضع هكذا، يرجح الصّيدلي أنّ ترتفع الأسعار بعد العيد، إذ أنّ العديد من سيارات الأدوية منعت من الدّخول إلى الأحياء بسبب دفع الضّرائب.

وقال ليلى حسن، الرئيسة المشاركة للمجلس الصحي بحيي الشيخ مقصود والأشرفية، إن استمرار الحصار في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، زاد من وضع السّكان سوءاً، نظراً لأنّ غالبيتهم من نازحي عفرين والمناطق الأخرى.

وذكرت أن مندوبي شركات الأدوية التي تدخل إلى الأحياء المحاصرة طالبوا المجلس بالمبالغ التي يدفعونها على الحواجز، مهددين بالتوقف عن توريد الأدوية إلى الحيين في حال الامتناع.

وذكرت “حسن”، أن “مندوبي شركات الأدوية التي تدخل الأحياء المحاصرة ذكروا للمجلس بأنهم يريدون المبالغ التي يدفعونها على الحواجز أو سيتوقفون عن دخولها”.

وأشار جوان داوود، أحد الصّيادلة في حي الأشرفية، لنورث برس، إلى أنّهم “يشترون الأدوية بتسعيرة تفوق المتعارف عليها، فالمندوب يدفع إتاوات ورسوم أثناء عبور الحواجز”.

وفقد “داوود” من صيدليته الكثير من أصناف الأدوية، والبديل مكلف بالنسبة له.

ورأى أنّ استمرار الحصار يهدد بكارثة “صحية”، فأدوية القلب والضّغط والسّكري وأمراض الكلى والمضادات الحيوية وحليب الأطفال شبه مفقودة، في معظم الصّيدليات والمراكز الصّحية.

إعداد : فايا ميلاد/رامي صباغ – تحرير : آيلا ريّان