دراما رمضان.. أعمال البيئة الشامية “تستخفُّ” بعقل المشاهد

دمشق – نورث برس

أثارت الدراما السورية بأنواعها المختلفة؛ الاجتماعية، الكوميدية، والبيئة الشامية، خلال شهر رمضان، الكثير من الجدل من حيث محتواها وطريقة العرض، على الرغم من حضورها اللافت، وتحقيقها نسبة عالية من المشاهدات.

وشاركت الدراما السورية هذا العام، بما يقارب 13 عملاً درامياً بثتها المحطات العربية في رمضان مثل ” كسر عضم، جوقة عزيزة، مع وقف التنفيذ، بقعة ضوء، الكندوش، بروكار، حارة القبة، وعلى قيد الحب” وغيرها.

يقول محمود سمير (26 عاماً) لنورث برس، وهو اسم مستعار لطالب في كلية الطب في جامعة دمشق، على الرغم من أنَّ الأعمال المنتجة هذا الموسم أعادت للدراما السورية بريقها، من حيث الكم والنوع، لكن المبالغة طغت على مشاهدها الاجتماعية لدرجة كبيرة وبالتحديد من خلال مسلسلي “كسر عضم، ومع وقف التنفيذ”.

وأضاف: “في بعض المسلسلات هناك طرح لأفكار تهدف لنشر التفرقة وتشويه الصورة الحقيقية للواقع السوري وصبغه بالجهل وكأنه يخلو من القيم والإنسانية”

وعن مسلسل “جوقة عزيزة” قال “سمير” عمل مثلَ صورة دمشق في أوائل عشرينيات القرن الماضي، وهو غير هادف، وشوَّهَ صورة الشام وفيه استباحة لمحرمات الشهر الفضيل، فالعمل عبارة عن راقصة ترتدي بدلة رقص شرقي شبه عاري، تركز فقط على خصرها، عمل بلا قيمة فنية أو إنسانية”.

وأشار إلى أن “فكرة المسلسل تتمحور حول العري والرقص والخمر وبيوت بنات الهوى ومحاولة كبيرة لشرعنتها، ناهيك عن ركاكة النص والأداء المبتذل للممثلين”.

أما وديع العمر (44عاماً) الذي يعمل في مهنة الحلاقة النسائية، فيرى بأنَّ أحداث  مسلسل “جوقة عزيزة” كانت موجودة بالفعل، وهو يعرض واقع بنات الهوى في تلك الحقبة، وهذه الفئة كانت تستقطب شرائح مختلفة من فئات المجتمع السوري آنذاك”.

وتدور أحداث مسلسل “جوقة عزيزة” المبني على البيئة الشامية، حول حكاية الراقصة عزيزة التي تؤدي دورها الممثلة نسرين طافش، والتي تقع في حب ضابط فرنسي، وتعيش معه علاقة حب غير مألوفة.

وأضاف “العمر”: “هذا حقيقة مجتمعنا التي يرفضها الكثيرون، الفساد واستغلال الدين والسلطة والخيانة والكذب والطبقية جميعها باتت سرطانات تنخر في عضم الشارع السوري”.

ومن جانبها، ترى ماجدة عبد (28 عاماً) وهي معلمة في إحدى المدارس الحكومية، أنَّ المسلسلات الاجتماعية المعروضة خلال رمضان، هي الأكثر نجاحاً من حيث السيناريو والإخراج والأداء والتصوير، وقدمت تجربة درامية ممتعة على عكس أعمال البيئة الشامية المستخفة بعقل المشاهد السوري”.

وأضافت: “دراما البيئة الشامية ميتة سريرياً، إلا أنهم يحاولون إنعاشها في كل عام، من خلال نمطية الأفكار وتكرارها في تصوير سلوك الدمشقيين المقتصر على بعض المواقف “لرجولية والعنترية” وخضوع النساء التام لأوامر الذكور”.

إعداد: ياسمين علي – تحرير: سلمان الحربيّ