بعد الإعلان عن تفاهم سياسي كردي.. سكان في كوباني يطالبون بخطوات عملية

كوباني – فتاح عيسى- نورث برس

 

طالب سكان من مدينة كوباني، شمالي سوريا، الأطراف السياسية الكردية التي أعلنت الأسبوع الماضي عن توصلها إلى تفاهمات أولية ورؤية سياسية مشتركة، باتخاذ خطوات عملية على أرض الواقع، وإدراج ملفات حماية المنطقة وعودة مهجري المناطق المحتلة من قبل تركيا وفصائل المعارضة التابعة لها إلى مناطقهم بضمانات دولية.

 

وقال رضوان حمي (47 عاماً)، من سكان مدينة كوباني، إنه "يجب تطبيق خطوات عملية لهذا الاتفاق كي ينشر الارتياح وسط الشارع الكردي ويرى الناس ثماره من خلال تحسن أوضاعهم، ويجب ألا يبقى الاتفاق إعلامياً فقط ومقتصراً على التصريحات والبيانات".

 

ورأى "حمي" أن من الضروري منح ملف عودة مهجري مناطق عفرين وسري كانيه وتل أبيض/ كري سبي أهمية "كبند أساسي في الاتفاق" بين المجلس الوطني الكردي في سوريا وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية، "لإعادتهم إلى مناطقهم بضمانات دولية من قبل أمريكا وروسيا، لأن العودة دون تلك الضمانات ستعرض المهجرين للاعتقال وطلب الفدية من عائلاتهم".

 

وأعلن المجلس الوطني الكردي في سوريا وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية، في الـ/17/ من هذا الشهر، توصلهما إلى تفاهمات أولية ورؤية سياسية مشتركة تنطلق من اتفاقية دهوك التي أعلن عنها عام 2014 للوصول إلى اتفاق شامل في المستقبل القريب، وذلك بعد نحو شهرين ونصف من دخولهما في حوارات مكثفة جاءت ضمن مبادرة أطلقها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، وبدعم ورعاية أمريكية مباشرة.

 

وقال فرهاد ملا (42 عاماً) إن التفاهمات المعلنة "إيجابية" لكنها تحتاج إلى ترجمتها إلى خطوات عملية، "لا نريد أن يكون هذا الاتفاق مجرد حبر على ورق".

 

وأضاف: "الجميع كان يترقب تحقيق الأحزاب السياسية الكردية لهذا التقارب والوقوف جنباً إلى جنب".

 

ولفت "ملا" إلى أهمية البنود المتعلقة بحماية أبناء المنطقة، وأن تقوم قوات "بيشمركة روج" بالاتحاد مع قوات سوريا الديمقراطية لحماية الكرد وأراضي المنطقة معاً، على حد قوله.

 

هذا ولم يكشف الطرفان حتى الآن مضمون الرؤية السياسية التي توصلا إليها، رغم إعلانهما انتهاء المرحلة الأولى والتي وصفها الطرفان بـ"الخطوة التاريخية المهمة".

 

لكن مشعل مشعل (41 عاماً) ورغم سعادته وسروره بالاتفاق، قال إن الناس لن يثقوا بالاتفاق ما لم تحقق خطوات عملية على أرض الواقع.

 

وعبر "مشعل" عن مخاوفه من تكرار ما حدث في اتفاقات سابقة بين الطرفين، "نتمنى ألا يكون هذا الاتفاق كغيره من الاتفاقات السابقة التي لم تكتمل ولم تطبق على أرض الواقع".

 

وسبق أن اجتمع المجلس الوطني الكردي في سوريا وحركة المجتمع الديمقراطي في مدينة هولير بإقليم كردستان العراق عام 2012 ونتج عن الاجتماع الهيئة الكردية العليا بين الطرفين، توقيع الطرفين اتفاقية دهوك عام 2014 والتي نصت على أن الطرفين سيناقشان تشكيل مرجعية سياسية تتكون من الطرفين ومن أحزاب وفعاليّات خارج الحوار، إضافة إلى مناقشة كيفية انضمام أحزاب المجلس إلى الإدارة الذاتيّة، مع إيجاد آليات لضم قوات عسكرية تابعة للمجلس إلى قوات سوريا الديمقراطية.

 

ويرى مراقبون أن إعلان الطرفين الكرديين عن توصلهما إلى رؤية سياسية مشتركة في مؤتمر صحفي بحضور السفير الأمريكي، وليم روباك، يحمل دلالات حول احتمالية توجه الكرد في سوريا نحو التحول إلى طرف أساسي على طاولة الحل النهائي.