اللاجئون السوريون في تركيا.. ورقة يستثمرها الحزب الحاكم والمعارضة في صراعهما الانتخابي

إدلب- نورث برس

يعد ملف اللاجئين السوريين في تركيا، اليوم، أحد أبرز ملفات الصراع الانتخابي بين الحكومة التركية والمعارضة، وكل طرف يستثمرها بطريقته.

ويرى مراقبون أن الضغوط على اللاجئين، “لن تنتهي بانتهاء الانتخابات فالأمر تجاوز ذلك باتجاه حل نهائي لهذا الملف”.

ويتخوف اللاجئون السوريين كثيراً من الترحيل، لدرجة توقف بعض الأشخاص عن التفكير في مشروع أو استثمار أو حتى تغير منزله.

وفي شباط / فبراير الماضي، قال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، إن عدد السوريين الحاصلين على الجنسية التركية الاستثنائية، وصل إلى 193,293 شخصاً.

وأشار معاذ إبراهيم أوغلو، وهو صحفي تركي، لنورث برس، إنه في الانتخابات القادمة فإن “المعارضة سوف تستهدف السوريين”.

وأضاف أن حكومة حزب العدالة والتنمية، “لن تحرك ساكناً عندما ترى الأصوات ضد السوريين مرتفعة، حيث سيكونون هدفاً في العديد من الأماكن”.

وأشار إلى أنه عندما يصبح اللاجئون السوريون مادة انتخابية، “يتغير اتجاه التصويت، وأعتقد أن السياسة المعادية لسوريا ستكون فاعلة بالنسبة للتصويت”.

وأعرب الصحفي التركي، عن اعتقاده أن “السلطات التركية لن تقوم بترحيل كل السوريين ولكن يمكنها ترحيل بعضهم، لإرضاء الناخب التركي”.

ولا تزال سوريا، بحسب الصحفي، في بيئة غير آمنة، لكن من “المؤكد عشية الانتخابات، ستكون كافة القضايا وخصوصاً ورقة اللاجئين على جدول الأعمال”.

“مخاوف مشرعة “

وحدد غزوان قرنفل مدير تجمع المحامين السوريين في تركيا، عنصرين أساسيين لتغيير السياسة التركية تجاه اللاجئين السوري.

وقال “قرنفل” لنورث برس، “التغير الأول سياسي ويتعلق بعملية إعادة مكانة تركيا وانسجامها مع سياق عربي وإقليمي عام يعمل على دمج النظام السوري في المحيطين العربي والإقليمي تمهيداً لإعادته دولياً، وتركيا لا تريد أن تكون خارج هذا السياق”.

وأما التغير الثاني، بحسب “قرنفل”، فهو “انتخابي، بمعنى أن تركيا تريد أن تسحب، أو تخفف، على الأقل من قدرة المعارضة على استثمار ملف اللاجئين في الصراع الانتخابي”.

وحمل المحامي السوري، الحكومة التركية مسؤولية تقديم حلول جديدة لهذا الأمر تأخذ بالاعتبار مزاج المجتمع التركي العام الرافض لوجود اللاجئين”.

ويعتبر الحقوقي، أن مخاوف السوريين في هذا السياق “مشروعة”، خصوصاً ان تلك التصريحات مترافقة مع سياسة تضييق ممنهجة لدفع اللاجئين للعودة.

وأشار غزوان قرنفل، إلى أنا تهجير السوريين سيكون هدف المعارضة التركية والحكومة فهما متفقتان على الهدف في هذا المجال لكن الخلاف هو على التفاصيل والآلية لا أكثر”.

“حلقة أضعف”

ويرى أحمد قطيع وهو ناشط حقوقي في شؤون اللاجئين، أن اللاجئين السوريين بعد التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأتراك فهم في “وضع لا يُحسدون عليه الآن”.

ويقول “قطيع” لنورث برس: “كلما أوشكت الانتخابات الرئاسية على الاقتراب، تزداد حدة التصريحات والتضييقيات والقيود على اللاجئين السوريين لأنّهم الحلقة الأضعف”.

وأضحى ملف اللاجئين السوريين هو الأبرز للتنافس، والوصول إلى كسب الاصوات، “ليكون الضحية في نهاية المطاف هو اللاجئ السوري”.

إعداد: إحسان محمد – تحرير: فنصة تمو