جودة خبز الأفران العامة في كوباني “سيئة” والسياحي مرتفع الثمن
كوباني- نورث برس
منذ أكثر من شهرين، يضطر إسماعيل بكر (38 عاماً) وهو من سكان حي كانيا كوردان في مدينة كوباني، بشكل شبه يومي لشراء ربطتين من الخبز السياحي بثلاثة آلاف ليرة سورية، بسبب تدني جودة الخبز الذي يستلمه عبر كومين حييه.
ويشتكي الرجل الثلاثيني كما جميع سكان مدينته، من تدني جودة الخبز الذي تنتجه الأفران العامة التابعة للإدارة الذاتية في إقليم الفرات، إذ يتم توزيعه على السكان عبر كومينات الأحياء، حيث يكون غير صالح للأكل في معظم الأحيان.
وأمام هذا الحال، يضطر سكانٌ للاعتماد على الخبز السياحي، الأمر الذي يثقل كاهل العائلات التي تعاني أصلاً من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضراوات وخاصة في شهر رمضان.
وتباع ربطة الخبز السياحي (650 غراماً) في الفرن بسعر 1500 ليرة، فيما تباع في المحال بسعر يتراوح بين 1600 و1700 ليرة، فيما تباع ربطة الخبز العادي الذي ينتج في 20 فرناً بـ 300 ليرة سورية.

وفي ظل الضغط الحاصل على الفرن السياحي الوحيد في كوباني، قام سكان وأصحاب محال بجلب الخبز السياحي من مدينة منبج وبيع الربطة الواحدة (1000 غرام) بسعر 2500 ليرة.
ويقول الرجل الثلاثيني، إن العائلة متوسطة عدد الأفراد تحتاج على الأقل إلى ربطتي خبز يومياً، وبالتالي ستتكلف شهرياً 90 ألف ليرة، “وهو مبلغ كبير إذا ما تم مقارنته مع رواتب الإدارة الذاتية في حال ما إذا كان أحد أفراد العائلة موظفاً في إحدى مؤسسات الإدارة الذاتية”.
وبسبب حالة الجفاف التي حلت على الموسم الزراعي العام الفائت، تقوم الأفران التابعة للإدارة الذاتية في جميع مناطق سيطرتها في شمال شرقي سوريا بمزج طحين الذرة الصفراء مع طحين القمح وهو ما أدى إلى تراجع جودة الخبز.
وكان سلمان بارودو، الرئيس المشارك لهيئة الاقتصاد في الإدارة الذاتية، قال في تصريح سابق لـنورث برس، إن “تفاوت نسبة خلط الذرة الصفراء بين مطحنة وأخرى وعدم غربلة الذرة وطحنها بالشكل المناسب سبب تراجعاً في جودة الخبز”.
وتزداد معاناة عبدالله مراد (45 عاماً) وهو من سكان كوباني، أكثر مع تخفيض الإدارة العامة للمخابز التابعة لهيئة الاقتصاد في إقليم الفرات، لمخصصات السكان من الخبز العادي مع حلول شهر رمضان.
وبحسب قرار صادر من هيئة الاقتصاد في شمال شرقي سوريا، فإن كل ثلاثة أشخاص يحصلون على ربطة واحدة، ولكن حالياً فإن كل أربعة أو خمسة أشخاص يحصلون على ربطة فقط.
ويقول “مراد” وهو رب أسرة مؤلفة من أربعة أفراد، إنه يستلم يومياً ربطة واحدة من كومين حييه، فيضطر ولقلة الكمية شراء ربطة من الخبز السياحي وأحياناً ربطتين عندما تكون جودة الخبز العادي “سيئة جداً”.
ويشير إلى أنه لا يستطيع تحمل نفقة شراء الخبز السياحي بشكل يومي، وخاصة أن عمله كعامل بناء متوقف ولا توجد فرص عمل في المدينة.
ويؤكد “مراد” لنورث برس، أن خبز الأفران العامة يحتوي على مواد “غريبة”، بالإضافة إلى أن رائحته تكون غير جيدة.
ورفضت الإدارة العامة للمخابز التابعة لهيئة الاقتصاد في إقليم الفرات الإدلاء بأي تصريح لنورث برس حول أسباب تخفيض مخصصات السكان وفيما إذا كان هناك خطط لتحسين جودة الخبز أم لا.
واستغنى حجي شاهين (42 عاماً) وهو من سكان كوباني، كلياً عن استلام الخبز من الكومينات ويشتري يومياً ثلاث ربطات من الخبز السياحي.
ويشير “شاهين” إلى أن الخبز الذي تنتجه الإدارة يهدر نصفه بسبب سوء جودته، “فكل ربطتين يتم استهالك ربطة منهما ورمي الباقي”.
ويعبر “شاهين” عن اعتقاده أن الإدارة الذاتية تجبر السكان، عبر تخفيض مخصصاتها، لشراء الخبز السياحي بسعر مرتفع، لتقوم بعد فترة برفع سعر ربطة الخبز العادي، “ويكون السكان بذلك تأقلموا مع السعر المرتفع”.