أسعار الدروس الخصوصية في دمشق ” نار” تحرق جيوب ذوي طلاب

دمشق- نورث برس

يتكلف ماهر محمد وهو اسم مستعار لأحد سكان منطقة المزة بدمشق، 30 ألف ليرة سورية في الساعة الواحدة لدرس الرياضيات الخصوصي لابنه طالب البكلوريا العلمي, و10 آلاف ليرة سورية لابنه طالب الصف التاسع في الساعة الواحدة أيضاً للمادة ذاتها.

يرى الرجل أن تكاليف الدروس الخصوصية “مرتفعة جداً، لكن من أجل نجاح أبنائي بعلامات جيدة أسجلهم في دروس خصوصية في المنزل”.

ويعتمد “محمد” على ما يرسله ابنه الأكبر المقيم في هولندا، ليدفعه كتكاليف لتعليم أبنائه.

وتشهد دمشق سوقاً تجاريةً جديدةً للدروس الخصوصية لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية, ويرى البعض أن أسعار تلك الدروس لا تتناسب مع دخل الفرد السوري, إلا أن نسبة غير قليلة مُجبرة على دفع تكاليفها لضمان تعليم جيد لأبنائهم.

وتختلف تسعيرة الدروس الخصوصية تبعاً لاختلاف الأستاذ واختلاف المادة المدرّسة, فالرياضيات لطلاب البكالوريا تبدأ من 20 إلى 35 ألف ليرة سورية في الساعة الواحدة, واللغة العربية تبدأ من 30 إلى 40 ألف ليرة سورية للساعة أيضاً. بينما العلوم والفيزياء واللغة الإنكليزية تتراوح ساعة الدرس الواحد ما بين 20 و30 ألف ليرة.

وفيما تثقل تلك الدروس كاهل ذوي الطلبة، يبرر معن الأحمد وهو اسم مستعار لأستاذ مادة رياضيات يسكن في منطقة المزة ارتفاع الأسعار على أن الأستاذ “يعيش ككل السوريين بنفس الضائقة الاقتصادية وبحاجة لمصدر رزق إضافي لتأمين عائلته”.

 بالإضافة لغلاء المواصلات، وبالتالي ما يتكبده الأستاذ من أجور تضاف إلى تكاليف الساعة، بحسب “الأحمد”.

ويتهم أولياء طلاب، المعلمين بالتقصير في مهامهم في المدرسة، وهو ما يضطرهم لتسجيل أبنائهم في دروس خصوصية في ظل طبيعة المناهج “المعقدة”.

ويقول محمد المصري وهو طالب بكالوريا علمي إنه يحصل على تعليم أفضل من المدرسة ضمن الدرس الخصوصي.

ويضيف: “بعض الأساتذة لا يعطوننا ضمن المدرسة بنفس الجودة التي نأخذها ضمن الدرس الخصوصي أو المعهد الذي يدرّس فيه الأستاذ”.

وأمام هذا الحال، تشارك عائشة الجندي، وهي طالبة بكالوريا أدبي مع صديقتها، تكلفة الساعة الواحدة، بحيث تدفع هي 20 ألف وزميلتها النصف الآخر، كي يخففوا من التكاليف المترتبة على عائلاتهم.

وتشير “الجندي” إلى أن الأستاذ يأخذ 40 ألفاً للساعة الواحدة على مادة اللغة العربية كونه يأتي من منطقة مساكن برزة إلى منزلها في صحنايا.

وتفضل علا ياسين وهو اسم مستعار لسيدة من سكان حي الميسات بدمشق دفع تكاليف إضافية للأستاذ، كي يأتي للمنزل بحيث لا يضطر ابنها للخروج وإضاعة الوقت في التنقل.

وتردف السيدة الذي يدرس ابنها الصف التاسع، أنها تدفع 165 ألف ليرة سورية في الأسبوع وهي مجموع تكاليف ثلاث مواد (الرياضيات واللغة العربية والعلوم واللغة الإنكليزية) على مدار ثلاثة أيام.

إعداد: مرام المحمد – تحرير: سوزدار محمد