رغم الخلافات والمقاطعة.. انتخاب "أنس العبدة" رئيساً جديداً لـ "هيئة التفاوض"

اسطنبول ـ نورث برس

 

أكد المتحدث باسم "الهيئة العليا للمفاوضات السورية" الدكتور يحيى العريضي فوز رئيس الائتلاف السوري أنس العبدة بمنصب رئيس "هيئة التفاوض" بديلاً عن نصر الحريري.

 

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الانتخابات جرت وسط أجواء متوترة ومشحونة، أدت لمقاطعة بعض الأطراف لتلك الانتخابات.

 

وقال "العريضي" في تصريح خاص لـ "نورث برس"، الأربعاء، إن "ممثلين عن الهيئة انتخبوا رئيس الائتلاف الوطني أنس العبدة لمنصب رئيس هيئة التفاوض، دون مشاركة أعضاء من منصتي القاهرة وموسكو".

 

وأوضح "العريضي" أنه "لم يكن هناك انقسامات خلال انتخاب أنس العبدة، وأن مقاطعة منصتي موسكو والقاهرة للانتخابات كان نتيجةً للتباين في الآراء، وهذا طبيعي".

 

وشدد "العريضي" على أنه "نعمل على خلق توافق، وأن الهيئة تعاود الانطلاق بعملها".

 

وشهد اجتماع هيئة التفاوض الذي انطلق الأحد الماضي، واستمر حتى أمس الثلاثاء، تأجيلاً لانتخاب رئيسٍ جديدٍ للهيئة في محاولة لإعطاء الفرصة لمشاركة باقي المكونات التي لم تحضر الاجتماع عن طريق "الأون لاين".

 

أطراف المقاطعة

 

وذكرت مصادر مطلعة لـ "نورث برس" أنه "إضافة لمقاطعة منصتي موسكو والقاهرة للانتخابات، انضمت إليهم أيضاً هيئة التنسيق الوطنية، وذلك بسبب خلافات حول كتلة المستقلين الجدد".

 

وقال الباحث السياسي "عمر الحسون" لـ "نورث برس"، إن "هناك إصرار من هيئة التنسيق على حضور المستقلين الجدد وإحلالهم بدل المستقلين القدامى، الأمر الذي أشعل سجالاً حاداً داخل الهيئة نظراً لرفض ملف المستقلين وتأجيل مناقشته لما بعد انتخاب رئيس جديد للهيئة".

 

وأضاف أن "كتلة الائتلاف والمستقلين القدامى والكتلة العسكرية يقفون صفاً واحداً في وجه انضمام المستقلين الجدد (الذين تم اختيارهم في اجتماع الرياض الأخير في كانون الأول/ ديسمبر 2019)، بينما تصر هيئة التنسيق الوطنية ومنصتي القاهرة وموسكو على المستقلين الجدد، إضافة للخلاف على توزيع المناصب المتعلقة بأمين السر ونائب رئيس الهيئة".

 

وأشار إلى أنه وبحسب مصادر من داخل الهيئة، فقد تم انتخاب العبدة بواقع /21/ صوتاً بعد اكتمال النصاب القانوني واستمرار مقاطعة تلك الأطراف للانتخابات، رغم محاولة إقناعهم بأن نائب رئيس الهيئة سيكون من منصة القاهرة وأمين السر من هيئة التنسيق، "إلا أنها باءت بالفشل".

 

حالة الانقسام

 

وحذر "الحسون" من أن "استمرار حالة الانقسام وشق الصف داخل هيئة التفاوض ربما ينعكس على سير العملية السياسية، وقد نكون أمام جسمين سياسيين الأول مؤلف من كتلة الائتلاف والمستقلين القدامى والجسم العسكري المعارض أي الممثلين عن الفصائل، والثاني مكون من منصتي القاهرة وموسكو وهيئة التنسيق والمستقلين الجدد".

 

وأكد "الحسون" أن " الائتلاف يرى أن المستقلين الجدد يحب أن يدخلوا بعد التشكيل الجديد للائتلاف وانتخاب رئيس جديد له، وهذا منطقي أن تقوم أي مؤسسة سياسية بدراسة أسماء الأعضاء الجدد المرشحين لها فعلى هذا المبدأ يعمل الائتلاف، وإلا لن يكون من المعقول قبول أسماء جدد يتم ترشيحهم عبر إحدى مؤسسات المعارضة دون الرجوع لمجلس الائتلاف المنتخب، الذي بدوره سيقرر قبول الأعضاء الجدد أم لا وخصوصاً أنه سيتم التصويت عليها من قبل الأمانة العامة للائتلاف".

 

وفي كانون الأول/ ديسمبر 2019، أعلن في الرياض عن انتخاب /8/ أعضاء من المعارضين السوريين لضمّهم إلى هيئة التفاوض، بعد اجتماع خاص لمجموعة من الشخصيات السورية المعارضة، دعت له وزارة الخارجية السعودية وتم عقده في الرياض دون حضور لرئيس هيئة التفاوض السابق نصر الحريري وأي من أعضاء الهيئة الآخرين، ما دفع الحريري لوصف الاجتماع بأنه "لا يستند إلى أي إجراء قانوني".

 

وتضم هيئة التفاوض، /36/ عضواً، ثمانية من الائتلاف، وسبعة من الفصائل العسكرية، وأربعة من منصة موسكو، وأربعة من منصة القاهرة، وخمسة من هيئة التنسيق الوطنية، إضافة لثمانية مستقلين.