الرقة – أحمد الحسن – NPA
تشهد أرياف مدينة الرقة نهوضاً اقتصاديا بعدد من المشاريع الصغيرة، وذلك بعد انقطاع دام لسنوات عن العمل في المشاريع التي يطلقها بعض سكان المنطقة تحسيناً لواقعهم المعيشي ومساعدةً في النهوض باقتصاد المدينة كل على حسب استطاعته.
ولطبيعة المنطقة المعتمدة على الزراعة وتربية المواشي والدواجن تنطلق المشاريع الأكثر ارتباطاً بهاتين المهنتين، كتجارة المواشي، وفتح المداجن التي تربي الصيصان الصغيرة.
فقد انتشرت في الآونة الأخيرة المداجن بشكل ملحوظ في ريف الرقة الشمالي بعد أن كانت مقتصرةً على ريف حلب الشمالي وبعض المناطق المتفرقة في الرقة.
مصطفى خضر العياف مالك لمدجنتين في في قرية المنقلي (ريف الرقة الشمالي)، تحدث لــ”نورث برس” عن طبيعة العمل في المداجن وكيفية تربية الصيصان، مبيناً أنه في القرية وحدها توجد نحو/15/ مدجنة لتربية الصيصان الصغيرة بعمر الثلاثة أيام، فيعتنون بها لبيعها للتجار الوافدين من باقي المناطق.

وأشار العياف إلى أنه يملك في مدجنته نحو/8/ آلاف صوص اشتراهم من تركيا عبر شركات استيراد لجودتها التي هي أفضل من جودة الصوص السوري الذي يعاني من ضعف في الطلب، ليضعها في المدجنة لفترة حضانة تستمر لـ/40/يوماً ثم يبيعها للتجّار القادمين من حلب وحماة، أو لخارج سوريا كالعراق وإقليم كردستان العراق.
وتحدث العياف عن التكلفة المادية مبيناً أنه يجلب العلف الخاص بالصيصان من مدينة حلب بـ/270/ ألف ليرة سورية للطن الواحد، وتستهلك الصيصان /37/ طن خلال فترة حضانة واحدة /40/ يوماً، تُعطى على ثلاث مراحل.
وتختلف درجة كل مرحلة من العلف المقدم للصيصان على كمية البروتين فيها، فتُخفف كمية البروتين حفاظاً على صحتها، كما تلقح بشكل دوري كل أسبوع لوقايتها من الأمراض المختلفة ويبلغ إجمالي تكلفة اللقاحات نحو مليون ليرة سورية لفترة حضانة واحدة، وتُجلب من مدينة حمص.
ونوه العياف إلى أن تكلفة الصوص الواحد تبلغ نحو/300/ ليرة سورية، بينما كان يكلف في الماضي ما يقارب مئة ليرة سورية، ويعزو ذلك لغلاء التعرفة الجمركية المفروضة عليهم من قبل الإدارة المدنية.
كما لفت إلى أن تكلفة المعدات المستخدمة باهظة الثمن، والتي تستجلب من مدينة حماة السورية كالمعالف والمشارب التي تقدر سعر الواحدة منها 4500// ليرة سورية.
أما بالنسبة إلى الصعوبات التي يواجهها أصحاب المداجن، قال العياف: “نواجه صعوبة في التكيف مع الطقس المتقلب وكيفية المحافظة على درجة حرارة ثابتة للصيصان(30 درجة)” الأمر الذي يتطلب منهم تركيب مدافئ خاصة ضمن المداجن مما يعني تكلفة إضافية.
وأردف: “كما نعاني من ارتفاع الجمركة على البضائع التي نستوردها من صيصان وغذاء ولقاحات”.
فيما ناشد الإدارة المدنية للنظر في حال أصحاب المداجن وتقديم التسهيلات لهم كأحد داعمي اقتصاد مدينة الرقة وريفها، حيث يغطون حاجة المدينة من لحوم المداجن المحلية بنحو 70% وخصوصاً بعد قرار منع استيراد لحوم الدجاج المثلجة منعاً باتاً، وأصبح الاعتماد بشكل رئيسي على لحوم الدجاج المحلي.