فشل الموسم الزراعي يجبر مزارعين بالحسكة على بيع محاصيلهم لمربي ماشية
الحسكة – نورث برس
يتحسر يونس حاجم (43 عاماً)، وهو مزارع في الريف الجنوبي لمدينة عامودا غربي القامشلي، على حال محصوله الزراعي هذا العام، إذ اضطر لبيعه لمربي ماشية بسبب ضعف نموه، وتوقع تدني الإنتاج بسبب شح الأمطار.
وكان المزارع يأمل أن يجني محصوله من الشعير والقمح هذا العام، لتحسين أموره بعض الشيء وسداد الديون المتراكمة عليه نتيجة فشل الموسم الزراعي الماضي.
لكن حال المحصول الحالي الذي كان شبيهاً بسابقه، فاقم من وضعه سوءاً وزاد الديون المتراكمة عليه.

وهذا العام، زرع “حاجم” وهو من سكان قرية حسي أوسو، 200 دونم بالقمح، وبلغت تكلفة زراعتها نحو أربعة ملايين ونصف المليون ليرة من بذار وحراثة أرض.
وقام ببيع الدونم الواحد لمربي ماشية بـ 23 ألف ليرة سورية، وأجزاء أخرى بنحو 17 ألف ليرة، لتعويض قسم من خسارته التي يصفها بـ”الكبيرة”.
وعلى امتداد النظر في مناطق شمال شرقي سوريا، تبدو الأراضي البعلية خالية من النبات بينما تتفاوت الأضرار التي لحقت بالمروية بحسب عدد مرات السقاية وطبيعة الأرض وخصوبتها.
وأمام هذا الحال، يضطر مزارعون لبيع محاصيلهم الزراعية لمربي الماشية لتعويض جزء من خسائرهم.
بينما يفضل الأخيرة ضمان أراض زراعية (شراء زرعها) لتأمين غذاء لأغنامهم وسط غلاء الأعلاف وقلة مخصصاتهم من المواد العلفية التي تقدمها الإدارة الذاتية.
ويصل سعر الكيلوغرام من الشعير إلى نحو 1800 ليرة، فيما يباع الكيلوغرام من التبن بـ1400 ليرة.
وفي قرية تل منصور شمال الحسكة، لم يكن حال عبد الباسط السيد، أفضل من سابقه، إذ خصص أرضه التي تبلغ 60 دونماً مزروعة بمحصول القمح علفاً لماشيته البالغ عددها 40 رأس غنم.
ويقول “السيد” إن زراعة أرضه كلفته نحو مليون ونص المليون ليرة، “ولكن الموسم كان سيئاً جداً”.
ويشير إلى أن مربي الماشية أوضاعهم “أكثر سوءاً من المزارعين، إذ يقومون بشراء المزروعات ولكنهم لا يستفيدون منها بالشكل الكافي لقلة المحصول”.

وفي قرية خربة غزال شمال الحسكة، يرعى فرحان مجدل، أغنامهم على أطراف الطريق الرئيسي الواصل بين مدينة الحسكة وطريق M4.
ويقول الشاب الذي يمتلك 25 رأساً من الأغنام إنه اشترى أجزاء من محصول الأراضي الزراعية بأسعار تتراوح من ثلاثة إلى خمسة آلاف ليرة للدونم الواحد.
ويضيف: “أقوم بشراء 100 دونم من المحصول بـ 500 ألف ليرة وتكفي ماشيتي نحو 20 يوماً، في حين لو قمت بشراء خمسة أكياس من الشعير ستكلفني نحو مليون ليرة”.