محلل إسرائيلي: قانون "قيصر" يضرّ الشعبين اللبناني والسوري.. وليس الأسد وحزب الله
رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
قال المحلل السياسي الإسرائيلي إيلي نيسان، الأربعاء، إن قانون "قيصر" الذي بدأت الولايات المتحدة تطبيقه اليوم، لتوسيع دائرة العقوبات الاقتصادية على الحكومة السورية ولبنان، "يضر بشعبي البلدين أكثر مما يضر نظام الأسد وحزب الله".
واعتبر نيسان في حديث لـ"نورث برس" أن قانون "قيصر" يستهدف لبنان وسوريا، "الليرة السورية واللبنانية انخفضت قيمتها في الأشهر الأخيرة أكثر من خمسين بالمئة.. وهذا الأمر يؤدي لانهيار الاقتصاد في سوريا، ناهيك أن الاقتصاد اللبناني منهار أصلاً وبقي حزب الله هو الحاكم في بيروت".
وقال نيسان إن السؤال المركزي هو "هل يؤثر قانون قيصر على حزب الله بموازاة التظاهرات في لبنان؟، أو على النظام السوري بالترافق مع تظاهرات السويداء وربما توسعها لمناطق أخرى؟".
وشدد على أن الإجراءات العقابية الاقتصادية تضر باقتصاد لبنان وسوريا، ولكن رغم الإجراءات الاقتصادية تسير الأمور كما هي "ومن يدفع الثمن هما الشعبان اللبناني والسوري، وليس النظام وحزب الله وهذا ما سنراه في المستقبل أيضا".
وبيَّن نيسان أن "الكل في إيران وسوريا وحزب الله يصرون على مواصلة الأمر.. وحتى لو أعلنت لبنان الإفلاس بنهاية الأمر فإن هذا ما يريده حزب الله للسيطرة على مفاصل الدولة".
وقال، إنه "بالنسبة للنظام السوري فإنه يقف كما هو بمساعدة إيران وبعض الشيء من روسيا رغم أن الأخيرة سئمت من الأسد ولكن سيستمر الوضع كما هو رغم الإجراءات العقابية".
وأشار نيسان إلى أن "قانون (قيصر) يجدي نفعاً فقط على الشعب وليس على النظام وإيران وحزب الله، مؤكداً أنهم يريدون الإثبات أنه رغم كل الإجراءات، فإن الأمور تسير كما هي والشعب هو الذي يدفع الثمن".
وحول موقف إسرائيل من القانون، ألمح نيسان إلى أن تل أبيب ليست متحمسة كثيراً للقانون، بالرغم من أن إسرائيل تريد أن يتغير الوضع في لبنان وسوريا ولا يكون موطئ قدم لإيران، ولكن الواقع أن إيران عاقدة العزم على مواصلة هيمنتها على البلدين إضافة إلى العراق، بحسب إيلي نيسان.
تجويع سوريا ولبنان
اعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، أمس الثلاثاء، أن العقوبات الأمريكية الجديدة التي يفرضها قانون قيصر تهدف إلى "تجويع" سوريا ولبنان المجاور، واصفاً إياها بأنها "آخر الأسلحة" التي تستخدمها واشنطن ضد حليفته دمشق.
وقال نصرالله في كلمة متلفزة بثّتها قناة "المنار" التابعة لحزبه "قانون قيصر يريد تجويع لبنان كما يريد تجويع سوريا"، لافتاً إلى أن القانون الذي يفرض "الحصار الشديد على الدولة وعلى الشعب في سوريا هو آخر الأسلحة الأمريكية".
وشدد نصرالله، على أن "حلفاء سوريا الذين وقفوا معها في الحرب العسكرية والأمنية والسياسية، حتى لو كانت ظروفهم صعبة، لن يتخلّوا عن سوريا في مواجهة الحرب الاقتصادية ولن يسمحوا بسقوطها".
وجاءت مواقف نصرالله بعد ساعات من إعلان السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت في مجلس الأمن أنّ بلادها ستتّخذ الأربعاء "تدابير حاسمة لمنع نظام الأسد من الحصول على انتصار عسكري".
وعلى الجانب اللبناني، حذّر نصرالله في كلمته من أنّ القانون الأمريكي "يُلحق الأذى بلبنان" انطلاقاً من أنّ "سوريا هي المنفذ البرّي الوحيد للبنان باتّجاه العالم".
وخاطب الحكومة اللبنانية بالقول "ما أطالب به (…) ألا يكون القرار الرسمي والشعبي هو الخضوع لقانون قيصر".
واتّهم نصرالله الأمريكيين بأنهم "يمنعون نقل الكميات الكافية من الدولار إلى لبنان" وبأنهم "يضغطون على المصرف المركزي لمنع ضخّ الدولار بكميات كافية في الأسواق" بحجّة أنّ حزبه "يشتري الدولار من السوق لأخذه إلى سوريا".
ضربة موجعة للشعب
من جانبه، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على سوريا يهدف إلى إسقاط السلطات الشرعية للبلاد وتوجيه ضربة موجعة لشعبها.
وقال نيبينزيا، في كلمة ألقاها أمس الثلاثاء، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، تعليقاً على تطبيق الولايات المتحدة، اعتباراً من الأربعاء، "قانون قيصر": "يتباهى المسؤولون الأمريكيون، حسبما سمعناه اليوم، بأن عقوباتهم بالذات أسفرت عن تدهور الأحوال الاقتصادية الاجتماعية للشعب السوري بمثل هذه الدرجة".
وأكد نيبينزيا، "يجري عملياً الاعتراف بأن العقوبات، التي يزعم أنها تفرض لاستهداف القيادة السورية فقط، تضرب الناس العاديين".
وشدد المندوب الروسي على أن "الغرض من هذه الإجراءات يكمن في الإطاحة بالسلطات الشرعية في سوريا".
كما أشار نيبينزيا إلى أن الاتحاد الأوروبي مدد من جانبه أواخر أيار/ مايو عقوباته أحادية الجانب ضد سوريا، "قلنا مراراً أن هذه الإجراءات تشوه الاقتصاد السوري وتعرقل تقديم المساعدات الإنسانية للناس".
لا يتعارض مع المساعدات
من جانبها، صرحت واشنطن بأن "قانون قيصر" القاضي بتشديد العقوبات على سوريا، "لا يتعارض" مع المساعدات الإنسانية للسوريين.
وجاء في تغريدة على الحساب الرسمي للسفارة الأمريكية لدى سوريا على "تويتر"، أمس الثلاثاء، أنه "مع دخول العقوبات حيز التنفيذ بموجب قانون قيصر، تواصل الولايات المتحدة التزامها بضمان وصول الدعم الإنساني الدولي للمدنيين الموجودين في سوريا من خلال التنسيق الوثيق بين الشركاء الدوليين".
وقالت واشنطن إنه "بجانب مواصلة العقوبات وزيادة الضغط الاقتصادي" على دمشق، "ستواصل الولايات المتحدة التنسيق الدولي لتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب السوري".
المركزي يرفع السعر
ورفع مصرف سوريا المركزي، اليوم الأربعاء، سعر الصرف التفضيلي للدولار من /700/ إلى /1256/ ليرة سورية للحوالات في المصارف وشركات الصرافة.
وجاء ذلك بحسب نشرة أسعار صرف العملات التي نشرها المركزي السوري اليوم على صفحته في "تليغرام".
ووفقا للنشرة تم تحديد سعر صرف الدولار للحوالات عند /1256/ ليرة سورية، أما اليورو فقد تم تحديد سعر صرفه عند /1413.38/ ليرة سورية.
وتتعرض الليرة السورية لضغوطات مع قرب تطبيق عقوبات أمريكية إضافية على دمشق، والمعروفة باسم "قانون قيصر لحماية المدنيين".
ويدخل القانون الذي وقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كانون الأول/ديسمبر 2019، حيز التنفيذ اليوم الأربعاء. وينصّ خصوصاً على تجميد مساعدات إعادة الإعمار وفرض عقوبات على الحكومة السورية وأجهزتها العسكرية والاستخباراتية وشركات متعاونة معها ما لم يحاكم مرتكبو الانتهاكات. ويستهدف كذلك كيانات روسية وإيرانية تعمل مع دمشق.