بعد تأجيل الاجتماع الروسي التركي.. مراقبون: الاختلاف قد يتحول لخلاف بين البلدين
اسطنبول ـ نورث برس
تسبب الرفض الروسي لحضور الاجتماع الذي كان مقرراً على مستوى وزراء الخارجية والدفاع بين روسيا وتركيا، الأحد الماضي، في اسطنبول، لبحث ملفي إدلب السورية وليبيا، بحالة من الإرباك لدى الدبلوماسية التركية.
وأجمع مراقبون على أن "قادمات الأيام ربما تحمل الكثير من المفاجآت فيما يخص ملف الوضع في إدلب، في ظل الأنباء التي تتحدث عن نية الروس شن عمل عسكري هناك.
وبعد الرفض الروسي لحضور الاجتماع، سارع وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، للإعلان بأن تركيا هي من طلبت تأجيل الاجتماع والسبب هو الملف الليبي، زاعمة أنه ليس بالإمكان اتخاذ أي قرارات دون حضور الأطراف المعنية في الملف وخاصة "حكومة الوفاق الوطني" الليبية.
وفي الوقت ذاته وجه الوزير التركي رسالة غير مباشرة لروسيا، طالباً منها ألا ينعكس الخلاف في الملف الليبي على التفاهمات والاتفاقات الموقعة بخصوص إدلب السورية.
من اختلاف إلى خلاف
وتعليقا ًعلى ذلك قال عضو منصة موسكو السابق "نمرود سليمان" لـ "نورث برس" إن تأجيل تركيا للاجتماع بين وزيري الدفاع والخارجية بينها وبين الاتحاد الروسي منذ يومين "يؤكد بأن الاختلاف بينهما قد يتحوّل إلى خلاف خاصة حول ليبيا، دون نسيان عدم تنفيذ أردوغان لاتفاق نيسان الماضي بينه وبين بوتين حول إدلب وبشكل خاص طريق الـ(M4)".
وأضاف أن "الانشقاقات العامودية الكبيرة التي تقع في الساحة الداخلية التركية وامتدادها يوماً بعد آخر مضافاً إليها الوضع الاقتصادي المنهار في تركيا، مع عزل الأخيرة عن محيطها الإقليمي والدولي، تتطلب من أردوغان زيادة حروبه الخارجية التي فشلت أغلبها، فهو يحارب في سوريا والعراق وليبيا وقبرص، ويقوم بنقل المرتزقة من دولة إلى أخرى، وباللحظة نفسها تزداد خلافاته مع الناتو والاتحاد الأوروبي وأمريكا".
ورأى "سليمان" أن "أردوغان أصبح يفكر بنفسه ومستقبله السياسي وبمشروعه الإسلاموي ولا يفكر بمصلحة الشعب التركي وقد انتقل من صفر مشاكل إلى كل مشاكل، وتؤكد المؤشرات الداخلية والخارجية بأن كل ما يقوم به يؤدي إلى الفشل، لذا ستزداد عنده نسبة المغامرة وفتح معارك جديدة".
ويرى مراقبون أنه منذ توقيع أردوغان مع حكومة فايز السراج اتفاقيات بخصوص ما أطلق عليها الطرفان "اتفاقية السيادة البحرية شرقي المتوسط"، أعلنت الكثير من الدول الأوروبية وحتى العربية رفضها لها، "وأنها غير شرعية وغير معترف بها، إلا أن تركيا ضربت بعرض الحائط كل تلك الاعتراضات وتابعت إلى أن وصل الأمر لتدخلها المباشر في الحرب الدائرة في ليبيا لدعم طرف على حساب الآخر".
مرحلة اللاتحمل
وفي هذا الجانب قال "سليمان" إن "أغلب الدول الأوربية وصلت إلى مرحلة اللاتحمل لسياسات أردوغان، كما أن صبر روسيا قد نفذ بعد تأجيل الاجتماع الأخير لذا نراها تحشد قواتها حول إدلب ولن تسمح بوصول أردوغان إلى سرت في ليبيا كما يريد هو".
وقال "سليمان" إن "الوضع في تركيا مع الداخل والخارج يتجه إلى مزيد من التعقيد، لذا الانفجار أصبح قريباً".
وكان من المقرر أن يكون الملف السوري على رأس أجندة المحادثات بين الطرفين الروسي والتركي، إضافة للتطورات في العملية السياسية واللجنة الدستورية، ومنطقة إدلب.
وتحدثت تسريبات إعلامية، في وقت سابق، عن زيارة سرية للرئيس السوري بشار الأسد، أخيراً إلى روسيا بطلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، من أجل الحديث عن أفكار ومبادرات جديدة في المرحلة المقبلة، خاصة في ظل تطبيق قانون "قيصر".
ووسط كل ذلك تطفو على السطح توقعات مراقبين، تشير إلى أن قادمات الأيام ربما تحمل المزيد من المفاجآت سواء في الملف الليبي أو حتى ملف إدلب السورية، وأن هذه الملفات ستنتقل من طاولة الوزراء إلى طاولة الرئيسين الروسي والتركي لضبطها ووضع حد لكل العراقيل المختلقة فيها والتي تؤثر على الحلول السلمية وإنهاء الصراع فيها.