فروقات الأسعار تتحكم بوجهة سكان الرقة لشراء ثياب العيد

الرقة – نورث برس

تركت ردينة الياسين (34 عاماً)، وهي معلمة مدرسة من سكان مدينة الرقة شمالي سوريا، سوق شارع المنصور لتتوجه نحو محلات شارع تل أبيض بعد أن تعذر عليها شراء ثياب العيد لأطفالها بسبب ارتفاع الأسعار.

وقالت “الياسين” إنها أرادت بادئ الأمر شراء الثياب من شارع المنصور على اعتبار أنه قريبٌ من منزلها لكن الفرق بالسعر بين السوقين دفعها للتوجه نحو شارع تل أبيض.

وباتت فروقات الأسعار بين محلات الرقة التجارية وأسواقها هي المتحكم بوجهة السكان لشراء ثياب العيد، وولدت نوعاً من الطبقية بين السكان، وأصبح لكل سوق زبائنه الذين يختلفون عن زبائن السوق الآخر، بحسب السكان.

وتقول “الياسين” إن الفروقات بالأسعار تبدو واضحة بين المحال التجارية وبين الأسواق، وهي فروقات “غير طبيعية” لا سيما في حال تشابه البضاعة المعروضة في تلك الأماكن.

أثر نفسي

رأت “الياسين” أن اضطرار أصحاب الدخل المحدود للتوجه نحو أسواق معينة بينما يتوجه أصحاب الدخل المرتفع نحو أسواق أخرى، “يولد أثراً نفسياً لدى الزبائن ونوعاً من الطبقية باتت تنتشر بشكل واضح في مدينة الرقة”.

وفي الرقة عدة أسواق وتجمعات لمحال تجارية، لكن أبرز تلك الأسواق الخاصة بالألبسة، هي سوق شارع تل أبيض وهو أحد شوارع المدينة الرئيسية يليه شارع المنصور ومن ثم شارع القوتلي و23 شباط وساحة الشماس.

وفي شارع تل أبيض، تبدو مظاهر العجز وضيق الحال بارزة على وجوه زبائن السوق في الشارع، نساء ورجال رفقة أطفالهم يقلبون ألبسة فرشت على قارعة الطريق، ينادي عليها البائع “تنزيلات للفقير وللدرويش”.

وقال محمد المحمد (20 عاماً) وهو صاحب بسطة لبيع الملابس في شارع تل أبيض، إن تردي الوضع الاقتصادي للسكان يدفعهم للتوجه لشراء البضائع من البسطات أو المحال التجارية التي تتقاضى أرباح محدودة.

وأضاف “المحمد” لنورث برس، أن فروقات الأسعار بين المحال والبسطات وبعض الأسواق كبيرة جداً، وأن كثيراً من البضائع الموجودة في المحال المخصصة لبيع الملابس لا يقوى السكان على شراءها.

وأشار “المحمد” إلى أن أصحاب البسطات يتقاضون ربحاً أقل من الربح الذي تتقاضاه المحال التجارية على القطعة الواحد وهو ما يدفع السكان للتوجه نحو البسطات.

السعر بالدولار

لكن في شارع المنصور الأمر مختلف تماماً، محلات واسعة بواجهات زجاجية وأساليب لعرض الألبسة وتماثيل بلاستيكية (ملكانات) تعرض عليها الألبسة، وغالباً ما ترى عدداً من العاملين في المحل يقضون وقتهم في ترتيب الملابس وتنظيف المحل بانتظار زبائن الطبقة الغنية.

وقال عبدو عنّو (37 عاماً) وهو صاحب محل لبيع الألبسة في شارع تل أبيض، إن معظم الألبسة التي تباع في شارع المنصور يتم تسعيرها بالدولار الأميركي وهو ما يثير استياء الزبائن.

وأضاف “عنّو” لنورث برس، أن على التجار تخفيض الأسعار من خلال تحديد هامش بسيط للربح وهذا الأمر سيساعد على تحريك عجلة التسوق وينعكس إيجاباً على قدرة السكان على شراء البضائع.

وأشار “عنو” إلى أن حركة التسوق خلال أواخر شهر رمضان، لشراء ثياب العيد لا تزال ضعيفة ومرد ذلك إلى عجز السكان عن شراء البضائع بسبب ارتفاع أسعارها.

وذكر “عنو” أن تكلفة كسوة الطفل الواحد قد تصل لـ200 ألف ليرة سورية إذا ما كانت البضاعة من شارع المنصور بينما بالإمكان شراءها بنحو نصف السعر من الأسواق الأخرى في مدينة الرقة.

ويحصل العاملون في مدينة الرقة على مرتبات شهرية تنقسم إلى عدة شرائح وهي رواتب العاملين في المنظمات المدنية والذين غالباً ما يتقاضون مرتباتهم بالدولار الأميركي والشريحة الثانية هي للعاملين في مؤسسات الإدارة الذاتية والذين تبدأ مرتباتهم بـ 260 ألف ليرة سورية.

أما الشرائح الأخرى للمرتبات فهي للعاملين في القطاع الخاص والمحال التجارية والمنشآت الصناعية والعاملين في الحقول والورشات الزراعية وورشات البناء.

“فرق جودة”

وقال عمر الفرج (30 عاماً) وهو صاحب محل لبيع الألبسة، بشارع المنصور وسط المدينة، إن فروقات الجودة بين البضائع هي ما تتحكم بفروقات الأسعار إلى جانب أجور الشحن والآجار الشهري المرتفع الذي يدفعه صاحب المحل والذي يتجاوز في أحيان كثيرة مئة دولار أميركي.

وأقر “الفرج” بمحدودية الزبائن في محله والمحال الأخرى بشارع المنصور، وأنهم من الطبقة الغنية في المدينة أو أصحاب الدخل المرتفع ولكن ليس لأصحاب المحال التجارية ذنبٌ في ذلك، على حد قوله.

إعداد: عمار عبد اللطيف – تحرير: زانا العلي