ردود ومواقف تشكل “جبهة” ضد “البيان الرافض للوحدة الكردية” في سوريا

نورث برس

 

أعلنت منظمات وشخصيات سياسية سورية رفضها للبيان الصادر عن مجموعة من المعارضين السوريين ضد مساعي وجهود توحيد الأطراف الكردية في سوريا، معتبرة هذه الجهود خطوة للنهوض بحوار وطني سوري شامل.

 

وقال المجلس الوطني الكردي في سوريا في بيان، الاربعاء أن "الاتفاق الكردي-الكردي يجب أن يخدم القضية السورية كما يخدم القضية الكردية ويفتح الباب أمام أبناء المكونات الأخرى للمساهمة  والشراكة".

 

وأضاف: الوحدة الكردية سيكون عامل "أمان واطمئنان للجميع، وكذلك لدول الجوار، وعونا للمعارضة السورية ووحدتها، ودعما للحل السياسي".

 

في غضون ذلك عبر الاتحاد العام للكتّاب والصحفيين الكرد في سوريا في بيان نشره الثلاثاء، عن أسفه لوجود أسماء سورية وصفها بـ "الوازنة" في حملة التوقيع بخصّوص رفض وحدة "البيت الكردي"، وقال "هؤلاء يكشفون بذلك عن حقدهم على حضور الشخصية الكردية فوق تراب وطنه وهذا ما يشترك به هؤلاء مع سياسات النظام".

 

موقف سرياني أشوري

 

ومن جانبٍ آخر، قال حزب الاتحاد السرياني، إن "البيان الرافض للحوار" يسعى إلى بث الفتنة بين المكونات وخلق حالة لا استقرار، معتبراً بأنه استمرار لأشكال الحرب ضد الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وضد أي خطوات إيجابية نحو الحل السياسي في سوريا.

 

وذكر من الموقعين على "البيان الرافض للحوار"، اسم شخص يتخذ من حزب الاتحاد السرياني صفة له، نوه "الاتحاد السرياني" أنه لا يوجد علاقة تربط هذا الشخص بحزبهم، مشيراً إلى أن مضمون البيان لا يتوافق مع موقفهم.

 

وفي السياق كشفت المنظمة الآثورية الديمقراطية عن رفضها للبيان، مبينةً دعمها للحوار بين الأطراف الكردية في سوريا ولفت إلى إنه خطوة للنهوض بحوار وطني بين كافة التعبيرات السياسية في المنطقة ومن مختلف مكونات الطيف السوري.

 

ودعت قوى المعارضة السورية للابتعاد عن ما يساهم بالمزيد من التشظي في النسيج الاجتماعي وتعميق الهواجس المتبادلة في المستويين القومي أو الديني، وتبني مشاريع لتحقيق الانتقال السياسي وفق قرارات الشرعية الدولية.

 

تساؤلات وشكوك؟

 

ومن جانبه أعلن المعارض والحقوقي السوري أنور البني "رفض إدراج اسمه" في القائمة، مشيراً في تدوينةٍ نشرها على حسابه بموقع فيسبوك أنّ ما جاء في البيان لا يتوافق مع موقفه الحقوقي.

 

وقال "البني": "تفاجأت بوجود اسمي بالبيان المذكور علماً بأنني لا أعرف من نظم البيان ولم أطلع عليه ولم أوقعه واعتبر هذا تزويراً فاضحاً وكاملاً"، مطالباً الجهات التي "أدرجت أسمه زوراً" أن تتراجع وتعتذر.

 

وأشار المعارض السوري حازم نهار وهو كاتب في الشؤون السياسية والثقافية السورية، في منشور على فيسبوك إلى أنه لم يذكر البيان من هي "التشكيلات السورية" التي وقعت عليه، واكتفى بذكر الشخصيات السورية وصفاتها، وهذا مخالف لنصّ البيان الذي يبدأ بالقول "بيان إلى الرأي العام من شخصيات وتشكيلات سورية".

 

وأضاف"نهار"  أن "المجلس الوطني الكردي جزء من الائتلاف" متسائلاً "هل ذهب إلى الحوار من دون علم الائتلاف أو موافقته؟ إن كان كذلك فيفترض أن يكون هناك إجراء تنظيمي من الائتلاف بحق المجلس، وهو ما لم يحصل. الغريب أيضًا هو مشاركة عدد من شخصيات الائتلاف في توقيع البيان".

 

وكتبت الدكتورة السورية سميرة مبيض في تدوينة في حسابها بموقع فيسبوك: "بغياب أيّ تصريحات رسمية من قبل المتحاورين ضمن الحوار الكردي-الكردي لا يمكننا الاتكاء على تسريباتٍ لبناء موقف".

 

ومن جهتها نشرت المعارضة السورية بهية مارديني مقالة رأي بعنوان "لمَنْ يسألني: عن الحوار الكردي الكردي" قالت فيها "أننا اليوم لا نحتاج إلا إلى تحقيق مطالب الشعب الكردي في الاستقرار والرخاء والحرية واستعادة الهوية المفقودة ضمن دستور و قانون يضمن كرامتنا جميعاً في سوريا".

 

"تأزيم للخلافات"

 

بدوره كتب السياسي الكردي فيصل يوسف في معرض رده على البيان: البيان يتجاهل حقيقة أنّ الشعب الكُردي في سوريا ليس حالة سياسية فحسب بل شعب أصيل يعيش على أرضه وينشد شراكةً حقيقية في بلده سوريا".

 

وتابع "البيان لا يصبّ في خدمة وحدة المعارضة ومصلحة وحدة الشعب السوري بل يزيد من عوامل الخلاف والتأزّم ويستعيد ثقافة العداء للكرد بحلة جديدة".

 

وكشف المئات من المعارضين السوريين من أطراف من عديدة من المعارضة عن رفضهم لاستمرارية الحوار بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي في بيان صدر الاثنين بعنوان "بيان إلى الرأي العام من شخصيات وتشكيلات سورية في المنطقة الشرقية بخصوص تفاهمات الأحزاب الكردية على مستقبل الجزيرة السورية".

 

ويعد الطرفين الكرديين المتحاورين "كتلة أحزاب الوحدة الوطنية والمجلس الوطني الكردي" أكبر كيانين سياسيين في المشهد الكردي السوري، ولكنهما على خلاف كبير حول العديد من القضايا المصيرية، وهو ما يحاولان تفاديه في جلسات الحوار، بعد مبادرة أطلقها الجنرال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية أواخر العام الماضي.

 

وأعلن "مظلوم عبدي" في تغريدة نشرها في حسابه على تويتر نهاية مايو/أيار الماضي، "نجاح المرحلة الأولى من الحوار الكردي-الكردي، والبدء بالمرحلة الثانية"، من أجل تكوين مرجعية سياسية كردية موحدة.

 

وتدعم الإدارة الأمريكية الجهود الرامية إلى توحيد الأطراف الكردية، وفي هذا السياق يلتقي وليم روباك مستشار التحالف الدولي في سوريا بشكل دوري مع قيادات من الأحزاب السياسية الكردية في شمال شرق سوريا.