"مجلس العشائر" في ديرك يرفض الوجود الروسي ويطالب بمنطقة آمنة بإشراف أممي

ديرك – سولنار محمد – نورث برس

 

أعلن "مجلس أعيان العشائر" في منطقة ديرك أقصى شمال شرقي سوريا، عن رفضه لانتشار القوات الروسية، وأعرب عن تخوفه من "عملية مقايضة قد تجريها روسيا مع تركيا" على منطقة ديرك. 

 

 وطالب "مجلس أعيان العشائر بالمنطقة الشرقية "، التحالف الدولي بالتدخل لمنع روسيا من تنفيذ مخططاتها وحماية مكونات المنطقة من التحالفات العسكرية ودعمها اقتصادياً في ظل الوضع المعيشي المتردي، وقرب تنفيذ عقوبات "قيصر".

 

وطالب" مجلس الأعيان" بإنشاء منطقة حظر طيران تحت إشراف الأمم المتحدة.

 

 

وقال حواس جديع، رئيس عشيرة "طيه" ورئيس "مجلس أعيان العشائر بالمنطقة الشرقية" لـ"نورث برس"، الثلاثاء، إن "مناطق شمال شرقي سوريا باتت مباحة للقوات الأجنبية إذ أن روسيا وتركيا وأمريكا يسيرون فيها دوريات عسكرية بشكل يومي ما جعل المنطقة في فوضى عارمة". 

 

وأضاف جديع أن "مجلس العشائر" يرفض "الاتفاقيات والتحركات أحادية الجانب"، مشيراً إلى أن الدول التي ترغب بمساندة المنطقة يجب ألا تبرم "اتفاقيات أحادية الجانب" بل يجب أن تتفاوض مع قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا. 

 

ولفت إلى أن الاتفاقيات يجب أن تشمل جميع الأصعدة بما فيها العسكرية والسياسة والاقتصادية إضافة إلى الدبلوماسية وليس الجانب العسكري فقط، وقال: "هم فقط يبرمون تحالفاً على الصعيد العسكري فقط ونحن من يدفع الشهداء لمحاربة الإرهاب أما المسائل الأخرى لا يتم إشراكنا بها، هذا غير مقبول أبداً". 

 

 ودعا "جديع" إلى "فرض حظر طيران وجعل شمال شرقي سوريا مناطق آمنة تحت إشراف الأمم المتحدة ليطمئن الشعب من التهديدات التركية التي تطلقها كل حين ضد مناطق شمال شرقي سوريا.

 

من جانبه قال حسن عبد الرحمن، أحد مؤسسي "مجلس الأعيان"، إنهم يرفضون انتشار الشرطة العسكرية الروسية بالمنطقة "لأن روسيا تريد أن تستكمل ترسيخ سيطرتها العسكرية والاقتصادية ولأن وجودها جاء كمحميات عسكرية وهو أمر مرفوض جملةً وتفصيلاً لدى مكونات المنطقة".

 

وذكر عبد الرحمن أنه لديهم مخاوف كبيرة من المطامع السياسية الروسية في ظل التقارب الروسي التركي حيث من المحتمل أن تدخل روسيا في مقايضة مع تركيا على مناطق من شمال شرقي سوريا كما "البازار السياسي" الذي جرى تطبيقه في عفرين، على حد قوله.

 

واحتج سكان في قرى بريف مدينة ديرك، الأسبوع الفائت، على تسيير الشرطة الروسية دورية على الشريط الحدودي، بدءاً من مدينة القامشلي وصولاً لشمال ديرك، حيث تمركزت قوات روسية في محيط قرية قصر ديب /6 كلم/ شمال مدينة ديرك أقصى شمال شرقي سوريا، وسط تخوف سكان المنطقة من انتشارها واستمرارهم بالاحتجاج ضد تمركزها.

 

وكان عدد من عناصر الشرطة العسكرية الروسية مزودين بأسلحتهم الفردية وبرفقتهم /18/ مدرعة، قد تمركزوا في وقت سابق الأسبوع الفائت بجانب المدرسة في محيط القرية، ولكنهم عادوا وانسحبوا بعد يومين، وهو ما فسره سكان بأنه جاء على خلفية رفض القرية للوجود الروسي فيها.

 

من جانبه قال إبراهيم شبلي عضو منظمة حقوق الإنسان في إقليم الجزيرة و"مجلس أعيان العشائر"، إنهم لا يرحبون بالتواجد العسكري للتحالف الدولي وروسيا في شمال وشرق سوريا إذا كان ذلك من أجل تحقيق مصالحهم والحصول على البترول فقط، على حد قوله.

 

وقال أيضاً: "إذا كان تواجدهم لحمايتنا وإقامة منطقة حظر طيران تحت إشراف الأمم المتحدة فإننا نشكرهم أما غير ذلك فلن نقبلهم. روسيا وعدت بحماية عفرين ولم تفعل، نخشى تكرار نفس السيناريو.  لذا نطالب بتطبيق قرار النفط مقابل الغذاء كما حدث 2003 في العراق، كي لا تؤثر علينا الأزمة الاقتصادية وعقوبات قيصر".

 

وقال عثمان إبراهيم ممثل عشيرة "هارونا" في "مجلس الأعيان" إنهم يرفضون أي تواجد للقوات الروسية في مناطق ديرك وريفها، كما يرفضون أي "مقايضة" لمناطقهم من قبل أي دولة، "هذه الحلول وهذه المقايضات لا تحل المشكلة ولا تصل إلى أي نتيجة. لا حل إلا بالحوار بين الأطراف السورية".

 

وتعد ديرك من المناطق التي تحتفظ فيها القوات الأمريكية التي تقود التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بوجود عسكري فيها، وذلك بعد انسحابها من معظم  مناطق شمالي سوريا، بموجب قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أواخر العام الفائت.

 

وقال ضابط من القوات الأمريكية في المنطقة لـ"نورث برس"، الأحد الفائت، "إننا نعمل ما بوسعنا لمنع القوات الروسية من المجيئ إلى منطقة ديرك"، وذلك أثناء تجول دورية أمريكية في قرية قصر الديب بريف ديريك بعد انسحاب القوات الروسية منها.

 

وأضاف الضابط أن "هناك الكثير من الأمور نستطيع القيام بها، بإمكاننا التمركز هنا على الأرض، وأيضاً نستطيع إجراء بعض المكالمات الهاتفية وحل الأمور سياسياً أو التحدث إليهم بشكل مباشر، نحن نفضل ألا يكونوا هنا".