مخزون السدود في السويداء “لا يحقق الاكتفاء الذاتي”

السويداء – نورث برس  

يتوقع سكان من مدينة السويداء، جنوبي سوريا، أن تستمر أزمة المياه في المحافظة مع انخفاض مخزون معظم السدود هذا العام وتعطل عدد من الآبار.

وتشكل السدود السطحية في المحافظة مع الآبار الجوفية المصادر الرئيسية لمياه الشرب للسكان.

ويقول أيهم عزام وهو اسم مستعار لأحد سكان مدينة السويداء، “مع الأسف موسم الأمطار لم يكن كما يجب، مخزون معظم السدود حوالي الربع، وأزمة المياه لن تحل وستبقى معلقة وسيطول أمدها”.

ويشير “عزام” إلى أن المحافظة تعتمد على مياه الآبار بسبب تلوث مياه السدود، “ولكن فساد دوائر المياه أدى إلى تعطل غطاسات  الآبار، نتيجة المناقصات الوهمية التي أبرمت، الأمر الذي تسبب بانقطاع الكهرباء عن الآبار”.

وتشهد السويداء أزمة حادة في مياه الشرب، بسبب تعطل عدد من الآبار التي تغذي المدينة، وسط اتهام سكان للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في الحكومة السورية بـ”النهب والسرقة”.

يقول وائل الحلبي، وهو اسم مستعار لأحد سكان مدينة السويداء، إنّ “امتلاء السدود لن يغير من واقع الحال شيء.  معظم السدود مهملة، وتعاني من تسربات في مياهها وهي ملوثة”.

ويبلغ عدد السدود في السويداء ثمانية عشر سداً، وتُعد من أهم مصادر مياه الشرب لسكان المحافظة، وهي “براق – صلخد – العين – السهرة – حبران رساس – الأصلحة – شهبا – الطيبة – الغيضة – المنشنف – الروم – جويلين – جبل العرب (أبوزريق )- الزلف”.

ويبلغ تخزينها الأعظمي 68.332مليون متر مكعب، تملؤها الثلوج والأمطار، بحسب مديرية الموارد المائية في السويداء

مخزون السدود

 إنَّ نسبة المخزون الكلي للسدود في السويداء لم تتجاوز الثلث خلال هذا العام، بحسب مدير الموارد المائية في السويداء محمود ملي، في حديث قبل أيام لصحيفة “الوطن” شبه رسمية. وذكر أن 30% هي نسبة التخزين الكلي لسدود السويداء خلال عام 2022.

وأضاف أن ذوبان الثلوج وحصول الجريان أدى إلى تحسن في مناسيب مخزون السدود إلى حد بسيط ولكن لم يصل إلى المستوى المتوقع.

وأشار إلى أن تخزين بعض السدود وصل 50% كسد حبران المخصص لمياه الشرب الذي بلغ حجم تخزينه الحالي 985 ألف متر مكعب من حجم التخزين الكلي البالغ مليوناً و900 ألف متر مكعب.

في حين لم يتجاوز التخزين في بعضها، منسوب الحجم الميت، مثل سد جبل العرب الذي وصلت كميات المياه المخزنة إلى 594 ألف متر مكعب علماً أن حجم تخزينه الكلي يصل إلى 6 ملايين و650 ألف متر مكعب.

وبلغت كميات المياه المخزنة في السدود غير الراشحة والبالغ عددها 11 سداً، 14 مليون متر مكعب من أصل 40 مليون، بحسب “ملي”.

فعالية السدود

هشاشة البنية الإنشائية وغياب الترميم لمعظم السدود، عرضّها للخروج عن الخدمة، بحسب سكان. ويقول محمد الطويل وهو اسم مستعار لأحد سكان مدينة شهبا بريف السويداء، إنّ البنية التحتية السيئة لسد شهبا، تتسب بتسرب المياه إلى جوف الأرض، ممّا قلل منسوب المياه المخزنة فيه، وأدى إلى جفافها خلال فصل الصيف.

ويضيف “الطويل”، أن تسرب مياه الصرف الصحي إلى وادي نمرة الذي يُعد المغذي الأساسي لسد شهبا، أدى إلى تلوث مياهه.

أما “سد الطبية” فيستفيد منه شخص واحد نافذ في الحكومة، أحضر موافقة من الجهات الأمنية التابعة للحكومة، لسحب مياه السد في قناة مسافة 7كيلو متر، لسقاية مشاريعه الخاصة، حارماً بذلك سكان المنطقة من مياه السد وسقاية أراضيهم بحسب “الطويل”. 

ومن بين ثمانية عشر سداً لا يمكن الاستفادة إلا من مياه سدود “حبران وجبل العرب (أبو زريق ) وسد الروم” وذلك لوجود محطات تصفية في تلك السدود وما تبقى منها فهي غير مؤهلة، بحسب سكان التقت بهم نورث برس.

وتعرض سد الروم الواقع شرقي مدينة السويداء لحملة تحطيب جائرة طالت الأشجار الحراجية، المحيطة به لتتحول المنطقة إلى شبه بالصحراء بعد أن كان مقصداً سياحياً في المنطقة.

ولم تتجاوز كمية المياه المخزنة ضمنه أكثر من مليوني متر مكعب من أصل الحجم الكلي للتخزين والبالغ 6 ملايين ونصف مليون متر مكعب.

فيما خرج “سد العين” عن الخدمة كليّاً وتحول إلى ثكنة عسكرية للقوات الحكوميّة بحسب ما قاله “رضوان” لنورث برس.

إعداد: رزان زين الدين – تحرير: سلمان الحربي