أنقرة تحثّ واشنطن على تجنّب استثناء مناطق “قسد” من العقوبات
واشنطن – نورث برس
قال مصدر خاص مطّلع لنورث برس، الأحد، إنّ تركيا تضغط على الإدارة الأميركية لضمان عدم منح مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، استثناءات خاصة من عقوبات قيصر، بحجّة أنّها تعزز حالة الإدارة الذاتية في المنطقة.
وبداية شهر آذار/ مارس الماضي، وبحسب معلومات سابقة لنورث برس، أكّدتها شبكات أميركية، فإن إدارة الرئيس جو بايدن، كانت تعتزم استصدار قرار يستثني مناطق المعارضة السورية المدعومة تركياً، ومناطق الإدارة الذاتية من عقوبات “قيصر”.
وقال مصدر نورث برس المطّلع على الموضوع، إن “مسودة القرار كانت جاهزة وعلى وشك الإعلان عنها من قبل وزارة الخزانة الأميركية قبل أن تندلع حرب أوكرانيا وتبدأ تركيا ومن ورائها لوبيات تابعة للمعارضة السورية في واشنطن بالتدخّل لمنع حدوث هذه الخطوة”.
وبحسب مصدر ثانٍ مقرّب من “اللوبيات” السورية المعارضة في واشنطن، فإن المعارضة السورية المقرّبة من تركيا “تفضّل عدم الحصول على استثناء خاص من العقوبات لمناطقها في ريف حلب إذا كان هذا القرار يعني استثناءً مماثلاً يعفي المستثمرين والشركات الخاصة من عقوبات قيصر في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية”.
وأضاف: “تركيا والمعارضة المدعومة من قبلها يرون أن الحدود المفتوحة بين مناطق المعارضة في ريف حلب وتركيا تمكّن الأخيرة كدولة كبرى من تأمين كل احتياجات الشمال الغربي”.
وبالتالي “لن يغيّر الاستثناء من العقوبات، المعادلة السياسية أو الاقتصادية بالنسبة لهم، ولذلك يدفعون دون اتخاذ بايدن لمثل هذا القرار الذي سيكون أثره الإيجابي الأكبر على شمال شرقي سوريا”.
وبحسب المصدر المقرّب من المعارضة، فإن “اللوبيات السورية في واشنطن تطلب من الإدارة عدم اتخاذ مثل هذا القرار بحجة أن قسد ستساعد النظام السوري من الاستفادة من الاستثناءات وبالتالي لن يكون هناك جدوى تذكر من قانون قيصر”.
والشهر الماضي، أدانت وزارة الخارجية في الحكومة السورية، توجه الإدارة الأميركية لاستثناء بعض المناطق في شمال شرقي سوريا وشمال غربها، من العقوبات الاقتصادية وقانون قيصر.
وأبلغ المصدر المطّلع على تطورات الموضوع في واشنطن، نورث برس، أن الحرب في أوكرانيا وتغيّر ديناميات العلاقة الأميركية – التركية أعطى تركيا هامشاً أكبر لفرض شروطها على واشنطن في هذا الملف.
وكانت إدارة بايدن قد أعلنت مؤخراً، عن مجموعة من القرارات في محاولة لترميم العلاقة المتردية مع أنقرة.
ونقلت وكالة رويترز عن وزارة الخارجية الأميركية، الأسبوع الماضي، موافقة الرئيس الأميركي جو بايدن على بيع طائرات F-16 المقاتلة لتركيا بدعوة “اتساق هذا القرار مع مصالح الأمن القومي الأميركي ووحدة حلف الناتو على المدى الطويل” بحسب الرئيس الأميركي.
وتأتي هذه الخطوة بعد سنوات من امتناع واشنطن عن فكرة بيع الأسلحة إلى تركيا بعد شرائها أنظمة صاروخية دفاعية روسية من طراز اس – ٤٠٠.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تقدمت تركيا بطلب إلى الولايات المتحدة، لشراء 40 مقاتلة حربية أميركية من طراز F-16، بالإضافة إلى طلب لإعادة تحديث ٨٠ قطعة من طائراتها الحربية الحالية.