مبادرات إنسانية وبحسب الطاقة برمضان تلقى استحسان سكان منبج
منبج – نورث برس
ينتظر حسين عبد (45 عاماً)، وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية في مدينة منبج، شمالي سوريا، وصول المزيد من البضائع إلى محله بعد أن باع كل بضاعته برأس المال، في مبادرة أطلقها منذ بداية شهر رمضان.
وهذا كل ما يستطيع “عبد” تقديمه للسكان خلال شهر رمضان، وفق قوله، “لو بالإمكان أن أبيع بأقل من سعر التكلفة لفعلت ولكن الأوضاع المادية صعبة بشكل عام على الجميع”.
ويضيف صاحب المحل أن هناك إقبالاً كبيراً من قبل السكان بسبب فرق الأسعار بين البضائع في محله والمحال التجارية الأخرى.

ويشير “عبد” إلى أنه طالب من العديد من أصحاب المحال وأصحاب الدكاكين القيام بمبادرات مماثلة كل حسب استطاعته، “وهناك تجاوب من عدد من الأشخاص ونتمنى أن نستطيع الاستمرار إلى ما بعد شهر رمضان”.
ومنذ بداية شهر رمضان، أطلق العديد من أصحاب المحال التجارية والأطباء والصيادلة في منبج مبادرات لمساعدة السكان خلال شهر رمضان في ظل ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية.
وخلال العاميين الماضيين، شهدت منبج مبادرات إنسانية مماثلة وخاصة خلال فترات حظر التجول الكلي، تضمنت تقديم خدمات تمريضية وأدوية مجانية، إضافة إلى تقديم وجبات يومية غير مطبوخة للعائلات ذات الدخل المحدود في المدينة طيلة شهر رمضان.
وبينما كان يستقل دراجته النارية، يقارن حمود سمعان (55 عاماً)، من سكان مدينة منبج ورب عائلة مكونة من ثمانية أشخاص، الأسعار بين المحال التي تبيع بسعر الجملة وبين تلك التي تفرض عليها نسبة من المربح.
ويضيف: “اشتريت علبة من السمن (2 كيلوغرام) من محل أطلق مبادرة البيع بسعر الشراء بـ20 ألف ليرة، بينما تباع كل أربعة كيلوغرام منها في محال أخرى بـ41 ألف”.
ويشكو الرجل الخمسيني من غلاء أسعار المواد بشكل كبير مع قدوم شهر رمضان، ويعدد أسعار بعض أنواع الخضراوات باستياء، “كيلوغرام من البندورة تباع بثلاثة آلاف والباذنجان بأربعة آلاف والكوسا والخيار كذلك الأمر”.
ويتمنى “سمعان” أن تستمر هذه المبادرات إلى ما بعد شهر رمضان وأن لا تقتصر فقط على شهر واحد.
ويجد الرجل أن المبادرات عادت بالنفع على السكان على الرغم من أنها ليست كثيرة “ولكنها سدت بعض الاحتياجات لذوي الدخل المحدود خلال شهر رمضان من المواد الغذائية إلى الأدوية إلى المعاينات الطبية”.
ويضيف: ” لو أن جميع التجار والأطباء وغيرهم يبادرون دائماً ويرضون بالمرابح القليلة سيعود ذلك على المجتمع ككل بالمنفعة ونستطيع تجاوز الأزمة الاقتصادية الحالية”.

وفي مشفى “أبو قلقل” في ريف منبج الجنوبي، أطلق مدير المشفى عبد الرزاق إبراهيم(43 عاماً) مبادرة للمعاينات والعمليات القيصرية والولادة الطبيعية بشكل مجاني ولمدة عام كامل وليست فقط ضمن شهر رمضان.
ويقول مدير المشفى إن المبادرة جاءت على ضوء إطلاق بعض الأطباء في منبج وريفها لمبادرات وهي معاينات بشكل مجاني ليومين في الأسبوع خلال شهر رمضان، “فقمنا بإطلاق مبادرة مشابهة تضاف إليها العمليات القيصرية والولادة الطبيعية لمدة عام كامل”.
ويصل عدد المراجعين إلى المشفى بعد إطلاق المبادرة قرابة الأربعين مراجعاً بشكل يومي، وتم إجراء أربع عمليات قيصرية، وولادة طبيعة واحدة، بحسب “إبراهيم”.
ويشير مدير المشفى إلى أن المبادرة خلال شهر رمضان لا يمكن أن يستفيد منها الجميع، “ولكنها إذا استمرت بعد رمضان ستكون فائدتها كبيرة”.