امتعاض شعبي شمال الحسكة من ارتفاع أسعار الخضراوات في شهر رمضان
تل تمر – نورث برس
في سوق بلدة تل تمر شمالي الحسكة، شمال شرقي سوريا، يعاين خضر الحلبو (65 عاماً)، أسعار الخضراوات وهو يتجول بين المنتجات المعروضة في محل تجاري، متفاجئاً من الارتفاع الكبير في الأسعار مقارنة مع الأيام التي سبقت شهر رمضان.
وأمام هذا الحال، يجد الرجل الستيني نفسه مضطراً لشراء كميات محدودة والتقشف في مصروفه. ويعبر عن امتعاضه من ارتفاع أسعار السلع الرئيسية ولا سيما أن أولاده الأربعة يعملون كعمال مياومة “بالكاد يغطي مردودهم مصاريف المنزل”.

ويقول “الحلبو” إن عائلته تحتاج يومياً نحو 40 ألف ليرة سورية لشراء الحاجيات الضرورية، “أغلب الأحيان نعود إلى المنزل دون أن نشتري كفايتنا من الخضراوات، هذا ما عدا اللحوم والمواد التموينية الأخرى التي باتت صعبة المنال”.
ويرجع تجار في سوق الهال بمدينة الحسكة سبب الارتفاع في بعض الأحيان، لإغلاق المعابر مع الداخل والاضطرار للاعتماد على مصدر واحد لاستيراد الخضراوات وهو إقليم كردستان العراق ويكون بأسعار مضاعفة وبالعملة الصعبة.
ومنذ آذار/ مارس العام الفائت، وعلى فترات تواصل الحكومة السورية إغلاق ثلاثة معابر مع مناطق الإدارة الذاتية وهي التايهة في منبج ومعبر الطبقة ومعبر البو عاصي.
وفي الخامس من الشهر الجاري، أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، قراراً يقضي بمنع تصدير بعض أنواع الخضراوات وهي البندورة والبطاطا والخيار طيلة شهر رمضان.
وأرجعت الإدارة الذاتية السبب إلى ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه في مناطقها بشكل كبير خلال شهر رمضان.
وفي هذا الصدد، قال سلمان بارودو إن قسم من الخضراوات التي تستورد من إقليم كردستان العراق إلى شمال شرقي سوريا كان بعض التجار يقومون باستيرادها إلى مناطق سيطرة المعارضة.
وعلى غرار “الحلبو”، تشكو عبير الأحمد (30 عاماً) وهي والدة لطفلين، من الوضع الاقتصادي الصعب وخاصة أنه لم يعد بمقدورها شراء المستلزمات الضرورية لمنزلها خلال شهر رمضان.
وتقول السيدة التي تسكن في قرية الكوزلية الواقعة على خط التماس مع القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها، غربي البلدة، “أغلب أنواع الخضراوات لا نستطيع شراءها، فحتى ذات الجودة المتدنية بالكاد نشتريها”.
وتشير “الأحمد” التي تحمل كيساً وتحاول شراء بعض الخضراوات قبل العودة إلى قريتها، إلى أنه لم يعد باستطاعتهم فعل شيء أمام غلاء السلع سوى “التضرع لله بالنظر إلى حالنا كفقراء”.

وتسبب غلاء أسعار الخضراوات في تراجع حركة البيع وسط تقلص عدد الزبائن في المحال التجارية التي كانت تكتظ قبل حلول شهر رمضان.
وفي محله وسط سوق البلدة، يسترق سليمان بارافي وهو صاحب متجر لبيع الخضراوات والفاكهة، نظرات إلى المارة والمتسوقون بينما يرتاده بضعة زبائن بين الحين والآخر بعدما كان محله يمتلئ في ساعات الصباح قبل أسابيع.
وحالياً، يتراوح سعر كيلوغرام من البندورة بين 3000 و 3500 ليرة والخيار كذلك الأمر والبطاطا بألفي ليرة.
ويشير البائع إلى أن الغلاء أثر على تراجع حركة العمل لديه بنسبة 50 %، “حركة العمل ضعيفة ولا يوجد المال لدى السكان للشراء”.