مصدر أمني يوضح أسباب عدم رد إيران وحزب الله على الغارات الإسرائيلية

رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس

 

قال مصدر أمني إسرائيلي، الأحد، إن هناك أسباباً عديدة تمنع إيران وحزب الله من الرد على الغارات المنسوبة لإسرائيل ضد مصالحهما في سوريا، مبنية أساساً على السياسة الأمنية التي تنتهجها تل أبيب.

 

وأوضح المصدر في حديث لـ"نورث برس"، أن إسرائيل تحرص دوماً على عدم الإعلان رسمياً عن تنفيذ هذه الغارات ضمن استراتيجية "بين الحروب"، حتى تعفي إيران من الحرج واضطرارها للرد من أجل "حفظ ماء وجهها أمام مؤيديها ومناصريها".

 

بدوره، تحدث المحلل السياسي الإسرائيلي شاؤول منشة، لـ"نورث برس" عن جملة من الأسباب التي تمنع الرد الإيراني على هذه الغارات، مشيراً إلى أن الجمهورية الإسلامية لا تقوم بالرد لأن قادتها يدركون أن "الآتي أشد.. وأن إسرائيل عندما تنفذ هذ القصف فهي تخطط للجولة القادمة".

 

وأما العامل الآخر الذي يحول دون رد إيران وحزب الله رغم تعرض مصالحهما للاستهداف الإسرائيلي في سوريا بشكل مستمر، يتعلق بروسيا التي تعطي "الضوء الأخضر" للغارات الإسرائيلية بطريقة "مضبوطة" تلجم التموضع الإيراني من ناحية وتمنع الانجرار إلى مواجهة عسكرية من ناحية أخرى، بحسب "منشة".

 

وأشار إلى أن روسيا لا تريد الوجود الإيراني في سوريا، وأن تكون وحدها المسيطرة في سوريا دون إيران أو تركيا والفصائل الموالية لها.

 

ويكمن العامل الثالث بالحكومة السورية، التي لم تعد ترد على القصف الإسرائيلي، "لأنها تريد حمايةً خارجية من أجل البقاء، فضلاً عن أن النظام السوري سئم تدخل نظام إيران على أرضه ويكفيه تركيا وروسيا والمنظمات التي تعمل ضده"، وفق شاؤول منشة.

 

وأوضح أن الهدف من القصف الإسرائيلي المستمر في سوريا هو منع تحقيق الهدف الإيراني بإقامة "جسر استعماري من إيران إلى البحر المتوسط على حساب العراق وسوريا والأردن".

 

واستهدفت طائرات إسرائيلية، مساء الخميس، المعامل في منطقة الزاوي بريف مصياف غربي محافظة حماة، ما أدى إلى مقتل /9/ أشخاص وإصابة أخرين، كما تسببت الضربات بتدمير مستودعات للذخيرة والأسلحة. وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وكان مصدر عسكري إسرائيلي، قد قال في تصريح أمس السبت، لـ"نورث برس" إن الغارات الجوية على محيط مصياف في ريف حماة الغربي بسوريا، الخميس الماضي، استهدفت معملاً لتطوير صواريخ إيرانية وتحويلها إلى "دقيقة"، إضافة إلى ذخيرة كانت معدة لنقلها إلى حزب الله في لبنان.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن إسرائيل نفذت منذ مطلع العام 2019 وحتى اليوم، "أكثر من ثمان وثلاثين غارة جوية على الأراضي السورية، مستهدفة مواقع إيرانية وأخرى تابعة للميليشيات العاملة تحت إمرتها ومواقع حزب الله اللبناني وقوات النظام السوري".

 

ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري، فإن الضربات الإسرائيلية "أسفرت عن مقتل مائة وثمانية وتسعين من القوات الإيرانية وحزب الله والميليشيات الموالية لها من جنسيات سورية وغير سورية. كما قتل سبعة وعشرون من عناصر وضباط قوات الحكومة السورية بالإضافة إلى أحد عشر مدنياً".

 

وطالت الضربات الإسرائيلية مواقع وشحنات ومستودعات أسلحة وذخائر وآليات عسكرية ورادارات وبطاريات دفاع جوي، بحسب المرصد الحقوقي.