“مقضين رمضان عالنواشف”.. حال نازحين في مخيم سري كانيه شرق الحسكة
الحسكة – نورث برس
في خيمة تفتقر لمعظم ما كانت تمتلكه في منزلها، تعجز خطر الأحمد (46 عاماً) وهي نازحة في مخيم سر كانيه، شرق الحسكة، عن إعداد ما تشتهيه أنفسهم وهم صائمون، فالظروف المعيشية المتردية تجبرهم على الاعتماد على ما هو متوفر فقط في السلال الغذائية المقدمة من قبل منظمات إنسانية.
وتقول النازحة التي تنحدر من منطقة سري كانيه بلهجتها المحلية لنورث برس، “مقضين رمضان عالنواشف، رز وبرغل وعدس وفاصولياء”.
وتضيف السيدة الأربعينية متحسرة على ما آلت إليه حالهم في الخيم، “الحبوب والبقوليات على وشك النفاذ لدي، والخضراوات واللحمة لا نستطيع حتى التفكير بها”.

وفي مخيم سري كانيه، يعيش النازحون حالة اقتصادية صعبة، تفاقمت مع ارتفاع الأسعار لضعف ما كانت عليه مع قدوم شهر رمضان الجاري، وسط قلة المساعدات المقدمة من المنظمات الإنسانية.
وأمام هذا الحال، يضطر النازحون للاعتماد التي ما تحتويه السلال الغذائية لإعداد طعام إفطارهم، بعدما كانت موائدهم الرمضانية تضم عدة أصناف من الأطعمة وذلك قبل نزوحهم من مسقط رأسهم.
وقرابة ٢٣٤٠ عائلة، يضم مخيم سري كانيه الذي افتتح في الثامن من أيلول/ سبتمبر عام 2020، من أجل نقل النازحين الذين استقروا في مدارس بمدينة الحسكة بعد العملية العسكرية التركية ضد سري كانيه وتل أبيض عام 2019.
وفي المخيم ذاته، لا يختلف حال سهى خليف (48 عاماً) كثيراً عن سابقتها، فهي أيضاً تعجز حتى عن شراء الخضراوات التي باتت أسعارها “خيالية” بالنسبة لدخلهم المحدود، وعائلتها لم تتذوق أبسط ما يمكن وضعه على مائدة الإفطار، كالسلطة، منذ حلول شهر رمضان المبارك.
وتشير “خليف” إلى أن نقص كمية الزيت يحرمهم من طبخ معظم المأكولات، “أما بالنسبة للبطاطا المقلية فقد أصبحت من المنسيات”، على حد تعبيرها.
وتضيف بلهجتها، “والله متحسرين عالملفوف وعلى طبخة فيها بندورة أو كوسا”.
وقبل حلول شهر رمضان، كانت عائلة “خليف” تعتمد على الأرز والبرغل والعدس، “ولم يختلف علينا شيء، ما زلنا نعتمد على هذه الأصناف في رمضان رغم أننا نشتهي أصنافاً أخرى”.
ويفاقم قلة الدعم المقدم من المنظمات، حال النازحين سوءاً، فالسلال الغذائية المقدمة كل شهرين تقريباً لا تسد حاجتهم لأكثر من أسبوعين وخاصة أنهم يعتمدون عليها بشكل يومي.
كما أنه ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في الرابع والعشرين من شباط/ فبراير الماضي، قللت المنظمات من كميات الزيت النباتي التي كانت تقدمها للنازحين، بحسب إدارة المخيم.
ويقول الرئيس المشارك للمخيم، يلماز إبراهيم، إن الدعم المقدم من المنظمات قلَ بنسبة كبيرة مع بدء الحرب الأوكرانية الروسية، “النازحون لا يتلقون الدعم الكافي، ما يضطر البعض لبيع مخصصاتهم من السلال الغذائية لتغطية مصاريف ومستلزمات أخرى أكثر ضرورة كأدوية وملابس”.

ويشير “إبراهيم” إلى أنهم ناقشوا مع بعض المنظمات، زيادة الدعم وخاصة مادة الزيت والسكر ومخصصات المخيم من المياه، ولكن “لم نلقَ الرد المقنع حتى الآن”.
ولا تتمكن منى إسماعيل (36 عاماً) وهي نازحة من قرية تل ورديات التابعة لزركان (أبو راسين) شمال الحسكة، من شراء ما يطلبه أطفالها من أطعمة، وتجد صعوبة في التحايل على طلباتهم، وخاصة أنهم “لا يدركون معنى صعوبة تأمين القوت اليومي”.
وتضيف “إسماعيل” وهي والدة لأربعة أولاد، “غلاء الخضراوات بات يخنقنا، الصايم يشتهي حلويات وطبخ ونحن نسينا كل هدول”.